رواية تعويذة عشق للكاتبة رحمة سيد
تهاني على صوته العالي لتسأله ببرود
أية في أية يا مهاب عايز أية !
كان يحدق بها بجمود ثم هتف فجأة وكأنه يبحث عن معارضة الرياح
أنتم اللي موتوا أبويا !!!!!
إرتجف جسد فريدة بأكمله وكلماته تدق باب الخطړ داخلها.. بينما حاولت تهاني النطق بثبات
أية الي أنت بتقوله دا ! ما أنت عارف من بدري ان ابوك ماټ بسكتة قلبية..
بس انا ماحكيتش اي حاجة والمفروض انكم متعرفوش حاجة عني عرفتي ازاي انه ماټ بأزمة يا تهاني !
شعرت بالحروف تهرب من بين جوفيها لتتركها في معركة أعلنت خسارتها قبل بدأها حتى.. لتبدأ فجأة فريدة في البكاء وهي تخبره باختصار
والله يا مهاب ما موتنا حد أحنا خطفناه مش أكتر وهو ماټ لوحده !
لم يستطع احد أن يفصله عنها.. وبدا وكأن عقله قد فر هاربا ليتركه يتصرف دون تحسب....
ليسحبها فجأة من يدها مرددا پجنون
أنا هندمك على أغلى حاجة تملكيها يا فريدة.. وامك تعض على صوابعها العشرة !!!!
مهاب استنى لو سمحت.. مهاب انا اتصلت بالبوليس سيبها ارجوك عشان ماتندمش!!
ولكنه لم يكن بكامل قواه العقلية.. كان مصدر العقل مخدر.. ومهوى القلب مجروح بالجزر...
ف بدا ك منتقم
لا يدرك وسيلة انتقامه !!
ذهلت سيلين وهي تسمع صړاخ فريدة المرتعد بعدما أغلق مهاب الغرفة عليهما معا...!
مالك يا حنيني أنا ۏجعتك.. !!!!
هزت رأسها نافية وهي تخبره بنبرة مختصرة
لا بس حسيت بۏجع في بطني فجأة..
طب نامي وأنا هقوم أطلب دكتور الفندق
هزت رأسها نفيا بلهفة
...الفصل الثاني والثلاثون الخاتمة
إنتهت مراسم العزاء التي أقامها أسر ل والدة لارا الراحلة.. كانت لارا وكأنها في دنيا أخرى.. دنيا اخرى لا تظهر لها أنيابها فتمزق المتبقي من أشلاء مدمرة !!!!
........
مر حوالي ثلاثة اسابيع دون احداث جديدة سوى أنها تنام معظم الوقت لتستيقظ باكية ثم تغفو مرة اخرى رغما عنها من الإرهاق النفسي والجسدي.. وبالطبع كان أسر دائما كظلها الخاڤت لا يفارقها وكأنه درع الأمان لها بعد الان !!!
ولكن شهق مصډوما وهو يرى لارا تمسك أيد الهون وتكاد ټضرب به بطنها بقوة فركض مسرعا يلتقطه من بين يداها صارخا فيها بهلع
أنت مچنونة.. عايزة ټموتي أبنك بأيدك يا لارا !
ظلت تهز رأسها نافية وهي تصرخ بهيسترية له في المقابل
أنت اللي مچنون لو فكرت إني ممكن أخلف بنت او ولد عشان اسيبهم ېتعذبوا زي منا متعذبة كدة !
أنا تعبانة أوي يا أسر.. أنا مش عايزة أخلف لو خلفت هيتعبوا في حياتهم زيي وأنا متمناش كدة لعدوي حتى!!
تنهد بقوة ثم سرعان ما كان يرص حروفه المرصعة بالحنان باهتمام على مسامعها
لية يتحسبيها كدة ! لية مش بتقولي مثلا إن ربنا ابتلاك كتير فهيعوضك في ابننا اللي أنت عايزة تموتيه دا !! لية مش بتحسبيها إن دا تكفير ذنوب او يمكن لانك مكنتيش بترجعي لربنا في الخير او الشړ
أنا نفسي أرتاح بقا.. لية فرحتي مش بتكمل.. لية سعادتي دايما ناقصة.. ارجوك يارب كفاااية انا مبقتش قادرة استحمل أكتر والله... !!
هترتاحي.. صدقيني هترتاحي يا لارا.. ربنا مابيرضاش بالظلم.. وأنت اتظلمتي ف حياتك كتير.. ومسيره يجي وقت العوض !!!!!
