قصه جديده روايه بقلم نورهان العشري
المحتويات
.. أو لنقل أنها ولادة روح جديدة بداخلك خلقت من رحم المعاناة و قساوة الخذلان الذي حتى و أن استطعت تجاوزه ستظل مرارته عالقة بجوفك لتذكرك بأن لا تغفر أبدا ..
نورهان العشري
ټدمير فراس و الأخذ بثأر والدك .. لقد أعددت خطة للقيام بذلك بصورة مرضية لذا عليك الشفاء بأسرع وقت حتى تشرفين على نهاية ذلك الشيطان بنفسك
أضاء عقلها بإجابة تحتمل الكثير من الصواب بأنه ربما حدث شيء جعلها تعلن الحړب عليه هكذا والتي بدأت منذ أن عاد من المۏت أو أن عودته هي السبب !
كانت غارقة في تساؤلاتها فلم تلحظ دخول فراس إلى الغرفة و تلك النظرات القاتمة المتبادلة بينه و بين والدتها التي تحمحمت وهي تقول بجفاء
لم تكن وحدها من خيمت الدهشة
بسطت الدهشة خيوطها علي ملامحه للحظات فقد توقع أن ترتاب في طبيعة العلاقة بينه و بين والدتها ولكن أن تسأله عن مشاعره نحوها كان أكثر من صاډم له
ألا تلاحظين أن سؤالك غريب بعض الشئ
ما أن اتتها كلماته الساخرة حتى شعرت بغبائها و حاولت تصحيح الأمر قائلة بتوتر
انتهى من خلع جاكت بدلته و قام بوضعه على أحد المقاعد ثم تخلص من رابطة عنقه ثم توجه إليها وهو يقاطع حديثها الغير مرتب مجيبا علي سؤالها بفظاظة
أحبها بقدر ما تحبك هي
ناظرته پضياع من إجابته التي تحمل الكثير من الاحتمالات والتي كانت جميعها سيئة ولكنها حاولت أن تجاريه حين قالت ساخرة
هل تظنين ذلك
إستفهامه أضفى على الأمر غموضا من نوع آخر جعل الأفكار تتلاحق بعقلها الذي شعر بالإرهاق من فرط التفكير فحاول التدخل لإنقاذها من تلك الضوضاء التي تحيط بها
كيف حال كاحلك الآن هل لازال يؤلمك
هكذا تحدث وهو يتفحص كاحلها باهتمام و يداه تتلمساه بحنو وهما تضعان الدهان فوق إصابتها تنافى مع كفوفه الضخمة التي توحي بمدى
بخير .. ولا لا يؤلمني كثيرا ..
جيد .
هكذا تحدث بعد أن اعتدل في جلسته ما أن انهى تفحصه لإصابتها فأصبح أمامها مباشرة وعينيه تبحران على ملامحها بنظرات مشټعلة ألهبت وجنتيها حد الإثارة التي جعلت يده تمتد لتلامسهما والتنعم بدفئهم قبل أن يقول بخشونة
أري أن الراحة قد فادتك كثيرا
لا.. لم اتناوله بعد .
ضيق عينيه بتخابث بينما فاحت رائحة المكر من بين كلماته حين قال
لا تقولي أنك تنتظريني لنتناوله سويا..
هبت بإندفاع
بالطبع لن أقول ذلك .. ولكن لم تكن لدي شهية .
أسقط الذئب فريسته في الفخ بمهارة فانفرجت شفتاه عن ابتسامة ماكرة حين قال بأسف مفتعل
اممممم .. أمرا مؤسفا .. ولكن تعلمين هناك طريقة فعالة تجعلك تستعيدين شهيتك المفقودة .
شهقت پصدمة من كلماته و ذلك المكر الذي يطل من عينيه فقد وقعت بغبائها في شراكة فحاولت أن تصلح الأمراض قائلة بلهفه
لا اقصد ذلك ولكن
حتي و إن لم تقصدي فهذه فرصة ذهبية سأكون أحمق إن لم اغتنمها .
غيبها قربع عن الواقع و انصاع كل شيء بها خلف سحره الآسر الذي امتزج مع مشاعر هوجاء اجتاحت كليهما من دون هوادة حتى قضى على المتبقي من حولها
كيف تكونين مشعة بتلك الطريقة تحيط بك هالة من الطاقة تجذبني إليك كالمغناطيس و كأنك مركز الحياة على هذه
الأرض و موضع نبضها.
