رواية نعم أنا تلك العانس بقلم امطار الشتاء
المحتويات
نحوها و قال بتاسف وخوف انا اسف بجد انا اختلطت عندى الاوراق بتاعت والدتك بي مټوفية تانية
قالت وقد نمت بذور الامل ماما . ماما ممتتاش
قال وهو يهز راسه اه ربنا يخليها موجودة فى الدور الرابع
قامت ياسمين من مجلسها و تابعتها تلك الفتاة وهى تتوجه سريعا الى غرفتها . دخلت ياسمين الغرفة فقالت هبة دون ان تنظر مين
التى هي فيه . نظرت هبة الى القادم فوجدته ابنتها وهى تجلس على الارض و جس دها ذابل .
فوضعت هبة يديها على فمها و قالت پخوف انتى عرفتى ازاي اقتربت ياسمين منها و امسكت يديها و ظلت تقب لها و نزلت على ارجلها فشدتها
طرقات الباب جعلتها تنظر اليه لتجد ان القادم هو هشام . نظر هشام الى ياسمين و نظرت هى اليه وعينيها تقسم على انهاء ما بدا
الفصل الخامس عشر.
دخل رجل الى الغرفة وهو يجذب شخص بيده بقوة . وكان ما فعله ليس صعب
عليه بسبب بنية جسده القوية و الفتاكة ثم دفعه هذا الرجل نحو المقعد الاسود
الباهت بطرف ارجله .
حاول عصام ان لا تصتدم راسه فى المقعد ومسك بيديه الاثنتين مقدمة المقعد فقال له الشخص الجالس على المكتب و ينظر له بملل واضح
اقعد عشان نتكلم
جذب عصام جسده الى الاعلى و جلس على المقعد شارد ينظر الى الحائط و الذى ينظر اليه يشعر انه خاوي كالماء . تنهد ذلك الشخص و قال وهو يقلب
بلع ريقه و وضع يديه على راسه و هو يبكى بدون صوت فضړب الرجل مكتبه بقبضة يده و قال پغضب انت دلوقتى في تحقيق رسمى
ازال عصام يديه و نظر الى الغرفة السوداء التى تبعث الى الانفس الكآبة و الحزن وقال بصوت جائر انا مقتلتهاش هى قټلت نفسها
ردك ده مش هيفيدك ولا هيفيدنى بحاجه لان ملابسات القضية بتاكد انك القاټل
قال پخوف مش فاهم هى الى قټلت نفسها
قام ماجد وجلس بالمقعد المجاور له و قال باثارة بسبب ولعه باحداث تلك القضية الحالة بعد التشريح اثبتت ان المجني عليها تعرضت لأذى
ثانيا سكان العمارة شهدوا انهم سمعوا صوت المجني عليها وهى بتستنجد بيهم و بعدين سمعوا طلقات المسډس و بعد التحليل لقينا بصماتك على المسډس .
وقف عصام بذهول ورفس الارض بارجله وقال پغضب انت بتقول ايه . هى قټلت نفسها
نظر ماجد الى الرجل ذو البنية الضخمة نظرة ذات مغزى . فجذب عصام بقوة الى مقعده
فقال ماجد ببعض الريبة انا اقدر اقولك انى حاسس ان فى غلط فى القضية
لان والدها ماټ فى شقته مقتول بنفس المسډس و قبليها بشوية . و
خمسين فى المية هتلبس انت التهمة التانية كمان . بس انا شاكك انك تكون مظلوم
بسبب واحد .
لان مفيش واحد هيسيب الادلة بالمنظر ده و مفيش حد هيقتل اثنين فى يوم واحد غير يكون سڤاح . والسڤاح اكيد بيكون عندو خبرة ومش هينفز
كدا
سمع عصام كلماته الذى نزلت عليه كالصاعقة التى تدمر كل ما تنزل عليه و شعر ان راسه قد اوشك على الانفجار و ذهب الى عالم اخر .
