رواية اخطائي بقلم شهد محمد
المحتويات
التي طالما تمنتها لهم فقد لاحظت تغير نادين بنفسها من انسجامهم و معاملتها لها في الآونة الأخيرة لذلك تشجعت قائلة وهي تتجه لأحد المقاعد القريبة وتجلس عليها
طيب مش ناوين تفرحوا قلبي بقى يا ولاد
تركزت نظراتهم عليها ولم يجرأ احد أن يبادر بالرد ولكن ثريا حاصرتهم بحديثها قائلة
قصدي يعني الحمد لله الأمور اتصلحت بينكم ومفيش داعي للأنتظار اكتر من كده انا نفسي اشوف ولادكم ما أموت
الشړ عليك يا أمي بلاش سيرة المۏت الله يخليك أنت عارفة مبهاش
ده قدر ومكتوب يا ابني ومحدش هيخلد فيها أنا بس نفسي تفرحوا قلبي واطمن عليكم واشوف ولادكم ومش عايزة حاجة تانية من الدنيا
بينما هي من موضعهم وقالت وهي تضع على رأس ثريا
الشړ عليك يا ماما ثريا ربنا يخليك لينا
حانت من ثريا بسمة حانية شملتهم الاثنين بها ثم قالت بتحفيز
كلامي وتفرحوا قلبي
توردت هي واعتلت البسمة ها وأخذت تفرك بأناملها بينما هو كان ينظر لها نظرات مفعمة بلهفة قلبه التي جعلت ثريا تباغتهم قائلة
البيت ده من ساعة ما ماټ عادل ومدخلتهوش الفرحة وأنا عايزة فرح كبير يتحاكى بيه البلد كلها
تنهد تنهة مثقلة بضجيج قلبه ثم قال ببسمة هادئة
أنا معنديش مانع بس المهم رأي العروسة
السكوت علامة الرضا مش كده يا نادين
زاغت نظراتها بينهم وقطمت شفاهها وأومأت برأسها بنعم لتتهلل اساريره وينهض قائلا بلهفة لامثيل لها
بجد موافقة
تحمحمت هي بخجل وأكدت
اه موافقة بس..
كادت تستأنف ولكنه قاطعها بتفهم
عارف هيبقى
امتحاناتك و ع ميلادك يعني كمان شهرين
وافقته ببسمة واسعة ولكنها وهلة اندثرت تدريجيا حين تذكرت واحدة من مخاوفها وطفرت بها
دلك مؤخرة عنقه وكأنه تذكر أمره الآن ولكنه أصر قائلا م اكتراث وبكل ثقة
محدش ليه حاجة عندنا أحنا هنعمل اللي عايزينه وهو يخبط دماغه في الحيط إنت مراتي بفرح او من غير فرح وكل الدنيا عارفة كده
إصراره وتلك الثقة التي يتحدث بها طمئنتها فطالما كان هو جدير بثقتها لذلك هزت رأسها بموافقة جعلت أساريره تفرج بة وجعلت ثريا تطلق زغروتة تنم عن مدى سعادتها ومباركتها لهم بينما هي كانت تنظر لفرحته ببسمة باهتة لم تصل لاها بسبب ذلك الخۏف الذي يسكن قلبها من شيء لطالما ندمت عليه وتهربت منه فهي تعلم إنه إن علم به لن يغفر لها بتاتا وعند تلك الفكرة شعرت بوخزة قوية بقلبها فحقا أخر شيء تره هو خسارته لذلك حاولت طمئنت ذاتها أنها ستحل الأمر ومن المؤكد أن طارق سيتفهم رغبتها فلابد أن تغلق كافة صفحات الماضي وتبدأ من جد ولكن هل ياترى ستسير الأمور كما تأمل هي أم سيكون للقدر رأي أخر.
قانون الأحوال الشخصية بيأكد أن ميشترطش أن يكون الضرر متكرر بيكفى أنه يقع الضرر من الزوج ولو مرة واحدة.
