روايه صعيدية بقلم نورهان لبيب
المحتويات
بشده واليد الأخرى على شفتيها وهى تحاول تنظيم انفاسها المضطربه وهى تقول بخجل
مريم_ده إيه إللى عمله ده ده طلع قليل الأدب
فى مكتب جاسر
كان جاسر يجلس على كرسيه يتابع أعماله بأهتمام حتى قطعه طرقات خفيفه على الباب يتبعها صوت سعاد التى تستأذن للدخول فسمح لها جاسر بالدخول للمكتب فدخلت تتبعها الخادمه الجديده التى تدعى كريمه والتى
صوت سعاد التى تعرف عنها
سعاد_جاسر بيه كريمه تبقى قريبة واحده صحبتى بنت غلبانه ومقطوعه من شجرة وأنا حابه أشغلها هنا ده بعد إذنك طبعا
تحدث جاسر بعد تفكير ثم قال بهدوء
جاسر_بس أنا يا سعاد مش بشغل حد معرفوش عندى ولازم أكون عارف تاريخه من يوم ما أتولد لحد دلوقتى ده غير الخبره حتى لو كانوا الخدم بتوعى لازم يكون عندهم خبره وأظن أنتى عارفه الكلام ده كويس
جاسر _ها بقى أنتى كنتى
كريمه_اصل حضرتك أنا أتولدت بطفره جينيه عشان
كده عندى ملامح غريبة شواية ممكن أى حد يستغربها يعنى
نهض جاسر عن الكرسى ثم التف حول المكتب
وجلس عليها نصف جلسه أمام كريمه مباشرة
جاسر بطلب_ممكن البطاقة بتاعتك عشان أعمل التحريات بتاعتى
أومأت كريمه بسرعه وهى تخرج له بطاقتها وتعطيها
دون أن يعقب على شئ وما أن اصدر الجهاز صوت دليلا على أنتهائه حتى أخرج البطاقه والټفت إلى سعاد التى همت بالخروج ووتبعها كريمه ولكنه توجه إليها بسرعة وقبض على معصمها بشده لكى
توتر وخوف
كريمه_فيه حاجة حضرتك
فرد عليها جاسر متدارك نفسه
جاسر_لا مفيش بس أنتى نسيتى بطاقتك
كريمه بأبتسامه وثبات مزيف_ها مماشى شكرا ليك
بادلها جاسر الابتسامة التى أختفت بمجرد ان خرجت
من الغرفه و نظر إلى كف يده
الذى أمسك به معصمها فوجده ملطخ ايضا بنفس اللون الذى كان على البطاقة الخاصة وهنا أدرك شيئا واحد أن الافعى قد دخلت إلى جحره ولكنه أخرج هاتفه يتصل برأفت والذى لم تكن إلا دقائق ورد عليه
رأفت_الو يا جاسر ااا والله يا صاحبى لسه بدور بس ما لقتهاش بس صدقنى أنا مش هرجعلك غير وهى معايا بنت الكلب دى
ابتسم جاسر ثم تحدث بنبره هادئة
جاسر _خلاص يا رأفت وقف البحث أنا لقيتها خلاص
كاميليا الكيلانى دخلت بيتى وأتخطت الحراسه رغم
أنهم على أعلى مستوى من الكفاءة
رأفت بتنهيده_خلاص نغيرهم من دلوقتى اه صح يا
ناوى على الشړ
التمعت عين جاسر بواميض غريب ثم تسأل بهدوء
جاسر _أحكيلى كل إللى حصل من غير ما تفوت نقطه يا رأفت أنا عايز أعرف كل حاجة عن الكلب ده
من يوم ما رجع واللى ناوى يعمله بالظبط عشان حسابى معاه لسه ما خلصش
بدأ رأفت يقص على جاسر كل ما يريد شريف ان يفعله بمصر وكذلك انتقامه الذى يريد أن يأخذه من
جاسر وعائلته
رأفت_الاستاذ بعد ما فتحت له بيتك راجع عشان ينتقم منك ومش أنت بس ده من أى حد شايل اسم الصياد كمان وناوى يدخل شحنه كبيره من
سلاح ومخډرات البلد سواء عن طريق البحر أو البر
وهيقسم بضاعته جزئين واحد عن طريق البحر ودى سريه مفيش مخلوق يعرف عنها حاجة غير
شريف وتوفيق نفسهم والجزء الكبير من البضاعة
هيبقى فى السفينه إللى جايه عن طريق الشرق
