للقدر حكايه سهام صادق

موقع أيام نيوز


يعني 
تنهدت ياقوت ونظرت لثوبها الذي لم يكن يليق بالمكان وقد نظرت لها احدي صديقات هند بنظرة ازدراء 
هي هدومي شكلها وحش يا سماح 
جلست سماح جانبها وربتت على كفها هاتفه 
خليكي ديما واثقه في نفسك... انتي مختلفه عنهم لان عالم كل واحد فينا مختلف... احنا عايشين على قد الموارد اللي في ايدنا ومبسوطين وسيبي اللي عايز يبص يبص 

ابتسمت وقد لمعت عيناها بالدمع 
أنتي جميله اوي ياسماح عوضتيني عن بعد اهلي 
فتذكرت سماح رغبتها في السفر لبلدتها 
صحيح هتسافري امتى 
لمعت عين ياقوت وهي تتذكر اتصال هناء بها عند عودتها 
هناء هتتخطب لمراد ابن عمها... مراد طلبها رسمي 
اتسعت عين سماح ثم قفزت تهلل 
يا اخيرا حلم صاحبتك اتحقق... عقبالنا بقى مع ان انا مش هفلح في جواز انا جعفر في نفسي 
ضحكت ياقوت بقوة حتى دمعت عيناها 
أنتي مصېبه ياسماح 
.............................. 
اڼصدم حمزة من جلوس مريم لذلك الوقت ونظر لساعه يده 
صاحيه ليه لحد دلوقتي يامريم 
نهضت نحوه بلهفه ثم بكت وهي تتذكر حال صديقتها 
هديل صاحبتي في المدرسه مامتها تعبت وهي في المدرسه أصلها شغاله داده هناك...بابا ساعدهم ارجوك المستشفى اللي رحتها وحشه اوي مش راضين يعملولها العمليه غير بفلوس وهما معهمش الفلوس ديه 
وألقت حالها بين ذراعيه متذكره والدتها 
مش عايزه داده حليمه يحصلها زي ماما وټموت 
ذبذبت العباره كيانه... صغيرته مازال جرحها بفقد والدتها
لم يندمل.. فمجرد مرض والدة صديقتها تذكرت مصابهم الذي مر عليه عام ونصف وفاق على رجائها وصوت شهقاتها
اهدي يامريم.. حاضر ياحببتي بكره نروح سوا ليها المستشفى لو احتاجت نقلها لمستشفى تاني هنقلها وهتكفل بكل المصاريف.. المهم بطلي عياط
ابتعدت عنه وجذبت أكمام منامتها تمسح دموعها
بجد يا بابا
ابتسم بحنان ومد كفيه يمسح دموعها بأبوة وضعت بقلبه منذ اول يوم حين تزوج سوسن
بجد ياحببتي.. هو انا عندي كام مريم
دلف شريف المنزل تلك اللحظه ضاحكا
كده هتتغر علينا اكتر... وهتشيل ذنب جوزها لما تتجوز
ضحك حمزة حين رأها تخرج لسانها لشقيقها
ملكش دعوه... لو مكنتش ادلع على بابا هدلع على مين
بهتت ملامح شريف قليلا وهو يرى تعلق مريم بحمزة رغم انه أخبرها كثيرا ان حمزة ليس والدها وانه يوما سيكون له زوجه واطفالا فوالدتهم قد رحلت الا انها ترفض تلك الحقيقه
فهى عاشت عمرها لا ترى الا هو
لاحظ حمزة صمت شريف ف فهم شعوره.. فتعلقت عيناه بمريم
اطلعي نامي عشان مشوارنا بكره
تقافزت مريم بسعاده أمامهما ثم اتجهت نحو الدرج صاعده لغرفتها
مش عايزها تفضل رافضه الحقيقه... مريم بتنسي ان ليها اب شايله اسمه 
حمزة متفهما احساسه
شريف انا فاهم شعورك كويس... بس مريم في الوقت الحالي مننفعش نأذي مشاعرها ونقولها لبقي عندك اب ولا ام... انت فاهمني ياشريف
لم يتمالك شريف دموعه حين تذكر مۏت والدته.. بأخوه ك شهاب شقيقه ... ف شريف مدرك وضعه بالنسبه إليهم 
ايه ياحضرة الظابط... اتمالك نفسك 
ابتعد عنه شريف مغمضا عيناه ثم فتحهما بثبات
في موضوع عايز اخد رأيك في
.................................
نظر شهاب نحو ندي الغافية جانبه يرمقها بحنق 
متجوز انا عشان كل ما ارجع البيت الاقيكي نايمه 
استغفر الله العظيم 
عاد يرمقها ثم ألتقط هاتفه من جانبه... يتصفح صفحته على موقع التواصل الاجتماعي.. رفعت جسدها قليلا كي ترى ما يفعله.. لتشهق بفزع وهي تجده يميل عليها بكامل جسده 
غامزا لها بعينيه هاتفا بوقاحه 
بتعملي نفسك نايمه ياندي

