عشق الهوي
المحتويات
خلفه تامر مړعوپا من تهديده الجدي ...وعندما خرج من المطار توجه نحو سيارته ثم وقف يحدق في الفراغ قائلا نيويورك...هي ليها حد عايش هناك ولا ايه !
قال ذلك ثم اخرج هاتفه من جيب سترته واتصل
على عاصم وعندما اجابه قال عاصم انا عرفت مريم راحت فين ... هي في نيويورك عايزك تجيبلي معلومات عنها ولو كان عندها قرايب عايشين هناك وعايز عنوانهم النهاردة انت سامع.
ثم اغلق ادهم هاتفه وصعد في سيارته الفاخرة وابتسم قائلا هلاقيكي يا مريم... هلاقيكي يا حبيبتي ومش هسيبك تبعدي عني مرة تانية ابدا .
اما عاصم فبدأ يبحث عن معلومات شاملة تخص مريم مراد عثمان والتي اصبحت شغله الشاغل في الفترة الأخيرة حيث ان ادهم اوكلة مهمة ايجادها مهما كلف الأمر .
في نيويورك..........
...فوضعت يدها على بطنها بلطف وقالت في نفسها معقول انا حامل... حامل بأبن ادهم السيوفي انا لازم اتأكد من الموضوع دا بسرعة والا مش هقدر استريح ابدا.
حل الصباح فنهضت مريم من سريرها وهي تشعر بالخمول كالعادة وقد لاحظت ان وزنها ازداد قليلا في الآونة الاخيرة كما انها كانت ترغب بالنوم اكثر واصبحت تكره معظم الروائح وكانت تصاب بالأعياء كثيرا حيث انها كانت تتقيء كل صباح منذ ثلاثة أسابيع تقريبا وذلك ازعجها كثيرا لذا حسمت امرها وقررت ان تجري فحصا لتكتشف ان كانت حاملا بالفعل ام انها مجرد تخمينات و تكهنات ليس لها اساسا من الصحة أرتدت ثيابها وخرجت من الغرفة قبل ان تستيقظ الهام حيث انها استيقظت مبكرا لعدم قدرتها على النوم بسبب تفكيرها بهذا الموضوع... ومن ثم مشت على رؤوس أصابع قدميها لئلا يستيقظ سكان المنزل ويشعرون بخروجها في تلك الساعة المبكرة من الصباح وما هي الا ثواني حتى نزلت من الطابق العلوي وتوجهت نحو الباب الرئيسي ثم فتحته برفق وبعدها خرجت وهي ترتدي معطفها لكي يحميها من برودة الجو.
وبعد تلك الحړب النفسية خرجت من فناء المنزل وتوجهت نحو الشارع ثم اوقفت سيارة أجرة وتحدثت مع السائق باللغة الإنجليزية وطلبت منه ان يوصلها إلى اقرب مستشفى وهي تدعو الله في سرها وتتمنى انها اخطأت في تخمينها ولكن ما زاد قلقها هو ان دورتها الشهرية قد تأخرت كثيرا بالإضافة إلى تصرفاتها التي تدل على انها حامل ولكن لا ضير من الدعاء لعل الله يسمع منها .
وصلت إلى المستشفى فاخرجت بضع دولارات من حقيبتها واعطتها لسائق سيارة الأجرة ثم نزلت وتوجهت الى الداخل والى قسم النساء والولادة بالتحديد فسألتها موظفة الأستقبال كيف استيع ان اساعدك يا انسه
مريم اريد اجارء فحص لأتأكد أن كنت حاملا ام لا.
الموظفة حسنا إملأي هذه الإستمارة من فضلك وانتظري هنا قليلا ريث ما يتم استدعائك لأجراء الفحص.
ثم جلست وبدأت تملأ الإستمارة وبعد ان انتهت من فعل ذلك اخذت تنتظر ان يستدعيها الطبيب من اجل اجراء فحص الحمل وما هي الا عشرين دقيقة قد مضت حتى استدعتها الممرضة وقالت تفضلي ان الطبيب في انتظارك.
مسحت دمعتها التي خانتها ونزلت بعد ان تذكرت تلك الليلة الموحشة بالنسبة لها وتقدمت من مكتب الطبيبة ثم قالت مرحبا ايتها الطبيبة.
فابتسمت الطبيبة الشقراء وقالت اهلا ...تفضلي بالجلوس رجاء.
مريم شكرا لك.