والنص التانى بقى هيجى عن طريق الجنوب من
السودان بس ده طريق متأمن جدا واللى واقف لهم
فيه جدك الصياد ومش هيتفتح غير بمۏت عيلة الصياد
أنهى رأفت حديثه وظل يستمع لأنفاس جاسر الهادئه والذى بدأ يتحدث بنبره ماكره
جاسر _إحنا مش لينا رجاله فى البحر الشرقى
تحدث رأفت بتأكيد على حديث جاسر
رأفت_أيوه لينا بس أنت بتسأل ليه
رد عليه جاسر بخبث واضح فى نبرة صوته
جاسر_طالما البوليس ما سمعش عن العمليه الشرقيه يبقى مهمتنا أحنا نعرفه
تسأل رأفت بعدم فهم
رأفت_وأحنا هنعرفهم إزاى دول أنا مش فاهم
جاسر بخبث_هقولك أنا أزاى غرق السفينه يا رأفت
بكل البضاعة إللى عليها
أغلق جاسر الهاتف فى وجه رأفت الذى صدم من تخطيط صديقه والذى بهذه الطريقة يفتح على نفسه أبواب جهنم الحمره
أما شريف وتوفيق
فقد كان يجلسون ويخططون للعملية الجديده والتى
سوف يدخلون بها أكبر كمية سلاح ومخډرات فى تاريخ مصر كلها حتى صدح هاتف توفيق يعلن عن إتصال من أحد رجاله الذين يعملون على حراسة السفينه التى توجد فى البحر والذى يحدثه ما أن حدث شئ للسفينه فرد عليه بسرعه
توفيق _الو يا أبنى فيه أيه أوعى يكون فيه حاجة حصلت للسفينه
رد عليه الرجل پخوف فما سوف يقوله ستطير به رقاب
الرجل_غرقوا السفينه يا باشا بالبضاعه والرجاله إللى عليها والبوليس فى كل حته بيحقق فى الموضوع ده
توفيق پغضب وهو يرمى كل شئ موجود على المكتب پعنف وڠضب بينما شريف يتابع ما يحدث
بعدم فهم
توفيق _ومين إللى يتجرأ يعمل كده يا أغبيه أنتو ما تعرفوش مين هو توفيق السيوفى
تحدث الرجل پخوف ونبرة صوت مرتجفه
الرجل_يا باشا دول كانوا كتير هجموا على السفينه وصفوا الرجاله بتاعتنا وحرقوا المركب وهربوا ومركب
المراقبه معرفش يعمل حاجة لا يطفى الحريقه ولا
يمنعوا غرق السفينه بس أحنا عملنا تحريتنا وعرفنا
أنهم رجالة جاسر الصياد
بعد أن نطق الحارس بأسم جاسر حتى تأجج توفيق ڠضبا ورمى الخاتف الذى سقط متهشم حامل ڠضب صاحبه والذى أصبح ېصرخ بصوت عالي ولكن اوقفه شريف الذى لا يفهم ماذا حدث
شريف بهدوء_ينفع تهدى كده وتفهمنى إيه إللى حصل ومخليك عامل كده وبتصرخ بالشكل ده
تحدث توفيق بتهكم ساخر وهو يضرب يد على الأخرى
توفيق _السفينه اتحرقت والبضاعة ڠرقت يعنى العمليه باظت بعد ما أتحرق أغلب البضاعة وكل ده بسبب حتت عيل هو فيه أيه بالظبط هى العيله دى مش هتسبنى فى حالى بقى
ضيق شريف حاجبيه يتسأل عن هوية الفاعل
شريف _أنت تقصد مين بكلامك ده
توفيق پحده_جاسر الصياد يا أستاذ عرفت دلوقتى
إبتسم شريف بسخريه وتحدث جهنم على نفسه
الحلقة 24
بعد مرور أربع أيام
تحديدا يوم الزفاف خرج جاسر من الحمام بعد أن أخذ حمام منعش وأخذ يرتدى بذلته أمام المرأه والتى كانت تتميز باللون الأسود الأنيق فكان شديد الوسامة والجاذبيه وتزينها ورده حمراء صغيرة وما أن أنتهى حتى توجه للخارج متجه ناحية غرفة مريم فطرق الباب عدة طرقات خفيفه حتى خرجت مريم فى طلتها الانيقه فكانت ترتدى فستان أبيض مطرز بالترتر ثم يتسع مع بداية الفخذين ثم ينزل كاب من على الكتفين حتى الأرض من نفس نوع القماش المطرز وتضع مكياج خفيف يبرز ملامحها وتركت شعرها مفكوك ووضعته على أحد أكتافها فكانت غايه فى الروعة والجاذبيه
