روايه عشق العراب ل سعاد محمد سلامه

موقع أيام نيوز


يكرهن لكن لا يحبذ التعامل معهن كثيرا يعتقد أنهن لا يجدن شيئا سوى الثرثره وسلب نقود الرجال ومن أجل شيء آخر جسدى يستطيع الأستغناء عنهن بالتحكم فى مشاعره يعطى فقط ما يريد لهن ورغم ذالك لا يعنيه المال كثيرا برأيه أن المال لا يصنع الرجال  الرجال هى من تصنع المال والنساء خلقن لإنفاقه على مظاهر فارغه وتافهه  ربما مخطى فى ذالك لكن من قابلهن بحياته برهن له ذالك  

أغلق المئزر على جسده وفتح باب الشرفه الزجاجى كى يعلم سبب تلك الضحكات الصاخبه  
رأى الثلاث فتيات أسفل الأمطار فى البدايه لم يهتم لهن وسخر من صغر عقلهن فهى حركات طفوليه لا أكثر   
شعر بضيق وعاد الى الغرفه وقام بإغلاق باب الشرفه ثم ذهب الى الحمام وآخذ حمام بمياه فاترهثم خرج وإرتدى ملابسهوأخذ هاتفه وحافظة أموال وضعهم بجيب معطفه الجلدى الاسود العصرى الذى إرتداه فوق ثيابه العصريه أيضا  ثم توجه يخرج من تلك الشقه نازلا لأسفل المنزل 
بينما بالحديقه قالت همس المطره خلاص شكلها هتشطب والساعه قربت على سبعه وزمان ماما هتصحى علشان تنزل تحضر الفطور ألحق أنا أطلع قبل ماما وما تصحى وتزعق يلا اللى تسبق تدخل قبل ماما ما تحس بينا  
قالت همس ودخلت الى المنزل أولا  
بينما لم يرد قماح عليها أكمل نزول الدرج  
لكن توقف حين
توقفت سلسبيل مخضوضه حين وجدته بوجههاو سرعان ما إنتبهت على يدها التى وضعتها فوق يده دون قصد منها أثناء صعودها  وسحبتها سريعا وقامت سريعا بجذب وشاح رأسها الذى إنزاح من على شعرها الرطب بسبب الامطار التى كانت تلعب أسفلها منذ قليل 
تجنبت من أمامه بأحد زوايا السلم وأكملت صعود دون حتى إلقاء الصباح عليه صعدت بسرعه  كآنها تفر من أمامه 
أكمل نزول ليتقابل مع هدى التى قالت ببسمه صباح الخير يا قماح 
رد قماح عليها الصباح وأكمل نزول باقى درجات السلم وهو يستهزئ بأفعالهن الغبيه بنظره  
دخلن الثلاث فتيات الى شقة والداهن خلف بعضهن يلهثن  
تبسمن حين وجدن من يقف أمامهن يقول بعتاب حنون
من ساعة ما سمعت صوت المطر وبعدها سمعت فتح باب الشقه قولت نزلتم تلعبوا تحت المطرهالمفروض خلاص كبرتوا بقىيلا بسرعه روحوا غيروا هدومكم المبلوله دى قبل ما تبردوا وكمان ماما تصحى وتشوفكم كده وتبدأ وصلتها 
تبسمن له الثلاث فيتات وقولن بنفس الوقت صباح الخير يا أحلى وأغلى بابا 
تبسم لهن وقاليلا بسرعه نهله بدأت تصحىيلا بسرعه على أوضكم غيروا هدومكم وإنزلوا نفطر مع بعضإمتثلت هدى وهمس وفررن على غرفهن سريعا 
