من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


فستانا باللون الأبيض القاتم ويزينها حجابا بنفس اللون وعلى رأسها تاجا من الورود ووجهها مزين بالمكياج الذي تضعه لأول مرة كان جمالها هادئا غير مفتعلا كان الجميع يجلسون حولها يهنئوها ويرددون التكبير عليها بأعين تلمع حبا 
أما عند عمران ارتدى هو الأخر قميصا باللون الأبيض وبنطالا باللون الأسود ومصففا شعره لأعلى بعناية وضع البرفيوم الخاص به بغزارة وارتدي ساعته ذات اللون الأسود المحببة إلى قلبه وهبط الأدراج وجد الجميع ينطلقون بالزغاريد فرحة بوحيدهم عمران وانطلقوا جميعا وبجانبه صديقه محمد الذي لم يتركه من بداية موضوعه 

سمعت سكون وأهلها وصولهم بالتهليل والزغاريد المتعالية التي هزت أرجاء القرية 
دق قلبها كثيرا وشعرت بأن قدماها لم تستطيع حملها بالرغم من نحافة جسدها الا إنها من شدة التوتر خجلة 
صعدوا جميعهم وبدأوا بالتسليم والمباركات والجميع فرح لتلك الزيجة التي أدخلت الفرح والسرور على قلوبهم عدا تلك الوجد التي وقفت تتآكل سكون بعينيها وتود أن تلتهمها وتتخلص منها كانت تنظر إلى عمران بعيناي يكسوها الحزن وقلب مولع من حرمانها منه 
استقر الجميع في أماكنهم بعد التسليم والمباركة ثم بدأ المأذون خطوات الزواج في موقف يهز القلوب سعادة وفرحا من جماله 
أما عند سكون في الداخل كانت تجلس وسط اخواتها تشعر بالسعادة الطاغية على معالم وجهها فتحدثت مكة إليها بسخط 
_ كان لازمته ايه الميكب اللي داهنة بيه خلقتك ده يالا عاد عدي سيئات كتييير لحد الليلة داي متخلص ياسكون هانم .
ضړبتها مها بخفة على كتفها وهتفهت لها بامتعاض
_ الملافظ سعد يادبش إنتي الليلة كتب كتابها ومهتخرجش من الدار ومفيش حد هيشوفها يابقرة إنتي اكتمي عاد ومتبوظيش فرحتنا هي داي الف مبروك بتاعتك !
أشاحت برأسها بامتعاض مماثل ورددت بتعليل لرأيها 
_ وهو المأذون مش راجل ولا الرجالة اللي ماليين المكان برة دول عيرة وكلهم محرمين ياست مها انتم حرين هه اللهم بلغت وعميلت اللي علي .
_ مبروك ياحبيبتي ربي يتمم لك على خير ياست البنات يابدر منور ياعمري إنتي .
رفعت مها حاجبها باستنكار قائلة 
_ والله ماكان من الاول يختي بدل سم البدن بتاعك داه ياللي مبتفهميش إنتي .
اخرجت مكة لعابها لها كي تغيظها وهتفت بحاحب مرفوع
_ ملكيش صالح ياللي حاطة نقرك من نقري عاد هو أني عدوتك ياخيتي ولا حاجة 
مطت مها شفتيها بامتعاض واردفت
_ والله يمكن بغير منك علشان إنتي أحلي مني ولا ايه عاد ياشبر واقط ع إنتي .
نفضت سكون يداها پغضب من نقار كلتاهن الذي لم ينتهي وهدرت بهم 
_ وه هو داي وقته إياك منك ليها هتجننوني النهاردة كتب كتابي ياللي مبتفهموش ودماغكم متركبة شمال حرام عليكم اسكتوا بقي .
ربتت مها على ظهرها بحنان وهدأتها قائلة 
_ خلاص ياعروسة متكشريش بنفك التوتر والخجل اللي مالي وشك وخلناكي نسيتيه اهه .
_ الف مليون مبروك يابتي ربنا يجعله عريس الهنا والسعادة ياحبيبتي يالا ياغالية علشان تمضي المأذون واقف على امضتك .
هزت رأسها برفض قاطع وهي تهتف 
_ له ياماي مهخرجش قدام الخلق دول كلياتهم خليه يجيب دفتره وياجي اهنه واني همضي .
اتسعت مقلتي ماجدة وهتفت باستنكار
_ وه عايزة المأذون يدخل اوضة البنات يامخبولة إنتي يالا اخرجي قدامي بلاش دلع بنتة عاد .
خرجت معها أختها معها وهي تشجعها
وصلت إليهم وهي تلقي راسها أرضا من شدة خجلها وما إن رأتها زينب حتي قامت إليها واحتضنتها بحفاوة ورددت وهي تربت على ظهرها بسعادة
_ مبروك يامرت الغالي عقبال الليلة الكبيرة وتنوري داره ياغالية .
_ الله يبارك فيكي ياماما الحاجة منحرمش منيكي ولا من طيبة قلبك.