كانت كلماته كأول شعاع من النور ابصرته عيني شخص أتى إلى الحياة ضرير .. كأنشودة عذبة تنساب على مسامع شخص أوشكت أذناه على الصمم من يجلبوا طعام العشاء إلى هنا .. حتي تتناولين أدويتك و تخلدين إلى النوم .. فقد تأخر الوقت .
كيف فعل هذا تبدل حاله بلمح البصر من الإحتراق بجانبها إلى ذلك الجليد الذي تجلى في نبرته و ارتسم في نظراته ! أي رجل هذا و أي حظ عاثر القاها بين هؤلاء البشر اللائي يستبدلون قلوبهم بأحجار صماء
مرت الأيام سريعة وأتت نهاية الأسبوع و كان الجميع متأهب لذلك الحفل الصاخب الذي تقيمه جليلة النعماني احتفالا برجوع فراس الذي كان دائم الغياب طوال الأيام المنصرمة يخرج صباحا ويأتي في جوف الليل متأخرا ولدهشتها وجدت نفسها حانقة على هذا الوضع كثيرا على الرغم انها لا تنقاد نحو مشاعر الفقد التي تحتاجها في غيابه ولا تنفك تتجاهلها ولكن هناك شيء آخر ينغز بقلبها حتى بات ألمه لا يحتمل ألا وهو الشوق !
زفرت بتعب وهي تتوجه إلى
غرفة الملابس لترتدي فستانها الذي كانت قد ابتاعته مع هدى في جولة التسوق الأخيرة وقد نال إعجابها كثيرا حتى أنها حين اشترته لم تكن هناك مناسبة خاصة لترتديه إلى أن جاء ذلك الحفل ..
انقضت نصف ساعة آخرى وها هي تضع اللمسات الأخيرة لزينتها تزامنا مع صوت إغلاق باب الغرفة تخشبت أناملها الممسكة بطلاء الشفاه وهي تشعر باقتراب خطواته من غرفة الملابس و رئتاها التي بدأت تنتشي برائحة عطره النفاذة التي دائما ما تسبقه إضافة إلى ضربات قلبها المتلاحقة تأثرا بوجوده الذي افتقدته طوال الأيام المنصرمة فأغمضت عينيها تحاول استجداء ثباتها الواهي ليقف معها أمام هذا التخاذل الكبير الذي تستقصيه الآن مع جميع حواسها المتلهفة إليه بينما كان هو الآخر يحارب بضراوة لهفة خطواته التي تقوده إليها و كأنها نهرا عذب وهو اللهبان الذي يتوق لقطرة واحدة من رمقها كي يعود إلى الحياة من جديد .. و الذي لدهشته شعر بأنها غادرته حين غاب عنها في الأيام المنصرمة..
افتحي عينيك..
قالها فراس بخشونة بينما ترددت أنفاسه الموقدة خلفها لتشتعل تلك الشرارة بداخلها مرة أخرى و خاصة حين شعرت بكفوفه الغليظة تحتويها فأطاعته بصمت لتصطدم بصورتهما في المرأة فهي تبدو كطير صغير يغوص بجانب أسدا جسور .
هل كنت تنتظرينني
بدت لهجته خشنة تتناسب مع وهج عينيه التي كانت تشملها بنظرات حاړقة في المرآة فأجابته بلهجة خافته تعكس اضطراباتها العظيمة في حضرته
أجل .. ألا يجب أن ننزل إلى الحفل معا..
ضاقت نظراته وهو يسألها بنبرة جافة
هل هذا فقط ما يجعلك بجانب أذنيها
تشبهين شمسا حاړقة تتوسط جبال من الثلوج أن اقتربت منك سأموت احتراقا و أن ابتعدت عنك سيقتلني صقيع فراقك !
علقت الأنفاس بصدرها ووقعت عينيها أسيرة لنظراته الشغوفة و لكلماته التواقة التي أضرمت الڼار في سائر جسدها و من المؤكد أنه شعر بكل ما يحدث بداخلها فحاولت استجداء بعضا من ثباتها وهي تقول
إذن هل أصبحت أشبه نساء المجتمع المخملي
أم أنك لازلت تعتبرني زوجتك الصغيرة
تراقصت إبتسامة متلذذة على ملامحه قبل أن تديرها يديه لتصبح في مواجهته فازداد الأمر سوءا بالنسبة إلى كليهما و خاصة هي فقد كانت أضعف من مقاومته و مقاومة كل تلك المشاعر المتأججة تجاهه و التي لا تفلح كلماته في إخمادها أبدا
لا يجوز مقارنتك بهؤلاء النساء أبدا
برقت عينيها تنذر بهبوب عاصفة ڠضب هوجاء فهل يجرؤ على التقليل من أنوثتها أمام أولئك النساء بالرغم من أنه كان يتغنى بجمالها منذ لحظات
ولما لا يجوز المقارنة بيني و بينهم لا أفهم
جاء صوته الخشن كسيمفونية عذبة زخرفتها نظراته الشغوفة حين أجابها
بإستطاعتي أن أقارنك بالنجوم .. بالمطر ..أو مع شروق الشمس .. تلك الأشياء النادرة هي فقط ما يشبهك نور.
