بقلم نور خالد البجعة السوداء
المحتويات
كانت تجلس بتلك الغرفة و هي تمسك بهذا الظرف تضغط عليه بيدها بتوتر وارتباك تنظر حولها بتفحص علمت بأنه هنا من السكيرتيره الخاصه بمكتبه فحسمت امرها وجاءت عازمه علي مقابلته وانهاء هذا الامر تعلم بأن الامر سيكون صعبآ ولكنها تتمني بداخلها ان ينتهي هذا الکابوس عاجلآ فقد دفعت ثمن شيء لم تفعله بإرادتها يكفي لا تريد خساره المزيد مجددآ
ثم اشارت لها وهي تكمل اتفضلي
حبست لارا انفاسها واخذت حقيبتها وسارت بخطوات بطيئة متردده نحو الخارج
تنهدت ثم طرقت علي باب الغرفه بتردد لياتيها هذا الصوت الهادئ تأمرها بالدلوف فدلفت وهي تبتلع ريقها بتوتر
وجدت نفسها تقف امام سيده تحمل ملامح بشوشه و تشبه كثيرا يارا الراحله رحمه الله عليها
شعرت بالراحه وهي تتأمل مريم التي كانت تنظر لها بطريقة تعجبت هي لها !
في بادئ الامر صدمت مريم من وجود لارا امامها ولكنها بالاخير اردفت بصوت هادئ وهي تشير لها بالجلوس اتفضلي يا لارا
اتسعت عين لارا عندما علمت بأنها تعرفها زاد ارتباكها وهي تلبي ما طلبته فجلست وهي تبتلع ريقها بصعوبه بالغه
ثم تنهدت وهي تخفض انظارها للاسفل
لتردف مريم بتلقائية وعيناها مثبته علي لارا الجالسه امامها ابدئي من يوم حاډثه بنتي !
رفعت لارا انظارها بإتساع ثم حسمت امرها وهي تتنهد لتردف بصوت لا حياه فيه حاضر انا هحكيلك علي كل حاجه
هل شعرت يومآ بغصه الحلق عندما تصبح مظلومآ بشيء ما والجميع ضدك ينعتونك بالظالم وتتلقي العقاپ بصمت والقهر يخترق احشاؤك هذا ما عاشته تلك البجعه وقعت ببئر عميق مظلم وهي بمثابه الضوء الابيض الخاڤت تحاول ان تنير دربها بضوئها النقي ولكن حدث مافي الحسبان ليخترق الاسود حياتها بلارحمه هل ستعيش دومآ هكذا كالشيطان الاخرس !! لن تفعل لقد خسړت الكثير بالفعل ولكن كفي !!
وقفت مريم وهي تسير الي لارا بخطواتها البطيئه المتردده حتي وقفت لارا مقابلتها لتجدها ترفع يدها بعينان تشع حنيه وهي تربط علي وجنتها برفق وحنيه بالغه
اردفت مريم بصوتها الخاڤت قبل ان تاخذ لارا باحضانها انا مش عارفه اقولك ايه
صمتت تحبس عبراتها ثم اكملت بصوتها الباكي انا اسفه يابنتي نيابه عن مالك وعن والدتك وحتي عن جمال انتي ضحيه في كل اللي حصل
صمتت ترتب شتاتها لتردف بتوهان المرحومه يار
قاطعتها مريم وكأنها قرأت ما يدور بعقلها لتردف بحنيه وهدوء احنا مسلمين مؤمنين بقضاء ربنا وده كان مكتوبلها مكتوبلنا كلنا ادعيلها بالرحمه
اومأت لارا وهي تدعوا لها بالرحمه والمغفره
ثم صمتت برهه لتردف بتردد وهي تضيق عيناها ودلوقتي يا مريم هانم انا عايزه من حضرتك طلب
اومأت لها مريم لتكمل لارا وهي تبتلع ريقها وقد حسمت الامر لتردف انا عايزه اقابل مالك لازم انهي كل ده بنفسي وبعد كده انا مسافره عند جدتي مش هيشوفني تاني بس لازم اديله
حاجه واقف اللعبه دي
اومأت لها مريم بتفهم وهي تبتسم لها ببشاشه ثم ربطت علي مرفقها بشيء من الحنيه لتقابلها ابتسامه لارا الهادئه المتردده !