ثم خطت سكون ناحية الدفتر وعلامات الخجل على وجهها تغمره كألوان الطيف 
رآها عمران وكعادته ظل ينظر إليها بمحبة وبعيناى لاتتمنى رؤية غيرها وبيدان تريد ضمھا ولكن هدأ من حاله إلي أن يبارك لها بطريقته بعد قليل 
مضت عقد القران بأيد مرتعشة من شدة خجلها ثم انطلق الجميع مهللين ومباركين لهم 
بعد ساعة بالتحديد من عقد قرانهم انفض الجميع وهدأت الأجواء وانصرفوا جميعا عدا عمران خرجت إليه سكون بعد أن ابدلت ثيابها بأخرى مريحة وارتدت حجابا صفته بإهمال على رأسها قام واقفا مكانه يستقبلها ببسمته الآسرة لعقلها ومد يداه إليها وهو يبارك لها وحدهم أخيرا
_ مبروووك عليا إنت ياحبيبي.
ابتسمت برقة وأخفصت بصرها لأسفل خجلا وردت مباركته 
_ الله يبارك فيك ياعمران.
تقدم بخطواته أمامها ثم أمسكها من يدها لأول مرة شعرت بدفئ يداها بين يداه وتمردت أعصاب جسدها عليها وشعرت بأنها في عالم الخيال ولكن ماإن ضغط على يدها كي يجعلها تشعر أنه حقيقة وليست خيال حتى أغمضت عيناها بنشوة من تلك اللحظة فهذه أول لمسة وأول اقټحام بين جسد العمران والسكون شعرته فقط من لمسة يد 
ترك يداها ورفع رأسها أمام عيناه وهو يردد بعشق
_ مش لو كان ده يوم ډخلتنا كان احسن بردك اني عايز أخدك واهرب بيكي لمكان نكونو فيه وحدينا أنا وإنتي وبس ياحبيبي إنت.
ابتلعت انفاسها بصعوبة ولم تعرف بما تجيبه من شدة خجلها ثم انطلق لسانها بهمس
_ متتعجلش كلها شهرين وأكون ملك يمينك وساعتها مفيش حاجة هتبعدنا عن بعض .
بعيناى تفيض غراما طلب منها 
_ قربي مني منفسكيش تسكني حضڼ عمران اللي حلم كتتتير يسكن حضنك وينسي فيه كل هموم الدنيا.
اهتز جسدها خجلا وأدارت وجهها وهي تردد بخفوت 
_ له مش دلوك ياعمران مهقدرش اصبر لما نتجوز وابقي في دارك عاد .
لم يمهلها وقت أن تفكر أو تعترض فاحتضنها من ظهرها وهو يحاوط خصرها بتملك مرددا جانب أذنها بوله 
_ كيف إكده عايزة تحرميني من حضنك لااا ده إنتي بتحلمي ياداكتورة.
حاولت افكاك يداه من على خصرها وهي تردد بصعوبة فقد أهلكت من قربه ورائحته 
_ بعد يدك ياعمران ميصحش إكده أمي ولا اخواتي حد يشوفنا .
أدار جسدها أمامه واحتضن وجهها بين كفاي يداه ثم ردد بتصميم
_ وماله مايدخلوا عاد انتي مرتي على سنة الله ورسوله محدش يقدر يتكلم نص كلمة .
تلبكت بين يداه فعمران يحتضن وجهها ليس فقط عيناها

_ شايف في نظرة عينيكي شوق كبييير ونفسك تترمي في حضڼ عمران بس مستحية قربي ياحبيبي وأنا أنسيكي الدنيا باللي فيها .
كانت تنظر الي ملامحه تتشبعها داخلها حتي تحلم بتلك اللحظة حين يبتعد كانت تغمض عيناها وتستنشق رائحته داخل صدرها وتعبئها قدر المستطاع حتي تتنفسها حين يغادر 
وهتفت بهمس مماثل له 
_ خاېفة اجرب حضنك أترمي فيه ومطلعش منيه وابقي بعديها كيف السمك لما يطلع من الماية.
رمش لها بعينين هائمتين قائلا بتشجيع 
_ طيب متتكسفيش هو حضڼ عمران ماكان ولا عمره هيكون غير ليكي واني محتاجه أكتر منك 
_ جميييييل حضنك جميييل ودافي حاسس إنك كيف العيلة اللصغيرة اللي بين ضلوعي ياسكون أرجوكي متطلعيش من حضڼي وقت ماتكوني في بيتي ومتسبينيش مهما حوصل.
أحست بضياعه فشددت من احتضانه وهمست بجانب أذناه
_ كيف أسيبك أو أهملك ياكل كلي ده إنتي حلم العمر ومني الأيام وأماني الليالي اللي عشت أعدها وأجهزها لقربك ياحبيبي.
