ساعة ينتظر خروج نور ليقلها إلى المنزل كما يفعل يوميا نظر إلى ساعته للمرة العاشرة قبل أن يزفر بملل يقسم انه سينفجر يوما ما من شدة غضبه من أفعالها الطفولية المتهورة فكيف لا و هي تكاد تفقد صوابه في كل مرة منذ أن خطبها او بالأحرى منذ أن عقد قرانه عليها أي منذ سنة و بضعة أشهر بعد أن إستطاع كسب الجميع بصفه للضغط عليها لتمتثل نور رغما عنها لإلحاح كاميليا و والدتها عليها حتى تقبل به ليتحقق بذلك حلمه بها منذ أول يوم رآها فيه هدأت ملامحه الثائرة فور ان لمحها تقترب من السيارة بخطى هادئة بعد أن أشارت لصديقتها تودعها فتحت الباب لتركب بجانبه بعد أن ألقت عليه التحية بنبرة مختصرة أهلا هز حاجبيه بعدم رضا من برودها معه رغم أنه تعود عليها و على طبعها الجاف ليجيبها
ببرود مماثل أهلا قاد السيارة بملامح متجهمة بينما إنشغلت هي بهاتفها تقلبه باهتمام غير مبالية باللذي يجلس بجانبها ينتظر ان تعبره بكلمة واحدة تنحنح محمد بعد أن يئس من حديثها ليسألها إيه رأيك نتغدى سوى في مطعم فاتح جديد و أكله تحفة مش بعيد من هنا قاطعته ببرود تخفي ضيقها لا انا وعدت ماما حتغدى معاها زمانها مستنياني هي و كريم لوى ثغره بتهكم و كأنه كان متوقعا لإجابتهاكالعادة بتتهربي انا مش عارف لحد إمتى حتفضلي كده فتحت نور حقيبتها لتخفي بداخلها هاتفها و هي تجيبه في نفس الوقت مفيش داعي للكلام داه إحنا في كل مرة بنفتح فيها الموضوع داه بتنتهي بخناقة خلينا كده احسن محمد أحسن احسن في إيه ها إحنا كلنا كده على بعضنا مش زي أي طبيعين و لا كإننا مخطوبين بقالنا سنة بتكلميني بالعافية و لا مرة قبلتي نخرج نتفسح و إلا نقعد مع بعض نتكلم و لا نتغدى رافضة أي تواصل بينا لحد إمتي حتفضلي كده نور بضيق إنت عارف كل حاجة على فكرة فمفيش داعي لكل العصبية دي انا كده و مش حيتغير و لو حضرتك مش عاجبك الحال براحتك كل واحد يروح لحاله و نفضيها سيرة اصلي بصراحة زهقت مرر نظره بينها بين الطريق متفرسا ملامح وجهها البريئة التي يهيم بها عشقا ليزفر بقلة حيلة مهما فعلت و قالت لم يستطيع التفريط فيها بعد ان ټعذب في الحصول عليها إنت
ليه كده هاين عليكي قلبي عشان توجعيه بالطريقة دي إنت لو تعرفي أنا بحبك قد إيه مكنتش قلتي كده غمغم بمرارة و عجز مكملا بقالي سنين يشحت منك شوية حب و إهتمام دست على كرامتي أكثر من مرة و بتجاهل كلامك و معاملتك الباردة ليا كل داه عشان لييييه قوليلي ليييه صړخ بقوة و هو يضرب مقود السيارة پعنف حتى كاد يخلعه من مكانه لتنكمش نور على نفسها ملتصقة بنافذة السيارة متحاشية النظر ناحيته حتى لا ترتعب أكثر فمحمد منظره مخيف و هو هادئ فكيف سيكون عندما يغضب عضت شفتيها عدة مرات محاولة التفوه بأي كلمة تهدأ بها غضبه لكنها فشلت لتهتف في الاخير بتأتأة مح مد إهدأ إنت بتسوق و كأنها بكلماتها تلك زادت من لهيب ناره التي تشتعل داخله منها ليهدر بصياح خاېفة على نفسك كالعادة كل اللي يهمك نفسك و بس مش هامك انا اۏلع بغاز انا و قلبي و مشاعري يا ريتني ما كنت قابلتك و لا شفتك و لا قلبي تعلق بيكي يا ريتني ماحبيتك يا نور مكنتش ذليت نفسي لحتة عيلة عشان تلعب بيا قطع كلامه و هو يوقف السيارة بهدوء ليسند رأسه على الكرسي مستنشقا الهواء بقوة عدة مرات ليهدأ من نفسه حتى لا يقوم بشيئ متهور يندم عليه لاحقا تكلمت نور بصوت منخفض طيب خلينا ننزل نتغدا و بعدين نكمل كلامنا صدرت منه ضحكة ساخرة عقبها قوله كثر خيرك البرنسس تنازلت المرة دي و قبلت تتغدا معايا اجابته بهدوء محمد ملوش لزوم الكلام داه إنت عارف إن أنا و إنت حكايتنا من الاول كانت غلط أنا كنت صريحة معاك ومخبيتش عليك حاجة من اول مرة كلمتني فيها قلتلك إني أنا مش بحبك و طلبت منك إنك تنساني و تدور على واحدة ثانية من مستواك و تليق بيك بس إنت اللي ركبت دماغك و اصريت عليا و انا وافقت بس كان ڠصب عني مكنتش مقتنعة ماما من جهة و كاميليا و جوزها من جهة ثانية حتى كريم كلهم حتى إنت كنت كل اما اروح مكان الاقيك فيه حاصرتني من كل الجهات و تحت الضغط داه كله أنا سلمت ووافقت بس إنت كنت عارف يعني إنت دلوقتي ملكش حق تلومني على حاجة و انا كمان مش حجبرك تكمل معايا إلتفت الآخر نحوها ليوليها كل إهتمامه مركزا على