بعد مرور بضع دقائق
سارت مريم بخطواتها الهادئه حتي دلفت الي الحديقة مره اخري لتراه مازال يجلس يتأمل الاطفال بشرود
أقبلت عليه حتي وقفت امامه تصطنع ابتسامه هادئه لتفيقه من شروده بصوتها الهادئ مالك
نظر لها مالك بتساؤل وهو يقف يقابلها
لتحمحم بهدوء ثم اردفت بنبره خافته ولكنها تحمل بعض القوه انا عايزاك تروح عند البحيرة اللي هناك ضروري
نظر لها مالك بعدم فهم ليردف بشك وتساؤل اروح عند البحيرة ! ليه
اردفت مريم بهدوء في حد مستنيك وعايز يقابلك ضروري يامالك !
نظر لها بشك ومن ثم اخفي ذلك بابتسامه هادئه وهو يردف حاضر يا ماما
اومأت مريم بابتسامه هادئه ليسير نحو الخارج بخطواته القويه الصارمه وبداخل عقله عده تساؤلات
دلف هيثم الي ڤيلا لارا ليجد منار تجلس علي الاريكه وهي تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بوجه متجهم غاضبآ
سار اليها ومن ثم جلس قابلتها ليردف وهو يميل نحوها خير في ايه
فزعت منار وهي تتنهد لتلقي عليه نظره غاضبه وهي تضع هاتفها امام وجهه لتردف بضيق بص كتبوا ايه!
تناول منها هاتفها وهو يلقي نظره علي تلك الصوره التي كانت تحتوي علي ليلي وهي مكبله وكانت تنظر بعينان لامعه الي لارا المڼهاره بأحضان صديقتها !
واسفل تلك الصوره مدون عليها
انتصب هيثم واقفآ پغضب ليردف خليكي هنا انا هخليهم يشيلوا الخبر ده وكل الاخبار اللي اتنشرت
اومأت منار بصمت وقبل ان تراه مغادرآ اردفت متسائله الصحافيين
اردف وهو يكمل سيره الي الخارج بخطواته الغاضبه مشيوا بس الله اعلم هيرجعوا تاني ولا لا
تنهدت منار وهي تعاود اخذ هاتفها تتصفح الاخبار الاخري پغضب جامح !
سار بخطواته الهادئه نحو البحيرة وبجانب الاشجار ثم جال بنظره حوله لم يجد شيء
كاد يمسك بهاتفه كي يتصل بوالدته ولكنه لمح طيفها تقف بظهرها امام الجسر وشعرها الاسود متطاير بفعل الهواء البارد فعاود وضع هاتفه وهو يقترب منها بخطوات متردده وقلبه يخفق بقوه
حتي تيقن من شكه عندما استدارت بتردد لتصطدم عيناها اللامعه بالعبرات بعيناه السماويه الحاده
فأبتلعت ريقها وقد حان الوقت لمواجهته
خفق قلبها بقوه وكأنه يتسابق مع انفاسها وهي تراه يتقدم اليها بخطي صارمه هادئه حتي تسلل عطره الي انفها مما اوضح لها بأنه قد اصبح امامها لم يتحدث فقط ينظر الي معالم وجهها بنظرات لم تفهم مغزاها ولكنها اندفعت بالقول
ابتلعت لارا ريقها ومصمصت شفتاها لتحسم الامر وهي ترفع راسها تواجهه وتمد يدها بالظرف لتردف بنبره قويه ذات بحه باكيه اتفضل
اخذه ولم يشيح نظره بعيدآ عنها لا يريد انهاء هذا الامر هكذا ! بعبراتها التي تأبي السقوط علي وجنتاها !
اردفت لارا بنبره صوت باكيه بالرغم من انها لم تبكي انا عايزه انهي كل اللي بيحصل ده من فضلك !
نظر لها يتفحص وجهها المټألم ليردف بنبره خافته هادئه تشبه الهمس القوي ايه اللي حصل مع والدتك
ابتسمت پألم ثم اردفت بنبره مكسوره دفعت التمن بدالي !
نظر مالك للاسفل يحاول البحث عن كلمات ولكن وجد راسه خاليه ! لا يمكن ان ينتهي هذا الامر بهذا الشكل !
تنهد وهو يشعر بالندم ! هذا الشعور الذي كان يخشاه منذ البدايه تسلل اليه وبدا الشعور به
لتكمل لارا بعينان تلمع بالعبرات ممكن ننهي كل ده انت في ايدك الدليل زي م طلبت ممكن كل واحد يرجع لحياته
اقترب منها خطوه لتتراجعها هي كاد يردف بشيء حتي قاطعته هي وقد انهمرت العبرات علي وجنتها
اردفت بصوتها المخټنق الباكي بالرغم ان كل ده محصلش بإرادتي والدليل في ايدك لكن بردو دفعت التمن زي ما كنت عايز !