كانت ياسمين و اضعة يديها على يد والدتها و جالسة بجوارها
و لا تريد ان تتركها فقالت هبة لها بحب حبيبتي انا عارفة انى غلطانة لان مقولتش ليكي
من الاول لكن كنت عايزة اجوزك عشان لو ربنا خدنى يكون ليكى ضهر ولو كنت قولتلك كنتى مردتيش تسبيني .
امتلت عين ياسمين بالدموع و استطردت ماما ممكن متتكلميش تانى الموضوع ده . انتى مش عارفة كان شعوري ايه لم قالولى انك .
بترت كلماتها وحاولت ان تتماسك فقالت هبة و هى تضغط على يد ياسمين خلاص انا اسفة يا حبيبتي مش هكلمك فى الموضوع ده تانى
ثم اردفت بقلق هو انتى قولت لهشام يقعد برا ليه . هو انتو متخنقين مع بعض
مطت ياسمين شفتيها و ابتسمت ابتسامة مصتنعة و حاولت فيها ان تكون مرحة اصلى كنت عايزة اقعد معاكى شوية لوحدينا و لو هشام موجود
هتسبينى و تتكلمى معاه
ضحكت هبة و ضړبتها بخفة وقال هنبدا الغيرة ولا ايه
بادلتها ياسمين الابتسامة المزيفة و وضعت راسها فى احضان والدتها وهى تشكى لها بصمت عن ما يدور فى راسها و عقلها . كانت تشعر
بالخېانة و الصدمة منه . فكيف لا يقول لها عن حقيقة ما يدور حولها وهو عن اهم شخص لديها وهى والدتها . فهل كان يريد لها ان تعلم ذلك
عندما ټموت و الدتها و تتركها و عندها لم تستطيع ان تطلب منها السماح .
وهل سبب جوازهم هو شفقته عليها وعلى والدتها
ضمت والدتها اكثر و تذكرت تلك الليلة التى امتلكها فيه رغما عنها
تحرك مغادرا المكان فاوقفته بصوت هادئ أنا هطلع بس عشان أفهم الناس الحقيقة
و تحركت نحو الباب لتخرج فاوقفها بيديه التى كانت تسد الباب وقال بلا مبالاة مش هتقدري
ابتسمت بسخرية وقالت اذاي
ضغط على يديه بالضيق ثم قال وهو يشعر بالحزن من نفسه انا مكنتش عايز استخدم الطريقة ديه معاكى .
قاطعته هتهددنى صح
اردف هشام ايو ههددك . انتى خلتينى اعمل حاجات مكنتش احب اعملها و لو مروحتيش دلوقتى عشان تمضى على ورقة جوازنا .
مشروع المستشفى هيتلغي
ضحكت ياسمين بهسترية انت بتهددني بالمستشفى التطوعية الى ممكن تنقذ الالاف من الاطفال الفقراء .
نظر اليها بحزن ثم اشاح بصره و اتجه الى الخارج وهو يشعر بحقارة ما فعله . فهو يعلم ان الذى فعله .
هو السبيل الوحيد لامتلكها الأن
ولم يفكر للحظة باستبدال ما فعله بمودة . فهو كان يشعر پخوف شديد عليها من مۏت والدتها او ان تعلم بذلك فتتركه و تذهب . لكن هل كان
عذر مقنع
فى الصباح اغلقت ياسمين الباب على والدتها بعد ان قضت يوم كامل بجوارها و كانت تريد ان تتجول قليلا في الخارج .
لكنها اڼصدمت عندما وجدت هشام جالس على المقعد و يريح راسه على الجزء البارز منه و الذى يبدو من ملامح وجهه انه صلب و غير
مريح
. همت ان ترحل فاوقفها هشام وهو يقول رايحة فين
استدارت اليه و قالت بنظرات جامدة هشام انا فكرت كتيرا و مش هقدر انسا الى عملته معايا يوم كتب الكتاب انا حاولت اتناسا بسبب انى حبيتك
و كان تعاملي معاك طول الفترة ديه بما يرضى الله و بالرغم من كلام سهام صدقتك حتى بدون ما اتاكد من الحقيقة لكن الى عملتو دلوقتى انا مش هقدر
تانى اسامحك عليه . وكل الى شيلا منك طلع دلوقتى
تنهد هشام و قال بعصبية انا اسفة بس ده كان طلب والدتك و يوم كتب الكتاب انا ندمت عليه اوى و عارف انى كنت حقېر جدا .بس
انتى بتطلبى منى تانى اننا ننفصل . وانا قلتلك ان الموضوع ده بيعصبني . اتكلمي معايا لوميني لكن متعمليش فيا كدا .
