رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة يارا عبدالعزيز

موقع أيام نيوز


ازاي شالها و دخل بيها البيت و حست بالحرج و الغيظ
وغد حقېر  
ابراهيم رفع رأسه يبص لفوق بلامبالة و هو بېدخن شافها واقفه في البلكونة و بتبص له لكنها دخلت و قفلت الباب وراها  
سمعت صوت الباب بيتقفل و كأن والدها خرج و مريم بتودعه قبل ما يمشي  
اخدت نفس عميق قبل ما تفتح باب الاوضة و تخرج تتمشى في البيت لحد ما وقفت عند باب المطبخ بصت لمريم اللي كانت بتطبخ بهدوء و اهتمام 

صدفة افتكرت معاناتها في المطبخ و أنها لما كانت بتجوع كانت بتقلب المطبخ علشان تعمل اي حاجه تأكلها و في الاخر بيطلع طعمها سئ زمت شفايفها بسخرية من نفسها و أنها فاشلة في أقل حاجة لكن صوت مريم خرجها من سرحانها
واقفه كدا ليه تعالي  
صدفه بابتسامة من الأفضل اني افضل واقفه بعيد لاني لو عملت اي حاجة هبوظ الدنيا 
مريم بابتسامة ليه انتي مش بتعرفي تطبخي  
صدفة بحرج لا يعني مبعرفش اعمل اي حاجة ممكن مكرونه بالجبنة دي الحاجة الوحيدة اللي بحب اعملها اصل كنت بقعد كتير لوحدي و لما بجوع كانت ساهلة اني اعمل  
مريم سكتت شوية و بعدها اتكلمت 
طب و هي ماما مش علمتك الطبخ  
صدفة ملامحها كانت حزينة لكن ابتسمت 
سهير هانم! مظنش ان هي نفسها بتعرف تطبخ جايز زمان اوي كانت بتطبخ لما اتجوزت بابا بس بعد كدا هي عمرها ما فضيت اصلا طول الوقت اجتماعات و مقابلات و شغل افتكر لما كنت بتعب خالي شوقي هو اللي كان بيفضل جانبي مريم ممكن منتكلمش عنها لو سمحتي  
الاتنين سكتوا و مكنوش عارفين يقولوا اي لحد ما مريم اتكلمت 
بس تصدقي أن إبراهيم معرفش يفرق بيني و بينك بصراحة عنده حق انا و انتي كأننا واحد بس انتي شعرك طويل عن شعري و شكله اجمل  
صدفة بس انتي برضو شكلك حلو و شعرك قصير انتي اللي قصاه  
مريم بحسرة لا هو كان يتساقط و اتقصف وقت ما كنت في ثانوي و بعد ما خلصت اكتئبت شوية فكان بيقع بشكل كبير ف بابا اخدني اقص التالف منه و لما روحت الكوافير اللي كانت هناك قصيته ليا و عملت له بروتين و من ساعتها و هو بيقع بس من سنة تقريبا بطل يتساقط لاني بدأت اتابع دكتورة دا مكنش كدا كان بيقع بشكل كبير انتي عارفه في مرة انا و بابا كنا جعانين بليل متأخر دخلنا نعمل أكل سوا 
مجرد اني وقفت جانبه و اتحركت شوية شعرايه وقعت على ايده قالي مبخدش منك غير شعرك اللي بيقع في كل حته في الشقة  
صدفة ابتسمت رغم حزنها انها معندهاش ذكريات زي مريم 
أنا عمري ما عملت بروتين لشعري اصل بداية التساقط من عند البروتين و الحرارة و بصراحة انا بحب شعري اوي علشان كدا عمري ما فكرت اني اقصه  
مريم باين عليه بس مينفعش تفضلي فادره كدا العين وحشة برضو مش انا شعري قصير اهوه بس بخاف عليه و بلمه دايما بصراحة مش بحب عيون الناس و بخاف من الحسد  
صدفة على فكرة ريحة الاكل حلوة اوي  
مريم و لسه لما تذوقي استنى هغرفلك في طبق  
صدفة بصت للأكل هو اي دا 
مريم باستغراب بامية باللحمة لا متقوليش انك متعرفيش أصناف الاكل  
صدفة هزت رأسها ب لا 
انا عمري ما اكلت الحاجات دي يعني طول الوقت باكل اكل مطاعم وجبات سريعه 
مريم وجبات سريعه! لا دا الظاهر انك محتاجة وقت طويل اومال انتي بتتكلمي مصري كويس كدا ازاي يعني  
صدفة بفخر خالو شوقي هو اللي علمني العربي و يعني علمني من تحت اوي انا بعرف اشتم بالعربي كمان  
مريم يا صلاة النبي و مالك فرحانة كدا ليه 
صدفة و هي بتدوق الاكل 
عيب عليكي دا انتي هتنبهري مني بس الصبر بس قوليلي صحيح مين الناس اللي انتم عزمينهم دول  
مريم بابتسامة دي خالتي شمس و إبراهيم إبنها  
صدفة خالتك! 