وين للأسف موقفك ضعيف جدا لأن مرفق بالتقرير الطبي محضر إثبات حالة بالواقعة
زمجر غاضبا وقال وهو يشوح به ساخطا
وأنت لازمتك ايه إن
تنهد المحامي الخاص به بضجر من فظاظة اسلوبه وقال موضحا
الموضوع مش عند يا استاذ حسن القانون في صفها دي جنحة والمفروض هيتنظر فيها كمان ١٥ يوم فعايزك تهدى علشان نحاول نلاقي حل وياريت تتحكم في اعصابك
مرر ه بين خصلاته وهو يشعر أن الحصار يضيق عليه ثم قال ما هدأ من حدة نبرته وتساءل متوجسا
ايه اللي مفروض يحصل
أجابه المحامي بعملية تامة
في جنح مشابهة بتكون العقۏبة الس مدة لا تز عن سنة أو دفع غرامة مالية بس احنا ممكن نطعن في الحكم يها أما بقى بالنسبة لقضية الطلاق فإذا تضررت الزوجة من عشرة زا بأن آذاها بالضړب أو بالسب او بالهجر او وإكراهها و إجبارها على فعل محرم شرعا فإنها بتستحق التطليق للضرر وعلشان ده يحصل لازم تتوافر عدة شروط
تأهب بنظراته وأشار له به أن يستأنف حديثه ل يضيف الأخر
يشترط في إيقاع الطلاق للضررتقرير
طبي بنفس تاريخ وقوع التعدي و أن يمر عليها 12 ساعة .
ولازم يكون التقرير الطبي مطابق لما ورد في المحضر اللي تم تحريره من حيث نوعية أثار الضړب وللأسف كل ده مستوفي ومفيش ثغرة ممكن نشكك فيها وحتى لو كنا قدرنا نعمل ده متنساش أن كان في شهود على الواقعة. ليتوجس المحامي من رد فعله وهو يستأنف الوضع للأسف مش لصالحنا وطبعا عدة جلسات القضية هتاخد مجراها المحكمة بتحكم ليها بكافة حقوقها الشرعية والمادية.
كان يكاد يجن وهو يستمع له وعند تلك النقطة التي ذكرها ثارت ثائرته وضړب على سطح المكتب قائلا
حقوق أيه! دي هي اللي طالبة الطلاق.
ده مش خلع يا استاذ حسن الفرق بينهم كبير...
حانت منه بسمة هازئة مستخفة ليست بمحلها تماما وهدر م اتزان وهو يمرر ه بخصلاته يشعر بفوران رأسه
على أي وضع مش هيحصل انا مش هطلق لو وقفت على شعر راسها
زفر المحامي وأخبره بتروي ناصحا
استاذ حسن انا شايف أنك تحاول تحل الموضوع بشكل ودي وتحاول تقنعها تتنازل ما الموضوع يتصعد اكتر من كده
زفر حسن حانقا ثم أومأ له بتفهم وغادر مكتبه بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب وهو ينوي أنه حث عنها ويجدها مهما كلفه الأمر موعد المحاكمة غافل كونها قررت أن لا تختبأ منه اليوم وبكامل إرادتها ستواجهه وتتصدى له.
مر يومين لا غير حديثها مع سعاد بشأن عودتها وها هي قد عادت لذلك المنزل الذي
لطالما تشعر به بالراحة فقد كانت تحضر أطفالها للذهاب لمدرستهم أيام من الانقطاع... فقد قررت أنها ستعتمد على ذاتها وتقوي عزيمتها دون خوف أو رهبة فلم يعد شيء يرهبها كسابق عهدها
حانت منها بسمة هادئة مليئة بالفخر وهي ترى ابنائها يتناولون الفطور بكل طواعية دون أي ضجر او شغب على غير عادتهم مما جعلها تقول وهي تجاور شريف
ساكتين ليه يا ولاد مالكم انتو كويسين
أومأو لها وبادر شريفبإندفاع كعادته
أحنا كويسين علشان أنت بقيت كويسة يا مامي وبطلتي تعطيتي
وقررنا أننا عمرنا ما هنزعلك ولا
هنتخانق تاني علشان متزعليش
لتؤه شقيقته
ايوة أحنا كنا زعلنين عليك وكنت انا وشريف بنقعد نعيط ما نام
غامت اها التي يسكنها الحزن وقد تهم فتلك الفترة التي تعافت بها أدركت أنها كانت تؤثر بالسلب عليهم دون قصد منها لذلك قالت بحنو وبصوت متحشرج على حافة البكاء وهي
حقكم عليا...الفترة اللي فاتت كانت صعبة عليا اوي وين أنا عمري ما أزعل منكم أنتو كل حياتي ياولاد ومليش غيركم
شيري وقالت ببراءة متناهية
واحنا بنك يا مامي ومش عايزينك تزعلي تاني ولما يرجع بابي من السفر هنخاصمه علشان هو اللي علطول بيزعلك
نفت رهف برأسها وقالت بدافع أمومي بحت كي لاتشوش تفكير ابنائها
لأ يا شيري بابي مش هو السبب أنا كنت تعبانة شوية وعلشان كده كنت بعيط لكن بابي بيكم وهيجبلكم حاجات حلوة كتير لما يرجع من السفر
صفقوا بحماس طفولي واتسعت بسماتهم لتستأنف هي
يلا بقى علشان منتأخرش كملوا فطار
إنصاعوا لها وباشروا تناول طعامهم بحماس بينما هي اندثرت بسمتها تدريجيا وانفلتت دمعة من اها أخفتها سريعا وأخذت تنعي بسرها حظها وحظ ابنائها
فنعم كذبت ولكن ليس من أجله هو هي على يقين تام أنه لا يستحق أي شيء ولكنها فعلت ذلك من أجل ابنائها فلن تزرع ضغينة بقلوبهم لأبيهم وتشوش تفكيرهم بذلك السن الصغير بل كانت تفضل أن تمهد لهم أمر رغبتها في الأنفصال عنه تدريجيا كي لا يؤثر بالسلب على نفسيتهم .