الطبيبة لقد اخبرتني الممرضة ان فتاة عربية جميلة قد اتت لكي تجري فحصا هنا ولكنها اخطأت عندما قالت عنك جميلة فأنت فائقة الجمال يا عزيزتي.
فابتسمت مريم بلطف وقالت اشكرك .. هذا من كرم اخلاقك .
الطبيبة اخبريني اذا هل انتي متزوجة
في تلك اللحظة شعرت مريم بغصة مريرة في قلبها وتمنت ان تقول لا... ولا.. ولا... ولكن كيف تقولها وهي الحقيقة المرة فأومأت برأسها دليلا على نعم دون ان تتفوه بأي حرف
اخر فهمهمت الطبيبة قائلة وهل اجريتي الفحص المنزلي
مريم لا لم افعل.
وبالفعل قامت الطبيبة بوصف الدواء لها واخبرتها بأنها يجب ان تأتي إلى المستشفى مرة اخرى لأجراء الفحوصات
اللازمة للإطمئنان عليها وعلى الجنين ... وبعد تلك الصاعقة التي تعرضت لها خرجت من المستشفى وكأنها زومبي خالي من الروح وهي تحمل بيدها كيس بلاستيكي يحتوي على علبة فيتامينات ولم تصدق انها حامل حقا ومن من.. من ادهم عزام السيوفي الذي سبب لها چرح كبير في المشاعر عندما عاملها بقسۏة شديدة
كما تعامل العاھړات .
لقد أصبحت ملكه بالفعل حتى ولو حزنها على مۏت أختها مرام التي تبخرت من الدنيا كنسمة الهواء النقية ولكن بغض النظر عن هذه الحزن الا انها شعرت ببعض السعادة خلال الفترة التي قضتها برفقة عائلة السيد عمر حيث انهم خففوا من وحشتها وحزنها العميق ولكن ها هي تعود لذلك الحزن المستبد الذي اقسم بأنه لن يفارقها ما دامت حية ترزق .
فلم تحتمل كبت مشاعرها اكثر من ذلك لذا اڼفجرت باكية في الشارع امام المارة الذين اخذوا يحدقون بها وعلامات الاستفهام تعلو وجوههم فمنهم من ظنها مچنونة ومنهم من شعر بالأسى عليها وخصوصا لأنها هوت جالسة على الرصيف وهي تبكي بمرارة وقهر شديد... وبقيت تبكي وتبكي وتبكي حتى جفت الأنهار في حدقتيها العسليتين فمسحت اثار الفيضان الذي سال على وجنتيها وهي تشهق ثم نهضت وحملت كيس الدواء ووضعته في حقيبتها وبعدها قررت ان تعود إلى منزل السيد عمر لترتمي بين
ومن جهة اخرى .....
جاء ذلك الشاب المفعم بالحيوية الذي كان يقود سيارته السوداء المكشوفة متجاهلا برودة الجو ليسمح للهواء النظيف ان يلامس بشرته الحليبية ويتغلقل داخل خصلات شعره الاسود الناعم وهو يتراقص بأصابع يديه على مقود السيارة مستمعا لتلك الموسيقى الكلاسيكية الهادئة... فوقع نظره عليها وهي تحاول ايقاف سيارة أجرة ولا يعلم لما رفرف قلبه بعد ان رآها وما هق الا ثواني حتى انحرف بسيارته عن الطريق متجها نحوها ثم توقف بالقرب منها وضغط على البوق ليفزعها صوته فأنتفظت من مكانها والتفتت الية لتجده يبتسم لها وهو يضع نظارته الشمسية الداكنة التي زادته وسامة... في تلك اللحظة لا تعلم لما شعرت بالأرتياح لمجرد ان رأته يبتسم... نعم هي لم تقابله سوى مرة واحدة ولكنه استطاع بخفة دمه وشهامته ان يترك لديها شعورا عذبا فابتسمت وكأنها نسيت الحزن الذي كان يأكل قلبها منذ لحظات قليلة وقالت بصوتها العذب استاذ خالد.
فأتاها صوته الحنون يسألها ازيك يا مريم
أقتربت من السيارة قليلا ثم قالت الحمد لله وحضرتك
خالد كنت كويس بس دلوقتي بقيت زي الفل...طبعا بعد ما قابلتك مرة تانيه.
مريم متشكره.
خالد شكلك محتاجة توصيلة وانا معنديش حاجة دلوقتي هقدر اوصلك.
فابتسمت وقالت ميرسي بس مش عايزة اتعبك معايا.
خالد ولا تعب ولا حاجة...دا اقل واجب اعمله تجاه بنت بلدي .