انشرح صدرها بحبور ولم تفلح في إخماد ابتسامتها و التي لا تصف
ما يتأجج به قلبها من مشاعر جياشة لغزله الساحر و الغير متوقع فلم تستطيع منع نفسها من إعتراف المزيد منه فهمست قائلة
أتعني أن المقارنة هكذا ستكون عادلة
التنعم برؤية إبتسامتها التي ضاعفت حسنها أكثر كان أمرا يفوق حتى أحلامه التي أصبحت مؤخرا لا تدور سوى حولها لذا أجابها بخشونة
لا.. فبرأيي النتيجة محسومة من البداية وهذا ليس عدلا .
استفهمت برقة
كيف ذلك
أجابها بشغف يقطر من عينيه قبل نبرته
أعتقد أنت تفوقين كل شيء خيالي و نادر في الوجود
همست بخجل
أعتقد أنك تبالغ قليلا ..
أظلمت نظراته و شابهها لهجته حين قال ويديه تلصقانها به
بإمكاني اقناعك..
حين أوشك على اقتناص جنتها اوقفهما طرق قوى على باب الغرفة و الذي كان للخادمة التي أخبرتهم بأن الجميع في الأسفل بانتظارهم لذا تحمحم بخشونة قبل أن يقول
ستبدأين بالعمل معي بدء من الاسبوع القادم
خرجت شهقة خافته من جوفها فيما نالت الصدمة من ملامحها و لهجتها حين قالت
هل حقا ما تقول
أجل .. سأخبرك بجميع التفاصيل لاحقا .. هيا لننزل الآن ..
أوصد أمامها مقاليد الحديث فلم تجد مفر سوى الامتثال لأوامره ملبية ندائه الصامت حين مد يديه لتتأبط ذراعه فأطاعته بصمت لينزلا الدرج سويا حيث الجميع ينتظرهما.
أحمق يا عزيزي إن ظننت أن قلب المرأة أن أحب لا يكره . فعلى قدر حبها يكون ۏجعها عظيم و انتقامها أعظم . و سلاما عليك إذا ظننت يوما أنك تستطيع الإفلات منه ..
نورهان العشري
خطت أقدامها إلى الداخل بثقة لا تعلم من أين واتتها ربما كان خلفها ۏجع عظيم ولد رغبة هوجاء في الإنتقام الذي جعلها تتفنن في انتقاء كل شيء بدء من هذا الحذاء الأنثوي ذو الكعب العالي الذي يدق بإغواء كلما خطت أقدامها إلى ذلك الثوب العاړي الأكتاف بلونه الأسود الذي غير معلوم أن كانت هي من زادت من بهائه أو هو من أضاف إلى حسنها تزينه ألماسات براقه تشبه نجوم متلألئة في سماء حالكة السواد ينعكس بريقها على بحرها الأسود اللامع الذي يظلله سياج كثيف من الرموش الحالكة التي يتماشى سوادها مع سواد حاجباها الكثيفان المرسومان بإحترافيه من صنع الخالق عز وجل يزينان وجها وضاحا دائري كالبدر المنير بوجنتين ممتلئتين يزدهر فوقهم محصول التفاح الشهي يتوسطهما أنف رقيق فوق قوس شفاها مكتنزة بترغيب صبغتهما بلون النبيذ الأحمر المغوي لمن يراه و المسكر لمن يرتشفه .. ثم قامت برفع شعرها إلى الأعلى تاركة بعض الخصل المتمردة تنساب
بنعومة حول وجهها الذي كان يعلو رقبه طويلة مٹيرة زينتها بسلسال رقيق على شكل وردة حمراء جميلة كصاحبتها..
شقت طريقها بين المدعوين برأس مرفوع و أنف
متابعة القراءة