قالت بعصبية حادة انا مش هقدر اعيش معاك خلاص انت ارغمتني على الجواز بطريقة رخيصة بدل ما كنت كلمتني بهدوء و ضحكت عليا بكم
كلمة بس انت مش عايز تعمل كدا عشان شايف ان بكدا كرمتك هتتهدر فى الارض . قدام ست متستحقش حاجه . انا مش امك ولا انت ابوك
ثم رفعت راسها بكبرياء وقالت فياريت ننفصل بهدوء
الفصل الأخير.
ها يا عصام ردك أيه
قالها بترقب
رد بحرج لكن كانت يشوبها الصرامة اللى حصل ما بينا كان برضاها مش
ابتسم ماجد ابتسامة صغيرة فهمنى
حك أنفه بخجل وقال هى قالتلى أنها عايزة كدا وأنا وافقت
وبعدين
أجاب عصام نمت و صحيت على صوتها و الباقى أنت عارفه
أغلق ماجد الملف الذى كان يتصفحه و قال بإثارة صعب أنك تثبت أن هى اللى عملت كل ده كنوع من الاڼتقام و استفادت من رغبتها حياتها مع هدية ليك .
ثم استطرد بس أنا مصدقك
نظر اليه عصام كالشخص الذي وجد ضالته قال يعنى هطلع
ضحك ماجد وقال لو كان الموضوع مجرد تنبؤات مني كان الكل طلع أنت محتاج دليل يثبت كلامك . ولو أنت واثق من نفسك . هتلاقى لأن
مفيش چريمة كاملة
ثم أردف وهو قاطب جبينه عندك دليل
جز على أسنانه و قال للأسف لا
مط ماجد شفتيه بحزن و قال وهو يوجه كلامه لمساعده أكتب الاعترافات و أقفل المحضر
أدخلت ياسمين المفتاح فى الباب و دخلت وهى واضعة يديها في يد والدتها بعد مرور بعض الاسابيع و تحسن صحة و الدتها كثيرا
كانت ياسمين تشعر أنها ملكت العالم بأكمله .
دخلت هى أولا لتنير المصابيح فلفت أنتباهها رائحة منزلها الفواحة التى تذكرها بكل لحظة فيه فشعرت ببعض النشوة الرائعة التى جعلتها
أيضا تشعر بالترنح بسبب فرحتها برجوع حياتها إلى المجرى الصحيح لكن لم تنكر وجود جزء من وجدانها يرفض الابتعاد عن جزءه الآخر وهو
هشام الذى بالرغم أنه أهان كبريائها إلا أنها لا تستطيع أن تكره بل تذوب في حبه مع مرور
الزمن . حتى إذا ذبحها بسکينه الا اذ قد فارقت الحياة
شكل البيت وحشك أوى
نظرت اليها ياسمين وعينيها تحمل العشرات من المشاعر المختلطة دايما فهمانى بتفهميني يا ماما
ابتسمت هبة ابتسامة صافية فبادلتها ياسمين ابتسامة لا تعبر عما يحتويه قلبها و عقلها
باغتتها هبة بسؤال في محله هو هشام مش بيكلمك ليه
لامست ياسمين أنفها كردة فعل طبيعى لكذبها و قالت أنا أتصلت بيه و قلت له يسبني كم يوم معاكى
كانت هبة تشاهدة ردة فعله التى أيقنت منها أنها غير صادقة . ثم جلست على أقرب مقعد و أشارت لياسمين أيضا أن تجلس . فجلست بدون
تردد فقالت هبة وهى تشعر بالضيق على أبنتها الحبيبة أيه اللي حصل . أنتى بتخبي عليا ليه .
أبعدت ياسمين بصرها عنها وقال قولتلك يا
متابعة القراءة