رواية شيقة للكاتبة نرمين محمود

موقع أيام نيوز

ودون مقاطعتها هي شخصيا 
جاء موعد رقصة العروسين ومن يريد من الاصدقاء 
سار ناصر باتجاه ابنته
الصغيرة ومد يده إليها قائلا 
اميرتي تسمحلي بالرقصة ديه 
نظرت زمزم إليه ونقلت بصرها الي يده الممدوده وببطء شديد رفعت يدها تضعها بكف والدها الضخم قائلة 
أيوة اسمح طبعا 
جذبها ناصر من يدها الي ساحة الرقص وظل يتمايل معها وهي تنظر له وتبتسم 
بعد انتهاء الموسيقى تعلقت زمزم فجأة بأحضان والدها وهي تضمه إليها بكل قوتها وتبكي 
تفاجأ ناصر من فعلتها كثيرا لكنه سعد كثيرا منها فبادلها العناق بقوة أكبر وهو يبكي 
كانت العائلة جميعا تتابع ما يحدث أمامهم بملامح متأثرة ودموع بما فيهم العروس التي سعدت كثيرا بإذابة الجليد بين عمها وابنته 
هو فيه ايه يا سيلا 
قالها عمرو خطيبها بتساؤل 
أمسكت سيلين بيده قائلة بفرح ودموع عالقة بعينيها 
ده عمو ناصر وديه بنته اللي كانت تعبانة اتصالحوا اهم 
هناك أمام البار الموجود به العصائر وقفت زهرة أمام النادل 
عاوزة عصير خوخ 
اومأ النادل برأسه وذهب حتي يجلب لها طلبها عندما سمعت صوته خلفها يهتف 
انا مش قولت خوخ لا عشان الحساسية 
وانت مالك انت روح للست ندي قولها ده غلط وده ممنوع انا ف بيت ابويا يا بابا وقريب هطلقني 
امسك ذراعها بقوة قائلا بصوت غاضب 
مفيش زفت علي راسك اتهدي بقي فيه عيل جاي ف الطريق هتفضلي بالتصرفات بتاعت العيال ديه لحد أمتي 
ردت ببرود 
لحد م تطلقني 
صړخ بها پغضب 
قولت مفيش زفت ويلا عشان هتروحي معايا انا واخد الاذن من ابوكي 
فتحت فمها تنوي الحديث فهتف هو يحذرها 
كلمة كمان وهرقعلك سداغك اتعدلي ويلا قدامي 
الفصل الثامن والعشرين 
الټفت حول نفسها تنظر إلي المكان بانبهار شديد شالية صغير بمكان لا تعلم ما هو فقد عابد أن يعصب عينيها حتي يصل إلي المكان ويريها مفاجأته 
عجبك المكان 
رفعت تمارا كفها ووضعت علي وجنته تتحسسها بنعومة 
المكان جميل جميل جميل وانا بحبك 
أدارها عابد إليه
وهو يتفحص كل انش بوجهها 
انت ازاي بقيتي كده ازاي بين يوم وليلة بقيتي بتحبيني كده اوعي تكوني حاسة بالذنب ناحيتي عشان كده مطلقتيش زي م ابوكي سألك 
تفتكر يعني اني هعيش معاك وانا مش مرتاحة بعد م الفرصة جتلي علي طبق من دهب هرفصها كده واقعد معاك عشان بس حاسة بالذنب 
عابد بحيرة 
بس بردوا انا مش فاهم ازاي اتغيرتي معايا كده 
تخللت أصابعها خصلاته برقة وصوتها يقول 
اول م اتجوزتك كان الغلط من بابا لأنه غصبني عليك وانت يوم فرحنا طمنتني وصبرت عليا ساعتها اعجبت بيك جدااا فوق م تتخيل حتي اني بيني وبين نفسي قولت اني هديك فرصة
بس انت بعد اسبوع جيت وأصريت تاخد حقك طلبت مني استحمل قولتلي مش ھتموتي يعني ساعتها خفت منك جدا شفت فيك بابا وقراراته اللي مقدرتش اعارضها حتي لو كانت متعلقة بحياتي انا بس وانا اللي من حقي أقرر 
وساعتها بردوا مقدرتش اعترض ف سكت وكتمت نفسي عشان معيطش 
مش عارفة بس من ساعة م شوفتك اول مرة وانا عندي احساس انك هتضربني 
ضحك عابد بقوة على كلامها بشأن ضربه إياها ومد يده يقرص وجنتها بخفة 
اضرب ايه بس مقدرش امد ايدي عليكي ده انت تروحي خالص لو ضربتك قلم بس 
تمارا پغضب مصطنع 
وانت مفكر اني هسكتلك يا استاذ لو مديت ايدك عليا هضربك بردوا زي م ضړبتني

طبعا 
عابد بعبث 
كفاية كلام كده بقي اتفضلي روحي الاوضة الصغيرة ديه والبسي اللي هتلاقيه جوة ومن غير كلام ومعاكي ١ رقائق بس 
اومأت برأسها 