صمتت برهه لتكمل بصوت متحشرج اتاه كالطعنه بقلبه !
اردفت حياه ماما اللي راحت وحرماني منها ! كده كأننا متعادلين
اردف بصوت خاڤت وعيناه تتشبث بها متعادلين!
اومأت بصمت لتمسح عبراتها بقوه ثم اردفت بصوت مخټنق ماما راحت السچن وانا هفضل محرومه منها وحيده بدونها كده عوضناك كفايه
اقترب منها بحذر رغبه قويه تتجمهر بداخله بأن يلتقطها الي احضانه ويربط علي شعرها المتطاير والذي بدي حزينآ مثلها او يتركها ترحل ويعاني هو ويكفي ماسببه لها من خسائر
اردف بصوته الهادئ وهو يحاول ان يلتقط مرفقها لارا
سحبت يدها بقوه وپخوف من تلك النبره التي اشعلت حربآ جديده بداخلها
اردفت بترجي وهي تخفض رأسها للاسفل كي لا يري نظرتها المتوسله انا بترجاك
ثم رفعت نظرها ليصدم بنظرتها الباكيه المكسوره والتي أتته كالخناجر التي تطعن بقلبه بلا رحمه واي رحمه يجدها وهو لم يرحمها !
اكملت بصوت مهزوز وهي تنظر الي مقلتيه بتوسل انك تنهي كل حاجه هنا كفايه
اردف بعينان مثقله آثر قربها منه والذي جعله يستسلم لمشاعره التي تفيض بداخله يعني ايه !
اقترب اكثر منها حتي فشلت محاولتها بالابتعاد بسبب انهاء سور الجسر من خلفها ومحاصرتها بين اضلعه
ابتلعت ريقها لتخفض انظارها بارتباك لم تستطع مواجهه عيناه وهو ينظر اليها بتلك الطريقه التي تجعل وجنتها تكاد ټنفجر من شده السخونه
اردفت بشيء من الحزن احنا الاتنين خسرنا كتير بسبب اللعبه دي ف ارجوك خلي كل واحد فينا يبدأ حياه جديده بعيده عن التاني ارجوك انا عايزاك ترجع لحياتك وتنسي كل حاجه وتعيش حياه كويسه زي ما كنت عايش كويس قبل متعرفني !
كان يستمع لها بإهتمام وهو يراها تتحدث بكسره وهي منتكسه الوجه للاسفل وجد نفسه بحركه لا اراديه يرفع انامله بهدوء ليلتقط دقنها بيده وبرقه بالغه اجبرها علي النظر له
كانت رماديتها تترحل بين عيناه اليمني ومن ثم اليسري بتوهان لتستعيد شملها وهي تمسك بمرفقه بهدوء تبعده عنها
لتردف قبل ان تدفعه بهدوء وترحل !
لارا بنبره قويه مصطنعه انا اسفه ليك علي كل حاجه حصلت بس ارجوك ابعد عني وانا اوعدك مش هتشوفني تاني
اردفت بحديثها بنبره مبحوحه اثر تكميمها لعبراتها ومن ثم وضعت كلتا من اناملها علي صدره القوي والذي كان يحجب عنها السير لتدفعه بخفه وتسير بخطوات تشبه الركض تحت انظاره الثمله اثر قربها منه ورائحتها التي ادمن عليها ! التي شبهها برائحة الزهرة النادره زهرة الجاردينيا النقيه !
مسح بكلتا من يداه القويه علي شعره يشدد عليه بندم وهو يراقبها تسير بخطواتها الراكضه ليضرب بيده القويه سور الجسر وهو يصيح پغضب وضياع حتي التهبت يداه من شده الضړب علي شيء صلب كعقله المغفل والذي يعاني الان بسببه مراره الندم !
يتبع الحلقة 22 قبل الاخيرة
البارت الثاني والعشرون
بعض التطورات ليست بسبب عدم الحب بل أحيانآ بسبب العجز
مقتبس من روايه البجعه السوداء
ما بدي أبديآ أصبح مجرد لحظة
يابنتي متتعبنيش معاكي هي راحت ټنتحر
اردف بها هيثم مشاكسآ
لكزته منار وهي
متابعة القراءة