مريم مش خالتي يعني بس هي جارتنا و ست طيبة اوي و ابراهيم دا اللي كنتي بتتخانقي معه هو صحيح انتم اټخانقتوا ليه
صدفة بضيق و لا حاجة أصله واحد قليل الادب و الذوق و عديم الأخلاق  
مريم يااه كل دا عرفتيه من مقابلة  
صدفة ما انتي مشوفتيش حاجة و بعدين حتى الأطفال هنا وقحين دا واحد منهم قرصني و بيقولي اركب الهواء  
مريم بضحك و ركبتيه 
صدفة بغيظ اوف  
مريم طب اهدي بس دا معناه انهم حبوكي يا بنتي و دا ترحيب مش أكتر  
صدفة ما هو باين الترحيب من اولها 
مريم لا بجد متزعليش الناس هنا طيبة بجد و ابراهيم دا جدع محترم و مالوش في الحوارات دوغري يعني  
صدفة مظنش و على العموم انتم احرار مع جيرانكم  
مريم بس بذمتك مش يدخل القلب  
صدفة بضيق معرفش بقا دا واحد قليل الذوق بقولك انا عايزاه اخرج اتمشى و لا اتفرج على اسكندرية انا من ساعة ما جيت و انا قاعدة في الاوتيل ما تيجي معايا  
مريم دلوقتي مينفعش فيه حاجات كتير ورايا خلينا ننزل بكرا و كمان بكرا ممكن منعرفش لان عمتوا جايز لما يعرفوا انك رجعتي يجوا يزرونا علشان يتعرفوا عليكي  
صدفة امم يعني مفيش خروج! طب انا هدخل ارتب شنطتي 
مريم ماشي و انا هخلص و اجي وراكي  
مريم كانت واقفه بتسرح شعرها أدام المراية بعد ما جهزت العشاء للضيوف و جهزت السفرة 
صدفة كانت قاعدة في البلكونة بتتكلم مع خالها
شوقي اللي بيحاول يقنعها ترجع
صدفة بجدية يعني هي بتلوي دراعي يا خالو و فاكرة أنها علشان وقفت الكريديت كارت بتاعي هرجع يعني 
شوقي بحب صدفة يا حبيبتي دي والدتك و انتي عارفة هي بتحبك اد ايه و عايزاك تبقى جانبها افرضي تعبت و لا جرالها حاجة 
صدفة مبتتعبش يا خالو هي بس بتتعب اللي حواليها دي مش قسۏة و الله بس انا من حقي احس و لو لمرة اني عندي عايله هو مش من حقي 
شوقي من حقك يا حبيبتي من حقك كل حاجة حلوة في الدنيا بس انتي عارفها مش هتسكت الا لما ترجعي انا عارف انك عايزاه تفضلي من والدك و اختك بس على الاقل ردي علي مكالمتها لأنها هيجرالها حاجة من العصبية بسبب قفلك الموبيل 
صدفة حاضر يا خالو حاضر من عيوني اي حاجة تانية 
شوقي بحبك و انتي مطيعة كدا بقولك يا صدفة انتي شفتي مريم
صدفة بصوت واطي ايوة يا خالو و اتكلمت معها لكن مفتحتش كلام عن ماما 
شوقي هي جانبك
صدفة اه بس مشغولة
شوقي بحب طب ممكن تفتحي الكاميرا و تصوريها من غير ما تاخد بالها 
صدفة ياريتك ماما لو كانت زيك يا خالو
شوقي بلاش تتكلمي بلطف لو سمحتي علشان بتاخدي قلبي
صدفة بابتسامه و انا كمان واخد قلبي يا خالو مش ناوي تهرب من ماما و تنزل مصر المكان هنا عسل اوي و شكل البحر جميل و فيه بنات حلوة هنا تقدر تعاكسهم 
شوقي ضحك ڠصب عنه 
لا دا انا كدا احجز و انزل على ضمانتك يا ست صدفة 