ببشرتها البيضاء وجسدها المتناسق أما جاسر فقد شرد بمجرد ان رأها وظل يتمعن فى بها حتى تخضبت و جنتيها بحمره قانيه نتيجة لخجلها ثم هتف بأعجاب شديد وانبهار واضح
جاسر_سبحان مين سواكى زى القمر
خجلت مريم ونظرت إلى الأرض مما جعل ابتسامة جاسر تتسع ولكنها هتفت بتوتر خجل وهى ترجع خصلة شعرها الهاربه خلف اذنها
مريم_احمم احمم شكرا بس يلا بقى عشان إحنا اتأخرنا على الناس يلا
بعد أن أنهت مريم حديثها هرولت إلى الأسفل تاركه جاسر خلفها وظل هو واقف لبره يطالعها بأبتسامه عاشقه لها حد النخاع ثم سار خلفها حتى وصل إلى السياره التى كانت تقف بجوارها وتستند عليها
فتح لها الباب بلباقه وأشار لها ناحية المقعد الخلفى
متحدثا فى هدوء
جاسر _اتفضلى يا مريم هانم
دخلت مريم إلى السياره وهى تبتسم له بينما استدار هو يجلس فى المقعد الأخر جلس بجوارها وأمر السائق بالانطلاق ثم مسك يدها يلثمها بفمه بقبله رقيقه ثم أنزلها ولم يتركها بل ظل محتفظ بها بين كفيه ثم تحدث بصرامه لا تقبل النقاش
جاسر _مريم طول ما أحنا بالحفله مش عايزك تبعدى عنى وعن عينى نهائى أنتى فاهمه طول ما أحنا هناك أيدى هتبقى فى أيدك
قضبت مريم ما بين حاجبيها متحدثه بأقتضاب وحنقه من أوامره الجديدة عليها
مريم_ليه بقى ان شاء الله شايفنى عيله صغيره قدامك خاېف عليا اتوه منك وعمال تدى فى أوامر متبعديش عنى متسبيش أيدى ده انت ناقص تقولى أوعى تطلعى من البيت نهائى
إبتسم جاسر ببرود وتحدث ببرود مماثل لملامحه
جاسر_اه شايفك عيله صغيره وخاېف عليها تتوه منى ولو أطول أحطك فى قفص زجاج عشان محدش يقرب ليكى وأحميكى من الناس إللى حوليكى كنت عملتها مريم حبيبتى أنا سبق وحذرتك من الخطړ المحيط بيكى بس أنتى لحد دلوقتى مش مدركه حجم الخطړ ده
نظرت له مريم بطرف عينيها ثم ابتسمت برقه على غيرته وخوفه عليا فهتفت بهدوء ورقه ازابت قلبه وجعلت قلبه ينبض بقوه
مريم_أنا عارفة يا جاسر إنك خاېف عليا بس ده مش معناه إنك تخنقنى وتقيد حركتى
أنهت كلامها وهى تنظر له كالقط الوديع بنظراته البريئه مما جعل جاسر يومئ دون شعور منه ويوافق على ما تريد وان يحررها من بين حصونه
الامنه والتى تحميها من اى هجمات اتيه نحوها فهتف لها بهدوء وشرود فى ملامحها الرائعة
جاسر _ماشى اعملى إللى أنتى عايزاه بس بردوا عينى هتفضل عليكى يا قلب ورح جاسر من جوه
أنهى حديثه بأبتسامه عزبه وعيونه تبوح بالحب والعشق لها هى وحدها بينما هى تبادله ابتسامته ونظراته ولكن نظراتها كان يتخللها العتاب والحزن والذى قرأه بسهولة فهى كالكتاب المفتوح بالنسبه له يستطيع قرأته بكل سهول ولكنه وعد نفسه بأن يزيل الحزن من عينها ويجعلها سعيده فرحه وينسيها ما حدث بينهم بالماضى وما هى إلا بضع دقائق حتى أعلن السائق عن وصولهم إلى مكان الفرح الخاص بالعرس أما مريم فكأن تحذير جاسر لم يكن
لها فهى قد فتحت الباب وخرجت من السياره ثم توجهت للداخل فى لمح البصر مما اصاب جاسر بالدهشه فقد ضړبت كلامه وتحذيره عرض
متابعة القراءة