بينما سلسبيل قالتبابا هو ينفع منزلش عالفطور أنا معنديش جامعه خلاصوعاوزه أنام 
عرايسلازم تتعلمى شويه من شغل البيت ولا مفكره نفسك بعد الچواز چوزك هيچيبلك خدامه إياك  ردت سلسبيل بآلم مش شد نهله لشعرها لأ أنا مش بفكر فى الجواز دلوقتى ياماما وحضرتك عارفه إنى بعرف أطبخ كويس وحتى شغل البيت بعرف أعمله بس أنا هشتغل الأول وموضوع الجواز ده بعدين أنا مش زى زهرت بنت عمتى ولا هتجوز واحد زى رباح إبن عمى معندوش شخصيه قدام مراتهبكملك كلامك أهو قبل ما تقوليهأنا هصنع مستقبلى بأيدى وزى ما أنا عاوزهوأنا فى دماغى هدفإنى أشتغل ومش بس أشتغل هعمل معرض كمان للتماثيل اللى بصنعها 
قالت سلسبيل هذا وغادرت نحو غرفتها 
تنهدت نهله پغضب وقالت ل ناصرشايف بنتك يا ناصر ودماغها الغبيه 
رد ناصربالعكس يا نهله سلسبيل ذكيه جداوقوتها بتشبه أمىليه شاغله بالك بجوازهاكل شئ نصيب 
ردت نهلهالجواز للبنات ستره يا ناصر ودول تلاته وراء من بعض 
تبسم ناصروالعلام
والإستقلاليه كمان ستره يا نهله أنا اللى هجولك الكلام دهناسيه إنى متخرچه من الچامعه وإننا كنا زمايل كمانصحيح أنا أكبر بتلات سنينبس خريچين نفس الچامعهبلاش تبجى آسيه على بناتك دول كانوا لينا جبر بعد طول صبر 
بعد قليلبالدور الأرضى بالمنزل بغرفة السفره 
كانت العائله شبه مكتمله 
تجلس فى صدارة الطاوله 
هدايه وعلى يمينها كان يجلس ولدها الأكبر النبوى وزوجته وجوارها شبان يجلسون بتذمر لكن مجبورين على ذالك و يجلس جوارهم قماح والناحيه الأخرى كان يجلس ناصر ولدها الثانى وجواره زوجته وجوارها ثلاث فتيات 
نظرت هدايه وقبل أن تتحدثدخل رماح وخلفه زوجته التى قالتمعليشى يا جماعه جت علينا نومههو كده داخلة الشتا والشتا بيحب الكسل والنوم 
ردت هدايه مش الشتا هو اللى بيحب الكسل والنومده طبع ودى آخر تحذير ليكم بعد كده تنزلى فى وسط النسوان تحضرى معاهم الفطور ووجتها هتتعودى تصحى بدرى وتبطلى سهر وتسهرى چوزك معاكىلازمن ينعس بدرى عشان يصحى فايج لشغله وسط العمال بلاش حديت كتيريلا إجعدوا ودى آخر مره تتأخروا 
نظرت زهرت الى رماح الذى سحب مقعد وجلس عليه دون رد على حديث هدايهفجلست وهى تتوعد له بذالك لما لم يدافع عنها أمام تهجم تلك العجوز الشمطاء 
جلس الجميع يتناولون فطورهم فى صمتالى أن نهضتا كل من همس وهدىقائلتان
عندنا محاضرات بدرى يادوب نلحق عشان الطريقهتوصلنا يابابا ولا السواق اللى هيوصلنا 
رد ناصرلأ أنا عندى مشوار بعيد عن الچامعهخلو 
تحدث كارم ثالث أبناء
 