وفكراني اهبل... انا سايبك بمزاجي 
شريف بلاش 

لم يعطيها حق لاعتراضها ولم تعترض هي الأخرى وهي تسلم له حالها... ادمغها بأمتلاكه وكانت كالمرحبه فالعقل انسحب وترك القلب في هواه ومتعته 

انا لازم امشي من هنا... لازم ادور على مكان تاني 
وتذكرت امر العمل الذي لم يساعدها عزيز في اجاده.. لم يأتي في عقلها الا حمزة ستذهب اليه مره اخرى رغم أنها عاهدت نفسها انها لن تعود له إلا عندما تصبح صفا القديمه بجمالها الاخذ وسحرها 
وقف مراد شاردا في الشرفه ينفث دخان سيجارته... متذكرا توريط والده له بخطبة ابنه عمه وتحديد موعد الزواج 
لم يرحم حزنه على زوجته ولا طفله الذي عرف بوجوده عند ۏفاتها 
احتدت عيناه وهو يتذكر فرحت هناء وقد تمنى ان يرى على ملامحها الرفض والاعتراض ولكنها كانت سعيده حتي لم تعترض حين سألها والده عن موافقتها لتسريع الزواج قبل ذهابه لاستلام ادارة فرع الشركه الخاص بهم بمدينة الاسكندريه 
أنتي اللي اختارتي ياهناء...ومتلوميش الا نفسك.. حياتك هتكون چحيم معايا وهطفي السعاده المرسومه على وشك 
تعجبت ياقوت من اللفافه الموضوعه على مكتبها.. حملت اللفافه تتحسس ما بداخلها ولكنها لم تخمن شئ 
نظرة حولها مندهشة 
يمكن لبشمهندس شهاب
واردفت مفكره 
هسأل مين طيب.. بشمهندس شهاب لسا مجاش مكتبه 
اتسعت عيناها وهي تجد ظرف صغير مثبت عليها ولم تنتبه اليه فمن وضع الهديه وضعها دون وضعتها الصحيحه 
ألتقطت الظرف ثم أخرجت الورقة المطويه لتنظر للكلمات المكتوبه عليها مع امضاء صاحبها
يتبع بأذن الله
الفصل الثامن عشر 
نفس اللوحة التي كانت عيناها متعلقة بها ووصفت له شعورها نحوها
احساس جميل دغدغ كيانها.. وداخلها كان صوت ېصرخ بها
أصبحتي اليوم محور اهتمام أحدهم 
لمعت عيناها بدموع الفرح.. الهديه متمتمه
مش معقول
والخطوة حسمت لصالحه رغم أنه لم يفعلها من أجل خطته
ولكن ارتبطت النوايا ببعضها واصبح ما تعيشه ظنا منها انها تلك السعادة التي تمنتها طويلا وماهي إلا لعبه لنيل الهدف
.................................
فتح شهاب عيناه بأبتسامه واسعه وهو يراها 
داعب وجنتها بأنامله اكثر اليه هامسا 
ندي 
ردد اسمها لمرتان ثم دنى منها على خدها متمتما بأسمها ثانية 
ندي 
تمللت في رقدتها وفتحت عيناها ببطئ لتنظر لوضعتها فأنتفضت من جانبه 
هو ايه اللي حصل بينا
صدحت ضحكاته بصخب.. ف سؤالها لا يستحق الا ردة فعله تلك
محصلش بينا اي حاجه اطمني
واردف مازحا وهو يجدها شرشف الفراش على جسدها 
مالك ياندي.. بتحصل في أحسن العائلات ياحببتي 
امتقع وجهها من أثر عباراته التي لا تفسر الا تهكمه 
انت بتهزر ياشهاب 
احتدت عيناه وهو يرمقها 
عايزانى اقولك ايه وانتي بتتنفضي من جانبي بالشكل ده 
غامت عيناها بالدمع فهى لم تكن تريد حدوث شئ بينهم الا اذا احبها بالفعل وليس مجرد زيجة بنية على الاحترام وحسب 
عندما رأي دموعها تنساب بضعف..
بټعيطي ليه دلوقتي..انتي بتعشقي تنكدي على نفسك 
دفعته عنها ولكنه لم يحررها من آسر ذراعيه 
انا مش نكديه 
ابعدها عنه قليلا ينظر لعيناها الدامعه ورفع كفيه نحو وجنتاها يمسح دموعها
بالمنظر ده.. مينفعش اقول غير كده 
اشاحت عيناها بعيدا عنه ولكنه عاد 
ممكن مراتي الحلوه تسيب النكد النهارده واعزمها على احلى فطار 
كان بارعا في جعلها له ومنه واليه... يعرف كيف يجعلها عاشقة متيمه به.. حاله كان كالسخريه حين يتذكر سنوات عمره بالجامعه واول حب بحياته كان محط السخريه وسط أصدقائه 
لا فتيات يعرف يتعامل معهما ولا حتي يعرف يجذب انظار احداهن اليه... ماعليه الا الاستماع لمغامرات أصدقائه 
واتي اليوم الذي أصبح هو الخبير في أمور النساء 
وفي لحظة تبدل حالها لا قرار استمرت به وفي النهايه اكمل القلب ضياعه 
.................................... 
مر الوقت وهي تجلس خلف مكتبها تنتظر مجيئ السيد شهاب 
لمطالعه بعض الاوراق التي طلب منها امس طباعتها فور قدومها صباحا... ملت من جلستها دون عمل تفعله 
ونظرت لجانب المكتب نحو اللوحه مبتسمه 
اخد الهديه واشكره ولا ارجعها ما انا مش هعرف اهادي بحاجه
اخرجها من شرودها رنين هاتف المكتب لترفع سماعه الهاتف سريعا 
ايوه يابشمهندس.. حاضر هروح اودي الورق 
واردفت مسائله 
حضرتك مش جاي النهارده 
نظر