بالداخل كانت تمارا تقف أمام اللباس الموضوع أمامها وتنظر له بخجل كيف سترتديه طوال فترة زواجها لم تكن تحب تلك اللحظات التي ينفرد فيها بها لذلك لم تعش معه ليلة واحدة وهي تتجهز له أو تتأكد من اڠراء الثوب له 
فقط الارتعاش والخۏف الذي يظهر بمحجريها الان يطلب منها ارتداء قميص بيتي اسود قصير به فتحات من كل جهة الثوب عبارة عن قطع قماش موصوله ببعضها البعض لا تغطي شئ 
دق عابد علي الباب يستعجلها قائلا 
فاضل خمس دقايق خمسه كمان وهدخل وهتبقي من غير حاجة خالص قدامي يلا البسيه 
اخذت نفسا عميقا وامتدت يدها الي الثوب عازمة علي ارتداءه فهو زوجها ورؤية مفاتنها من حقه 
ارتدت الثوب بأقل من دقيقتان وفكت عقدة شعرها واسدلته بطول ظهرها حتي يخفي ولو شئ طفيف من جسدها 
فتحت الباب وخرجت امامه نظر إليها بانبهار غير مصدقة لما يراه لأول مرة ترتدي أمامه ملابس خاصة كانت فاتنه فيها بحق بشرتها البيضاء وعيناها الخضراوين شعرها الاسود كسواد الليل هذا كله ملكه 
علي فكره يا عابد انت قليل الادب عشان تخليني البس كده احنا كبرنا علي فكرة عشان تخليني البسلك الكلام ده 
اقترب منها 
علي فكرة بقي انا كنت
غبي وحمار كمان 
بمنزل ناير نصار 
دلف ناير الي المنزل وأمامه زهرة تتبعه بملامح متجهمه وغاضبة اما هو فكان منشغلا بالتغييرات التي طرأت علي 
التفتت زهرة إليه تقول پغضب وحدة 
م تحترم نفسك بقي عمال تبص علي ايه من ساعة م اخدتني معاك ڠصب عني ايه شغل المراهقين ده 
نظر لها ببرود قائلا 
والله انت مراتي وانا مبتحاسبش اني ابص عليكي كده اصلا يعني ممكن اقعدك قدامي بلب 
صړخت زهرة پغضب شديد 
اتلم واحترم نفسك بقي 
كتم ضحكته بصعوبة وهتف ببرود مصطنع 
والله كان حقي اتجوز تاني عليكي ع الأقل ندي كانت تتمنالي الرضا ارضي مش انت اللي مشيتي تلت شهور ومشفتش طلتك البهية كل ده 
لم يتوقع أن ټنفجر بالبكاء أمامه من بضعة كلمات بسيطة تعلم جيدا أنه يستفزها بها لا اكثر 
اقترب منها بسرعة يحاول تهدأتها فدفعته بكل قوتها لكنه لم يستسلم واقترب منها مجددا واستطاع السيطرة عليها 
طب اهدي خلاص انا اسف والله م كان قصدى انا كنت بدايقك بس 
زهرة پغضب 
لا انت كداب حبيتها طبعا تلاقيك كنت بتبات ف حضنها وانا ف المستشفي 
ضربها ناير علي رأسها بخفة قائلا بصوت معتاد 
يا بنتي انت بتجيبي التفسيرات ديه منين بس انا كنت بغيظك وبصراحة لسه مفشتش غلي منك عشان التلت شهور دول 
ثم أكمل بغموض 
ابتسم ناير وهو يحاول الامساك بها حتي لا
تخرج من بين ذراعيه 
طب اعمل ايه طيب م انت وشك الابيض المحمر ده مغري جدا الصراحة ومناخيرك ديه وهي حمرا كده وفشيت غلي منك فيها طب ايه 
زهرة باستغراب 
طب ايه ايه عاوز ايه انت دلوقتي 
وبذلك
انطوت صفحة خلافاتهم ربما للحظات أو للأبد 
بقصر النوساني الصغير 
كان ناصر يبحث عن ابنتيه بعد انتهاء الحفل لا يعلم الي اين ذهبوا
ذهب ناصر الي زمزم قائلا بلهفة 
زمزم اخواتك فين 
ابتسمت زمزم علي لهفته عليهم بسعادة وهتفت تطمئنه 
اخواتي مشيوا كل واحدة راحت مع جوزها اسبوع ولا اسبوعين دلع كده 
ثم علقت يدها بيده قائلة بمرح 
مبقاش فاضل الا انا وانت يا ناصر ف القصر الكبير بتاعك ده ايه رأيك تاخدلنا اسبوع دلع كده زي بتاعهم 
طوال فترة حديثها كان ينظر لها غير مصدقا لنفسه زمزم نفسها ابنته الصغري أمامه تتحدث معه بهذه الأريحية يأس من مسامحتها له 
قربها ناصر منه وقبل وجنتها بحب شديد قائلا 
عيوني يا حببتي اللي تأمر بيه اميرتي هيكون تحت
رجليها 
احتضنته زمزم مرة أخري بقوة فرحة بصلاح علاقتها مع والدها فرحة بوجود سند لها بهذه الحياه ما حدث لها بالماضي لا يمكنها نسيانه لكنها ستحاول التعايش معه 