 


النبوىأنا عندى مشوار قريب من الجامعه وممكن أخدكم فى سكتي 
نظرن همس وهدى لبعضهن وأرادن
الرفضلكن قالت هدايهوصلهم بس بلاش تسوج العربيه بسرعه الوجت مطارش 
تبسم كارم يقول حاضر يا چدتى 
بالفعل رغم عدم رضائهن لكن ذهبن مع كارم 
نهض الجميع من على طاولة الطعام 
لكن أثناء سير قماح للخروج من الغرفه تصادم مع سلسبيل التى عطست شبه بوجهه دون قصد منها فأخرج محرمه ورقيه من جيبه وأعطاها لها قائلا بنبرة سخريه وتهجم فى نفس الوقت 
يرحمكم الله علشان تبقى تبطلى رقص تحت المطر أهو أخدتى برد 
لاحظت هدايه وقوفهم وقالت شكلك هتاخدى برد يا سلسبيل هخلى واحده من الشغالين تعملك كوبايه چنزبيل بلمون إشربيها وإدفى وهتبجى زينه 
ردت سلسبيل لأ لو نمت هتعب أكتر خليها تچبهالى فى الأتلييه بتاعى اللى فى ضهر الچنينه 
ردت هدايه جصدك المسخط بتاعك والله يا بتى ما عرفاش أيه الهوايه الغريبه دى تعملى مساخيط زى اللى فى مجابر الفراعنه زمان 
تبسمت سلسبيل وقالت ده فن يا چدتى إسمه النحت عالحجر وبعدين ادينى بتسلى شويه قبل ما أشتغل 
سمع قماح قول سلسبيل لهدايه عن نيتها للعمل لكن لم يهتم فهى بالآخر لا تعنيه بشئ  
بعد مرور أربعين يوما كان يوم شتويا عاصف تكاد الرياح تقتلع الأشجار من جذورها وبالفعل هنالك شجره أقتلعت لكن مازال جذرها بالأرض تخشى الجز فهى بالآخر تدنست وأخفت الأمر خوفا من ماذا لا تدرى إنطفئت همس المرحه كانتا أختيها يلاحظون ذالك
لكن هى كانت تتحجج بثقل الدراسه عليها وإنها إقتربت من إمتحانات نصف العام الذى لم يبقى عليها سوى شهر تقريبا 
صباحا
بعد أن تناولت العائله الفطورذهبت سلسبيل الى ذالك الآتلييه الخاص بها وبدأت تستمتع بهوايتها وهى نحت بعض الصخور وتكوين بعض الأشكال أيضاكان الأتلييه بشبابيك زجاجيه كبيره وخلفها ستائرفتحت سلسبيل تلك الستائر تعطى للغرفه نور 
بينما بغرفة المكتب الموجودة بالمنزل والذى تطل على الحديقه الخلفيه أيضا 
تحدث النبوى لقماح قائلا
قماح الحاچ رجب السنهورى إتصل عليا من كم يوم كده 
رد قماح ببرودخير عاوز أيه
رد النبوىهو قال إن محتاج كم طن رز شعير من عندنا 
رد قماح وماله ياخد بالسعر الجديد اللى نزل زيه زى غيره 
رد النبوى بس هو مش زى غيره إنت ناسى إنه كان نسيبك قبل إكده 
رد قماح أهو قولت كان كان ده ماضى وحتى لو لسه نسيبى التجاره مفيهاش نسيبى وقريبى عاجبه عالسعر الجديد كان بها مش عاجبه قدامه السوق يلم منه اللى هو عاوزه 
تحدث النبوى بصراحه كده هو لملحلى إن بنته جايلها عريس وأنا قولت أقولك يمكن تفكر تردها تانى لعصمتك 
نهض قماح وسار خطوات نحو شباك غرفة المكتب نظر أمامه السماء تبدوا بها غيوم وسحاب تسير بأى لحظه قد تمطر لكن لمح تلك التى تقف بتلك الغرفه القريبه من المكتب كانت تمارس
هوايتها  ظل صامتا ينظر لها  
بينما عاد النبوى قوله مردتش عليا 
ردقماح وهو يعطى ظهره لوالده 
مردتش عليك فى أيه
أعاد النبوى قوله بقولك بنت رچب السنهورى اللى هى طليقتك جاي لها عريس 
رد قماح مبروك ربنا يسهلها 
تعجب النبوى وقال ده ردك الأخيرما ترجعها انا معرفش سبب لطلاقك لهامش معقول طلقتها علشان راحت تزور والداتها بدون ما تاخد أذن منك  
إستدار قماح لوالده وقال ممكن ميكونش ده السبب الرئيسى بس هى خالفت آمرى وإنتهت الحياه بينا وخلصت على كده يبقى خلاص ربنا ييسر لها عندى ميعاد مع تاجر فى شونة القمح ولازم ألحقه أشوفك المسا يابابا وبلاش تتعب نفسك فى الموضوع ده إنتهى خلاص بالنسبه لى 
قبل أن يخرج قماح من الغرفه قال النبوى 
وهتفضل الباقى من عمرك عازب كده من غير ست ولا عيال من صلبك 
نظر قماح أمامه رأى دخول سلسبيل الى داخل المنزل تلف يدها بقطعة قماش تبدوا بوضوح مچروحه ورد فى ذالك الوقت على والده الله أعلم المستقبل فيه أيه  متشغلش بالك بيا 
قال قماح هذا وأكمل سيره يخرج من المنزل  
بينما زفر النبوى أنفاسه بقلة حيله  
دخلت سلسبيل الى غرفة جدتها وجدتها تجلس أرضا وأمامها إمرأه شابه ومعها طفل صغير يبكى وضعت جدتها ذالك الطفل بشال أبيض ونهضت واقفه وقالت للشابه الأخرى إمسكى طرف الشال ده كويس أوعى يفلت من إيدك مفهوم 
مسكت الشابه أحد طرفى الشال الملفوف بيه طفلها  
فى البدايه إنخضت الشابه من دفع هدايه للشال بقوتها وكاد طرف الشال أن يفلت من
يديها قالت لها هدايه پغضب جولتلك إمسكى طرف الشال كويس 
أمائت لها الشابه بالموافقه  
بدأت هدايه بدفع الشال قويا مثلما تدفع الأؤرجوحه لكن يمسك الشال ألأثنين هدأ بكاء الطفل كثيرا جلست هدايه مره أخرى أرضا وأخرجت الطفل من الشال وبدأت بتدليك معين لجسد الطفل الذى شعر براحه وإنتهى بكاؤه المستمر 
أعطت هدايه الطفل لأمه وقالت لها بعد كده أما تشيلى الواد تحطى إيدك فى ظهره تسنده علشان ميطوحش ولا يتزمم لسه عظمه طرى  
تبسمت لها الشابه وقالت تسلمى يا حجه هدايه والله بقاله كم يوم مش مبطل بكى وروحت بيه لكذا دكتور ومفيش
 

تم نسخ الرابط