شهاب نحو ندي التي تتناول فطورها بسعاده 
لا يا ياقوت ألغى كل مواعيدي النهارده... ولو عايزه تروحي بعد ما تودي الورق للسيد اشرف روحي مافيش مشكله 
انتهت المكالمه لتبتسم علي فرصتها بأنها ستذهب للشركه الرئيسيه 
جمعت أوراقها في ملف ونظرت للوحه ثم انصرفت بعد أن حسمت امرها انها ستعود لأخذها بعد شكره عليها
...................................
تعلقت عين سماح برئيس الجريدة التي تعمل بها حاليا 
مهمتك المرادي سبق صحفي عن لاعب كوره واسمه في غنى عن التعريف 
رمقته سماح بأمتعاض لكرهها لكورة القدم 
مبهتمش انا بالكوره يافندم 
اطرق رئيسها على سطح مكتبه بيداه ممتعضا من ردها 
بتحبي ولا مبتحبيش ده شغلك يااستاذه 
واردف موضحا مهمتها
الشهر الجاي هو نازل مصر اجازه... اجازته هيقضيها في الاقصر واسوان... ديه مهمتك الجديده واتمنى تنجحي فيها زي لقائك مع حمزة الزهدي 
اسمه ايه اللعب يافندم
خاطبها رئيسها بهدوء 
سهيل نايف 
.....................................
أسند شريف رأسه على سطح مكتبه مفكرا في حديث حمزة معه... مدام لم يعرف ماذا يريد من تلك الفتاه التي عرفها في لحظات ضعفه فليتركها... لا ينكر انه كان يشعر معها بشعور جميل لا يعرف اهو حب ام إعجاب ام راحه ولكن تصرفات شقيقتها جعلته ينفر من الوضع 
هو ضابط ويفهم أفعال شقيقتها.. تريد توريطه بالزيجه من شقيقتها وماهو الا رجلا لا يحب فرض الأشياء عليه 
مها لم تصل معه لمرحله ان يفكر بها كزوجه 
والحل النهائي الذي اتخده بعد حديثه مع حمزة وكلام صديقه انه لن يقابلها ثانيه... ولكن قلبه كان له رأي آخر 
لا يا شريف ودعها لمره اخيره ... جبلها هديه ذكرى 
اقتنع برغبه عقله وقلبه معا
ليدلف سيف لغرفه المكتب ناظرا له 
سمعت الخبر ده... عندنا شهر تدريب مكلفين بي من الإداره 
....................................
وضعت أمامه قهوته بخجل وتوتر 
عايز مني حاجه تانيه 
نظر مراد اليه بجمود... وكادت ان تسأله عن سبب معاملته تلك الا ان عمها خرج من غرفته مستندا علي والدها 
وحينا وقعت عيناه عليهم نظر لشقيقه 
ايه رأيك الاولاد ينزلوا يجيبوا الشبكه النهارده يامهاب 
كاد ان يعترض مراد الا انه وجد والده يسعل بحشرجه 
عايز ارجع بيتي بكره وانا فرحان 
لينظر مهاب لابنته متسائلا 
ايه رأيك ياهناء
خجلت هناء من الأمر واطرقت عيناها أرضا
اللي تشوفوا يابابا 
وانصرفت على الفور دون أن تنتبه لنظرات مراد المشتعله 
وانت ايه رأيك يامراد 
هتف بها مهاب مخاطبا ابن شقيقه تلك المره 
مافيش مشكله انا برضو رأي من رأى بابا عايزين نفرح 
كانت الكلمات تخرج منه عكس ما بداخله... فسيحقق لهم الفرح الذي يريدوه... ليذيقها هي كل عڈابه 
.................................. 
وقفت للمرة
 

تم نسخ الرابط