احتيال وغرام بقلم رحمه السيد
المحتويات
لتصبح مدهوشة متصنمة...!
فأكمل الضابط مؤكدا ما سمعه حامد منذ ثوان
يلا يا حامد تعالى امضي عشان تخرج
تحت امرك يا باشا
وبالفعل اقترب حامد بلهفة ينهي اجراءات خروجه تحت أنظار ليال الساكنة ويونس الغاضبة....
وما إن انتهى وخرجوا امام المركز وقفت ليال امام والدها بهدوء وجمود تام تخبره
أتمنى إنك تخرج من حياتي نهائيا وتنسى إنك خلفت بنت في يوم من الأيام
انا اصلا مش عايزك يا بنت زينب وفعلا معنديش بنات!
ثم ألقى نظرة متهكمة تجاه يونس قبل أن يتابع
بس لما المحروس يندمك مترجعيش ټعيطي
ثم استدار ليغادر دون أن ينتظر اكثر لتتنهد ليال وكأنه ينفي بصمت المغزى الذي ألقاه والدها بوجهها....
وصل كلا من بدر وأيسل البلد من جديد ولكن شتان ما بين حالهم وهم ذاهبون وحالهم وهم عائدون...!
ألقى بدر نظرة تجاه أيسل المېتة وهي على قيد الحياة رباااه... وكأنها ذهبت بروحها لتتركها هناك ثم عادت مجرد صنم فقط لا يمت للانسانية بصلة..!!!
لم يفكر بالعودة للقصر حيث فاطمة لأن أيسل وبحالتها تلك تحتاج أن تفرغ شظايا الألم التي غرزت بين ثنايا قلبها واحدة واحدة... وهو متأكد أنها لن تفعل مع فاطمة... لن تشعر فاطمة أنها لم تنجح في سد خانة الأم في حياتها لن تشعرها أنها فشلت في تعويضها....
نزل من السيارة ليفتح الباب لأيسل ممسكا بها وهو يهمس بحنان
يلا يا حبيبتي وصلنا
نزلت معه أيسل دون أن تنطق بحرف ودلفوا للمنزل ليجدوا الجميع جالسين على السفرة يتناولون عشائهم وبالطبع تعجب عيونهم من حالة أيسل الباهتة المدمرة....
في إيه مالك يا أيسل
لم ترد أيسل وإنما نظرت لها بتلك النظرة الخاوية الباردة المقتولة التي تحكي ألف قصة وقصة ليجيب بدر بصوت آسف بدلا منها
للاسف والدتها الحقيقية اټوفت النهارده وقدامنا
شهقت ليال تضع يدها على فاهها لتكتم شهقتها وقد أدركت الفجوة المؤلمة التي استوطنت روح أيسل ..
اومأت أيسل برأسها ليتقدم منها يونس وقاسم ويهتفا
البقاء لله ربنا يرحمها يارب
فهزت رأسها بلامبالاة متمتمة بصوت شاحب خرج بصعوبة
ونعم بالله يارب
ثم تحركت دون أن تنطق بالمزيد او تنتظر
بعد اذنكم
صعدت لغرفتها هي وبدر يتبعها بدر الذي لحق بها بسرعة ليجدها تدلف الغرفة لترمي الچاكيت الذي كانت ترتديه فوق ثوبها.. ثم وقفت بهدوء خاوي تتنفس بصوت مسموع..
فوضعت هي يدها على ذراعه لتقول بابتسامة مهزوزة تخفي ادراجها الكثير والكثير
انا كويسة يا بدر متقلقش
لم ينطق بدر بل ظل يربت على كتفاها بصمت وعيناه على وصال بعيناها من خلال المرآة... وكأنه يهبها القوة لتفصح بما يعج بداخلها وتخرج تلك الصرخات التي يشعر بها تهز ضلوعها پعنف لتطلق سراحها....!!
فتابعت ايسل بينما تتمسك بتلك الابتسامة المهزوزة تحاول رسم الثبات وقد فضحتها نبرة صوتها المرتعشة
انا مش زعلانة هزعل ليه اصلا وهي عملت كل حاجة تخليني مزعلش عليها هي ماعملتليش اي حاجة حلوة اتحسر عليها ف انا مش زعلانة بجد.. انا اصلا كنت عايزاهم يخرجوا من حياتي
انا اټصدمت شوية بس لكن مش هزعل عليها لأ
فأدارها بدر له ليثبتها امامه محيطا اياها وهو يخبرها بحزم
العيب مش إنك تزعلي عليها يا أيسل
حتى لو هي كانت وحشة العيب إنك تنكري زعلك عليها حتى لو هي وحشة.. دي مامتك محدش فينا بيختار
أمه وأبوه يا أيسل
كانت أيسل تهرب بعيناها منه...ا محاولة منع البكاء الذي بدأ يهاجم ليرفع بدر وجهها متمتما بحنان كان المفتاح لكل ما تحاول إخفاؤوه وكتمانه
عيطي يا أيسل... عيطي ماتكتميش عياطك عيطي عشان ترتاحي يا حبيبتي
حينها تفجر ذلك الكتمان لتشهق باكية باڼهيار كان متواري خلف قناع الهدوء واللامبالاة والصدمة ه.. يتمنى لو استطاع أن يسحب منها ذرات الألم التي تختض داخلها فيرحمها
متابعة القراءة