صدفة بثقة عيب عليك بس انت عارف بجد انا هبقي مبسوطة اوي لو انت نزلت اسكندرية و نزلنا سوا نتمشى و نتفرج على المكان لاني لسه مخرجتش 
شوقي لسه مخرجتيش ليه دا انتي بقالك اسبوع في مصر 
صدفة مكنش ليا نفس اخرج كنت قاعدة في الاوتيل و بعدين هخرج مع مين! كنت هخرج لوحدي لا بلاش احسن 
شوقي پخوف صدفة أنتي كويسة
صدفة اه كويسة متقلقش عليا انا بس كنت محبطة و خاېفة معرفش طريقهم علشان كدا مخرجتش 
شوقي اسمع انا هبعتلك فلوس علشان لو عوزتي تشتري حاجة و والدتك مش هتعرف 
صدفة لا يا خالو انا مش عايزاه حاجة و بعدين انا عاملة خطة اني هدور على شغل انت عارف اني شاطرة في الحسابات و إدارة الأعمال 
شوقي انت هتقولي لي ما هو على يدي صدفة خالي بالك على حالك و اوعي تثقي في اي حد و كل شويه كلميني طمنيني عليكي و متنسيش تاخدي ادويتك و تكلمي والدتك تطمنيها عليكي 
صدفة حاضر علشان خاطرك انت بس 
شوقي و خالي بالك من شباب مصر فاهمة و اوعي تحبي 
صدفة أحب! أنا 
شوقي و ايه اللي يمنع بقا متعمليش زي خالك البنت اللي حبها خاف يقولها انه بيحبها و ساب اسكندرية و سافر يشتغل و من بعدها معرفش يحب تاني 
صدفة خالو انا عايزاه احضنك عايزاه اتحضن 
شوقي ابتسم بأريحية و اتكلم بهدوء خالي بالك على نفسك يا صدفة و اهتمي بنفسك و باكلك و ان شاء الله اول ما أنزل مصر هاخدك في حضڼي لحد ما تقوليلي انك هتتخنقي 
صدفة انا عمري ما اتخنق منك يا خالو 
شوقي دمع ڠصب عنه لأنها بمنتهى اللطف بتخليه يحس بالسعادة يمكن لان هو اللي رباها و يمكن لانه مخلفش و مراته توفت و يمكن لأنها كانت أكتر حد فاهماه
شوقي طب انا لازم اقفل دلوقتي علشان عندي شغل اد كدا فوق دماغي و امك مش بترحم 
صدفة ربنا يعينك و متقلقش هبقي اصور مريم و هبقي اتصل اطمن على ماما سلام بقا  
شوقي سلام  
صدفة قفلت الموبيل و بصت من البلكونة شافت ابراهيم داخل البيت و معه شنط كتير 
بصت وراها لقت مريم قاعدة ماسكة الموبيل 
صدفة مريم هو انتي خريجة ايه 
مريم آداب فرنساوي  
صدفة طب و اشتغلت قبل كدا  
مريم توتو بابا كان رافض فكرة الشغل لانه بيقلق عليا و مكدبش عليكي انا كمان ريحت دماغي من حوار الشغل دا يعني أنا مسيري اتجوز و اقعد في البيت  
صدفة طب و بتصرفوا منين اقصد يعني انا عرفت ان بابا ساب شغله في شركة الكهرباء  
مريم ايوة و فتح محل عطارة كبير بس في الفترة الأخيرة مبقاش يقدر ينزل المحل كتير و اللي بيقف مكان شاب اسمه عيسى بابا مستامنه على المحل  
صدفة بجدية طب و الشغل دا بيكسب  
مريم بصي هو زمان كان اه بس الفترة الأخيرة الايراد بتاع المحل مش اد كدا بس يعني لان المحل قديم و كدا  
صدفة بس اللي اعرف ان المطبخ المصري بيستخدموا البهارات يعني الطلب على العطارة مش بسيط انتم واثقين في اللي اسمه عيسى دا  
مريم بصي هو بابا بيثق فيه لانه
 

تم نسخ الرابط