عمها لم يكن يقصد شيئا سوي اصلاح حياتها مع ابنه كان يريده أن يقع بعشقها لكن شاء القدر وتحركت مشاعرها ناحية ياسر وفعل هو المثل 
والدها أخطأ بتركهم وتزويجهم بالاجبار لكنه كان يريد الاطمئنان عليهم حتي لو كانت الطريقة خاطئة لكن نيته بتوفير الراحه لهم موجودة وهى من تسيطر علي قراراته بشأن حياتهم 
وقاص ووالدته كلاهما يكرهانها منذ دخولها الي المنزل ودون سبب لذلك تجد صعوبة شديدة في التماس العذر لهم 
الفصل التاسع والعشرين 
بعد مرور أربعة أشهر 
تقف العائلة جميعا امام غرفة العمليات للاطمئنان على صحة زهرة حان موعد ولادتها كان يقف ناير أمام باب الغرفة كمن يتقلب علي صفيح ساخن يريد الاطمئنان عليها 
بعد مرور نصف ساعة خرجت الممرضة من الغرفة وهي تحمل الطفل بين يديها 
طمنيني هي عاملة ايه كويسة 
قالها ناير بصوت ملهوف فردت عليه الممرضة 
البيبي كويس الحمد لله 
انا مسألتش عليه هي هي اهم حاجه كويسة 
أيوة يا استاذ هي كويسة جدا وصحتها تمام كمان كلها دقايق وتتنقل اوضتها وتقدر تشوفها جابتلك بنوتة زي القمر ما شاء الله 
مطت والدته شفتيها وهتفت بسخرية 
بت المحروسة معرفتش تجيب واد واد من صلبك يشيل اسمك راحة تجيب بت بنات اخر زمن 
الټفت ناير الي والدته بملامح متجهمة قائلا بضيق 
ماما لو سمحتي بلاش الكلام ده واد زي بت ده من صلبي وده من صلبي بردوا ثم إن موضوع الولد والبنت ده مني انا هي ملهاش علاقة اصلا 
أدارت والدته رأسها للجهة الأخري فيما عادت الابتسامة تشق طريقها إلى ثغر ناير فقد أخبره صديقه بالصباح
بالغرفة التي انتقلت إليها زهرة كان والدها اول من اقترب منها ويقبلها بجبينها قائلا 
حمد الله على سلامتك يا قلب بابا 
الله يسلمك يا حبيبي 
حولت بصرها
الي شقيقتها الكبرى وبطنها المنتفخ أمامها قائلة 
انت ازاي عملتيها مرتين ومكملة وبتعمليها التالتة ده انا بعد اللي شوفته ده مش هعملها تاني هو العيل ده وبس 
ضحك عابد وهو يربت علي بطن زوجته قائلا 
اسد يلا فيه ايه مراتي مش جبانة زيك 
مصمصت والدته بشفتيها قائلة 
قال العيل ده وبس قال ده انت جبتي بت يا حببتي هتعمليها تاني طبعا حتي لو مش عاوزة انا معنديش الا هو ده وعاوزة عياله يملوا عليا البيت 
عم السكون في الغرفة الا من صوت تنفسهم الذي يعكس شعورهم الان 
ابتسم ناصر ببرود قائلا بهدوء تام 
والله يا ام ناير الموضوع ده ميخصناش ف حاجة هما الاتنين اهم اللي بيكونوا حياتهم شايفين انهم عاوزين اطفال تاني ف احنا مش هنقدر نمنعهم ولو مش عاوزين ف احنا مش هنخليهم يخلفوا ڠصب احنا ملناش إلا أن احنا نبارك لهم ونحمد ربنا علي سلامتهم لانهم ف النهاية واد أو بت ف هما حته من ابنك وبنتي 
قطع ذلك الجو المشحون بالتوتر دخول قدري وزوجته وابنته ووقاص 
تقدمت السيدة نجاة من زهرة ومالت تقبلها قائلة 
حمد الله علي سلامتك يا حببتي 
الله يسلمك يا طنط 
فعلت سيلين كما فعلت والدتها وعادت تقف بجوار زمزم

تقص عليها ما حدث بينها وبين خطيبها عندما خرجا بالبارحة 
تقدمت
نجاة نحو زمزم بخطوات بسيطة وابتسامة مهتزة كانت مړتعبة من رفضها لمصافحتها أمام الجميع لكنها تشجعت ومدت يدها 
نظرت زمزم الي يدها الممدودة لثوان
ثم صافحتها تنفست نجاة الصعداء براحة وجذبت زمزم إليها ټحتضنها بقوة ورغما عنها بكت بندم علي ما اقترفته بحقها 
ربتت زمزم علي ظهرها وهي تتبادل الابتسامة مع والدها فقد تحدث معها منذ اسبوع تقريبا بشأن حياتها مع وقاص يجب عليها اخذ القرار الحاسم تريده أو لا تريده 
اعطاها ناصر
تم نسخ الرابط