كانت تصهم وهي ت على كفوفهم الصغيرة براحة عارمة كأنها العالم بما فيه بين يها خطوة خطوتان بعة عن مدخل البناية وتيبست قدميها عندما وجدته أمامها
لوهلة شعرت بإنقباض قلبها ولكن كفوف صغارها بها جعلها تصمد و تطالعه بنظرات باردة جوفاء خالية من كل شيء.
اختصر اافة بينهم بخطوتان حين لاحظوا ابنائه تواجده
وهرولو إليه هاتفين بفرحة
بابي وحشتنا
جثى حسن على ركبتيه وشملهم بين يه
وحشتوني اوي يا ولاد عاملين أيه كنت هتجنن عليكم
رد عليه شريف ببسمة واسعة
أحنا كويسين أنت رجعت من السفر امتى
لتشاركه شيري ايضا
وياترى جبتلنا ألعاب حلوة زي ما ماما قالتلنا
اخرجهم من بين يه و
جعد حاجبيه مستغربا ولكنها أرسلت له نظرة ثابتة تحثه بها على مسايرتهم فما كان منه غير أن يقول
لسة راجع ...واه جبتلكم العاب بس في البيت نسيت اجيبها معايا لما نرجع مع بعض هتشفوها
قال أخر جملة وهو ينظر لها نظرة مترقبة جعلت جانب فمها يعتلي ساخرا ثم قالت دون أن تعيره أي اهمية أو ت له حديث
يلا يا ولاد عربية المدرسة وصلت.
أومأو لها بطاعة لتصهم هي إلى عربة المدرسة وما أن اطمأنت عليهم عادت ادراجها تحت نظراته فكاد يجن حين وجدها لم تعطيه أي اهمية وتتخطاه وفي طها لساحة البناية ليهرول قابض على يها قائلا بنبرة رغم حدتها إلا انها كانت تحمل العتاب بين طياتها
كنت فين انت والولاد أنا دورت عليك هو
للدرجة دي وصلت بيك يا رهف
نفضت ه بشراسة هجومية لم تكن ابدا من طباعها وقالت وهي تدفعه بصدره كي ته عنها بكل ما اوتيت من قوة
أنت فاهم
ثارت أنفاسه واحتدت نظراته وتراجع خطوتين بع عنها يستغرب تلك الشراسة التي اصبحت عليها و رفع ه تسلام قائلا بنبرة تحمل سخط عظيم
مش بس احنا لازم نتكلم تعالي نطلع فوق ومنفرجش الناس علينا
تقلصت معالم ها وردت برفض قاطع
مستحيل يجمعني بيك مكان واحد من تاني ...
زفر انفاسه دفعة واحدة واحتدت نظراته حين برر بكل تبجح
أنا عارف أنك زعلانة على البيبي بس أنا مكنش قصدي تخسريه...
وين انت اللي استفزتيني و خلتيني معرفش اسيطر على اعصابي
حانت منها بسمة تحمل بين طياتها سخرية مريرة فهو كعاهدته ي أن يتقمص دور الضحېة ويضع اللوم عليها لذلك قررت ترد عليه رد يليق عليه ويناسبه أكثر حين وقفت في مواجهته قائلة بثقة وبقوة اكتسبتها نكبتها
وفر اعذارك يا باش مهندس أصلها احتمال تنفعك قدام النيابة
تفاجئ من حديثها كثيرا فكانت واثقة بشكل أثار ريبته ولكن كعادته هدر متعجرفا
انت أزاي طلعت خبيثة و قليلة الأصل كده وعايزة تسجنيني وتطلقي مني علشان غلطة مش مقصودة
هل هذا امى الصحيح لكم الخذلان الذي اغدقها به هل من المفترض أن تتعاطف مع حديثه وتصدق على نواياه ألهذا الحد يظنها
متابعة القراءة