بصوت هائم راج لقربها 
_الله حبيبي طالعة منيكي وحاسسها كأنها ضافت ليا وصف جديد كيف المسجون وأول ما يطلع من السچن اول حاجة يعملها يبص للسما بشمسها ونورها وياخد نفس طوييييل انه رجع للنور من تاني إنتي السما بشمسها ونجومها وقمرها وعتمته ياحبيبي.
ابتلعت انفاسها وتحدثت
_ كان عندي حق إني أحبك واتمناك وكمان أستناك كتييير علشان قلبي دليلي وقال لي هو ده يابلاش .
كانا لقائهم الاثنان في هدوء ساحر بلمسات ساحرة وهمسات متيمة وأرواح عاشقة ثم هتف بمحبة
_ يابختي بقلبك ياسكون طمني قلبك انه أختار عمران وهو بيوعده انه هيبقي أمين عليه حتي في عز غضبه وعصبيته عمره ماهيجرحه وهيحتويه وهو كمان يوعدني إنه يخلي باله مني وميقساش علي ولا يبعد عني ودايما ينبض ليا وحدي ومهما شفتي مني أفعال غريبة التمسي لي الأعذار وخليكي متوكدة إن عمران عاشق لتراب سكون مهما حوصل.
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_العاشر
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
حبيباتي عايزة اقول لكم إن البارت ده بالذات كتبته بإحساس ومشاعر وتعمق كبيييير أوووي وأنا براجع البارت وبصححه استغربتني كنت بكتبه إزاي بالدقة دي فياريت متبخلوش على فاطيما اللي بتسعدكم وملتزمة معاكم في النزول بالتفاعل هسيبكم مع البارت قراءة ممتعة ياحبابيي 
درست في الدنيا على يد الظروف أربع مواد 
الحب الأصحاب الأقارب والزمن عندما يدور 
الحب 
يعطي للغريب بلاد ليست بلاده والعاشق الذي يطغى قلبه على عقله يصبح رماد 
الصاحب 
الذي بينك وبينه ملح وزاد أخلص له لكن كن حذر حتى لاتباع يوما بالمزاد 
القريب 
أعطه حقوقه واحفظ خط الابتعاد فكن بعيدا تصبح في عينه نجما أصيلا كالجواد 
أما الزمن عندما يدور 
إن كان ضدك وعلت عليك أرخص العباد لا تحزن وترتدي السواد 
عش يومك واجعل الأمس ماټ 
_ مالك ياعمران ! ايه اللي عميلته ده 
فرك عيناه بحدة ثم نظر إليها بعينين قاتمتين ومن يراهم يبدو عليهما أنها تخرج ني ران منهم 
_ مالي في ايه اني تمام اهه إنتي إللي مالك بتتكلمي معاي بطريقة صعبة إكده ليه 
فتحت فاهها بدهشة من طريقته المتغيرة من رمشة عين وانتباهتها
_ إنت مش عارف عميلت ايه !
وأكملت عتابها 
_ إنت زقتني من حضنك بطريقة مهينة ومن غير سبب لااا وكمان بتسألني وكانك متعرفش حاجة ممكن أعرف إيه
سر التغير المفاجئ ده وعيونك بتطق شرار إكده ليه 
فرك جبهته بتعب بان على معالم وجهه ثم حمل هاتفه واستأذن منها معللا
_ معلش أني تعبان شوي هستأذنك هروح وهبقي أكلمك .
وقفت مصډومة من رد فعله التي تغيرت في لحظة واحدة وعلامات وجهه وطريقته ونبرته التي تبدلت كليا واقتربت منه ورددت بقلق 
_ تعبان كيف يعني ! إنت كنت واقف ميه ميه دلوك ايه اللي حوصل فجأة إكده !
ثم أدارت جسدها وأعطته ظهرها وهتفت ودمع العين يلتمع داخل عيناها
_ هو اني طلعت فيا حاجة مش عاجباك أو عميلت حاجة زعلتك مني عاد قولي إحنا لية في البداية ياعمران .
كان واقفا متصنما يسمع عتابها وقلبه يتقطع داخله أحس بأن قدماه تسمرت مكانها ولم يقدر على الحراك وان لسانه ابت لع ولم يعد قادرا على النطق لحظات من العجز يشعر بها وهو واقف مكانه ومتعحب من حاله قوي حاله واقترب خطوة واحدة ولامس أكتافها من الخلف وهو يردد باختصار
_ لااا لااا مش إكده 
واسترسل كلماته وهو يحمل هاتفه من على المنضدة منتويا المغادرة 
_ عن اذنك همشي دلوك وهبقى اكلمك.
انصعق داخلها من تحوله من النقيض الي النقيض وخروجه بتلك بالطريقة المهينة لها شعرت بأنها في عالم أخر لم يستطيع حدسها أن يصدقه لقد تركها عمران في أول نصف ساعة من كتب كتابهم تركها باكية متعجبة مندهشة تركها ټضرب بعقلها آلاف الأسباب كي تعذره بها ولم تجد
 

تم نسخ الرابط