لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
محترم رغبتي أنا زعلانة عشان بابا.
رمقها بعدم فهم وسألها باهتمام وضيق من طريقة والده التي لن تتغير مع الجميع
ماله فاروق بيه الهواري عمل إيه تاني
تنهدت بصوت مرتفع وغمغمت تجيبه بتوتر وحزن
ك... كنت طالبة منه اغير عربيتي من فترة قالي أن الشغل مش متظبط معاه وهيشوف الموضوع دة بعدين وهيجيبهالي من نفسه قولت ماشي جت أروى كلمته على عربية اغلى من بتاعتي كمان وفضلت تقنعه هي وطنط مديحة راح جابها ليها عشان كدة زعلانة محسسني أني مش مهمة ومش فارقاله.
بس كدة دة اللي مزعلك ومخلي الأميرة بتاعت عيلة الهواري كلها ټعيط اعتبري احدث عربية عندك من الصبح وكنتي قوليلي من وقتها كنت هجيبهالك ولا تزعلي نفسك وټعيطي.
ابتسمت بسعادة لحنانه عليها وأجابته بتوتر محاولة شرح الأمر حنى لا يفهمها خطأ
شدد من احتضانه لها وسألها بجدية هادئة بعدما تذكر الأمر الذي جاء من أجله
صحيح يا سما هو في حد زعل رنيم انهاردة ولا قالها حاجة تضايقها.
شعرت بالدهشة من سؤاله وحاولت التذكر أن كان حدث لها شئ على مدار يومها ثم أجابته نافية
لأ ياجواد محدش اتكلم معاها هي منزلتش غير خمس دقايق تشوف ماما وباقي اليوم فضلت في اوضتها
يعني محدش اتعامل معاها ولا بابا ولا أروى ولا مرات عمك.
ابتسمت من طريقته المهتمة بزوجته بضراوة وأجابته بنفس الأجابة
لا والله ياجواد محدش كلمها هي اصلا منزلتش غير لماما بس حتى بابا مش موجود طول اليوم.
وجدته صمت وعقله يفكر في الأمر بحيرة شديدة فغمزت له بعينيها بمرح
ضربها بخفة فوق رأسها وأخبرها الأمر مسرعا دون تفاصيل
مفيش بس رجعت لقيت رنيم متغيرة وزعلانة وبسألها مالك عمالة تقول مفيش بفكر مالها دي قولت يمكن حد من البيت زعلها.
ضحكت بسعادة وواصلت مزحها معه
ايوة بقى جت اللي تلفف جواد باشا حوالين نفسه وتخليه محتار جامد كدة.
والله دي ملففاني من زمان يا سما موقعة أخوكي وقعة صح فيها بس مش عارف في ايه انهاردة أنا واثق أن في حاجة.
حاولت أن تشاركه تفكيره وهتفت مقترحة بعد تفكير
مش يمكن ياجواد حد من أهلها كلمها او وحشوها يعني أنا عارفة أن علاقتها بيهم مش كويسة فزعلت بسبب كدة ومش عارفة تحكيلك.
ممكن بردو بس كفاية كلام كدة ويلا عشان تنامي بكرة في جامعة.
همهمت تجيبه بهدوء بينما هو سار نحو الخارج عاد مرة أخرى الي غرفته ووجد رنيم نائمة بالفعل بعدما فعلتها بصعوبة لتتحرر من أفكارها التي تجعل قلبها يهوى بداخلها
بعد منتصف الليل..
كانت جليلة لازالت تجلس تنتظر عودة فاروق بملامح وجه حادة غاضبة وعقلها يصور لها بعض الأفكار الغير جيدة وحديث مديحة السام يرن داخل أذنيها كأنه قيل للتو.
وجدته قد عاد ولج الغرفة بخطوات شامخة يملأها الثقة كعادته لكنها لم تنتظر ليجلس بل نهضت تقف قبالته وغمغمت بجدية حادة تلك المرة
كويس أنك رجعت أنت قاعدة مستنياك عشان اتكلم معاك يافاروق المرة دي كفاية سكوت لغاية كدة.
لم يفهم معنى حديثها وطريقتها
الحادة معه التي لم تتعامل بها من قبل وجلس ببرود متسائلا بعدها بجدية ولهجة مشددة كعادته لينهي أي حديث لم يعجبه
في ايه ياجليلة هو ايه الجنان اللي بتقوليه دة سكوت ايه ما تتكلمي.
علمت أنه يريد أن ينهي حديثها لكنها لن تنهيه بل أجابته بحدة وڠضب
هتكلم يا فاروق هتكلم وهيبقى ليا حق طول ما أنت بجد بتسمع كلمتها زي ماقالت وكلنا ماشيين برأيها وكلامها من غير مانحس.
ادعى عدم الفهم من حديثها وغمغم متسائلا هو الاخر بنبرة تزاد حدة وڠضب
كلام إيه وكلمة مين أنا امتى بسمع لحد ياجليلة ماتعدلي كلامك عشان أفهم في ايه لكل دة.
تطلعت داخل عينيه بنظرات مشټعلة يتوهجها الڠضب وأجابته پغضب على عكس طبيعتها معه الدائمة
لا يافاروق عندها هي بالذات وبتنفذ كلامها دايما اللي مديحة عاوزاه وبتقوله بيحصل ليه كل دة فهمني.
صاح بها بحدة وعصبية چنونية وقد تخلى عن بروده بعد استماعه لحديثها الذي لا يعلم من أين توصلت إليه
افهمك ايه انتي اټجننتي ماتعقلي كدة وبلاش جنان هو ايه اللي بتقوليه دة جايياه منين.
لم تهتز تلك المرة وتتراجع عن حديثها بل أجابته بضيق غاضب
تقدر تفهمني ليه جبت لأروى العربية بعد ما مديحة كلمتك دة أنت قولت لسما بنتك انك مش فاضي دلوقتي مديحة قالت انها هتخليك تجيبها عشان بتسمع كلامها يافاروق وجبتها فعلا بعد كلامك معاها
قد وضحت له الرؤية كاملة عالما لماذا أصرت
متابعة القراءة