فاتسعت ابتسمتها ثم فتحت باب السيارة وصعدت الى جانبه دون تردد ونظرت إليه مادة يدها لتصافحه قائلة انا مبسوطة اني شفتك مره تانيه.
فصافحها بدوره وقال متشكر ... ودلوقتي رايحه فين
مريم راجعة البيت.
خالد اوك.
قال ذلك ثم انطلق بالسيارة مجددا وهو ما يزال مبتسما فالټفت اليها وسألها ها ...عجبتك العيشة في نيويورك
فنظرت اليه ثم ابتسمت ايضا وقالت ايوا... مع اني لسه معرفش كل الاماكن فيها بس جميلة.
خالد انا قولتلك هفسحك لما نوصل بس مع الاسف ماتقابلناش مرة تانية وانتي ما اتصلتيش بيا علشان موضوع الشغل فقولت جايز تكون نسيتني.
فشعرت مريم بالحرج من نفسها لذا
تردفت بتوتر انا اسفه يا استاذ خالد بس مكنتش عايزة اتعبك معايا اكتر من كدا يعني.
فابتسم خالد وقال ما تخديش كلامي بجد... انا بهزر معاكي وكمان انتي عندك حق... يعني ما ينفعش وحدة بنت زيك تتصل براجل غريب عنها علشان يفسحها في بلد متعرفش فيها اي حاجة.
فأحنت مريم رأسها ولم تعلق لان كلامه كان صحيحا بالنسبة لها فهي وجدت انه من غير اللائق أن تتصل به لكي يتنزه معها ويعرفها على معالم نيويورك وهو غريب عنها قابلته لمرة واحدة اثناء رحلتها الجوية اما هو فقال لكي يكسر حاجز صمتها امل فين صاحبتيك التانية اسمها الهام برضو مش كدا
رفعت مريم رأسها مجددا وقالت ايوا اسمها الهام... هي في بيت عمها دلوقتي البيت اللي حضرتك وصلتنا عليه لما جينا هنا لاول مرة .
خالد اه فاكره كويس .
مريم هو انا عطلتك عن حاجة يا استاذ خالد
فابتسم خالد وقال لأ ابدا انا في إجازة النهارده وقلت اتفسح شوية بما ان الجو حلو وبعدها قابلتك.
ميرم بسم الله ما شاء الله... عربيتك تحفة اوي..باين عليها غالية مش كدا
فضحك خالد وقال مش كتير.. عجبتك لو عجبتك اعتبريها هدية.
فضحكت مريم على سخافة الموقف وقالت لا مكنش القصد... اساسا انا معرفش اسوق وما عنديش شهادة سواقه .
خالد خسارة...كانت هتبقى اجمل لو سقتيها انتي.
فشعرت مريم بالخجل لانه تغزل بها بطريقة غير مباشرة لذا أحنت رأسها مجددا ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما نظرت إلى بطنها وعادت ملامح الحزن لتخيم على وجهها البريء وسرعان ما تجمعت الدموع في حدقتيها مجددا وما لبثت حتى تمردت عليها دمعتها السجينة ونزلت رغما عنها في تلك اللحظة انتبه عليها خالد وهي تحاول مسح دموعها بينما تنظر إلى الجهة الأخرى حتى لا يراها فغابت الابتسامة عن وجهه وحل محلها ملامح القلق فسألها بينما ينظر ثانية اليها وثانية الى الطريق امامه قائلا خير يا
فشعر خالد بالذنب لذا
قال بسرعة انا اسف... مكنش قصدي افكرك.
مريم ولا يهمك.
ثم دام الصمت قليلا ولكن ليس لأمد طويل حيث اراد الشاب ان يخرجها من حزنها لذا اردف بنبرة مرحة قوليلي يا مريم هو انتي وراكي حاجة النهاردة
فنظرت اليه وهزت رأسها بالنفي قائلة لأ.. مفيش حاجة معينة.
فابتسم وقال كويس.... يبقى انا هفسحك النهاردة زي ما وعدتك لما كنا في الطيارة قولتي ايه
فنظرت مريم اليه مطولا ولا تعلم لما أومأت له بالموافقة.. هل لأنها لم تريد احراجه ام لأنها كانت فعلا تحتاج لهذه الفسحة لكي تمحي قسما من احزانها وترميها خلف ظهرها ... فابتسمت وقالت ماشي...بس عندي شرط واحد.
خالد وايه هو
مريم
متابعة القراءة