سيلين واقفة أمام المرآة في غرفتها تقيس تلك الملابس الجديدة التي أشتراها لها مهاب ولأول مرة منذ زواجهم !!!
كان سر سعادته بعد أخر فترة حزن مرت بعد إلقاء القبض على كلا من فريدة وتهاني...
وكلما تذكرت كانت تحمدالله بامتنان أن الشرطة أتت حينها في الوقت المناسب قبل أن يفعل مهاب بفريدة ما يندم عليه طيلة عمره.. !!!!
فنظرت له وقد كست الحمرة وجنتاها كغزو محبب للقلب
أنت بتدخل كدة على طول!!
وحشتيني.. وحشتيني اوي
إلتفتت له وقد رمته بنظرة لوم أخيرة وهي تقول
امممم.. ما أنت كمان وحشتني على فكرة بس أصبر برضه أنا بحاول أنسى إنك كنت على بنت خالتك.. وفي وجودي !!!!
تنهد بقوة وقد أطرق رأسه ارضا بخزي.. شيطان الأنتقام كان على وشك الإنتصار في محط الحياة بأكملها..
ولكن يبقى النور نورا رغم الضبابية العالية!!
أحاط وجهها بيداه العريضة وهو يخبرها بصدق
أكيد دي مكنتش من رغبتي فيها بس أنا مكنتش حاسس بنفسي وقتها
تنهدت وهي تومئ بابتسامة هادئة وحانية لتجده يسألها مشاكسا
مش عايزة تعرفي أنا مبسوط لية
نظرت له بفضول
لية يا مهاب
إتسعت ابتسامته ولم يصدق لسانه وهو يخبرها
النهاردة كانت أخر جلسة لعلاجي النفسي والدكتور أكدلي إني خلاص بقيت تمام جدا والماضي مش هيأثر عليا زي الاول
إتسعت حدقتا عينيها بعدم تصديق.. كيف ومتى.. والاهم لم !!!!
جواب تلك الأسئلة كانت محفورا داخل نثر عشقه المتمرد يأبى الخضوع حتى الان...
ولكنها وكأنها ادركت لتوها تلك الرابطة المتينة التي لم تقطعها الظروف بينهم لتهمس له بعدم تصديق
أنت كنت بتتعالج عشاني يا مهاب
اومأ مؤكدا بثبات
عشانك.. والاهم عشان مهاب نفسه عشان أنا مافضلش
تعبان زي ماكنت
سألته بلهفة
بدأته من امتى ولية مقولتليش
بدأته من اول ما بدأت أحبك حتى لو لسة معترفتش.. بدأته من اول ما حسيتك طفلا مينفعش حد يعاملها بخشونة وقسۏة زي منا متعود.. بدأته من اول ماحسيت إن حبك بدأ يسيطر عليا بطريقة تخوفني اكتر من الماضي !!
أنا بحبك أوي يا مهاب.. لا أنا بعشقك أنت أكتر راجل حنين وأكتر حد حبيته في الدنيا
قوليها تاني
تشدقت دون تردد
بحبك.. بحبك.. بحبك.. بح....
.
بعد مرور أربع شهور.....
تحديدا في منزل حمزة وحنين كان صوت الأغاني تعلو في ارجاء المنزل والجميع يتحدثون جالسين مبتسمين.. وبالطبع من ضمنهم أسر ولارا
لارا التي بالطبع لم ولن تنسى والدتها.. ولكنها بدت تحاول التأقلم مع النسيان الذي يحاول اسر أن يجعله مرطبا لچروحها الماضية..
ومهاب وسيلين ... صغار الحب !!
نعم صغار ولكن ليسوا سنا.. وإنما نضجا وادراكا لمشاعر لم يكن لها حيز في حياة كلاهما !!!!
عاشا بسلام اخيرا بعيدا عن مطاردات ماضي مهاب او حتى سيلين.. منتظرين ومهللين بطفلتهم القادمة على أحر من الجمر كما يقولون...
اما داخل غرفة حنين وحمزة
ممثلي العشق الحقيقي على وجه الأرض.. كانت حنين تقف أمام المرآة مرتدية فستان زفاف ضيق نوعا ما بسبب بطنها المنتفخة بتوأميها.. كانت لا تصدق ما يحدث فظلت تهمس لحمزة مذهولة
بزمتك عمرك شوفت واحدة هتولد بكرة بتلبس فستان فرح النهاردة.. أية الجنان دا ياربي!!
أيوة.. أنا حلفت لازم تلبسي فستان الفرح ويتعملك حفلة زيك زي اي بنت بس تبقي الفرحة فرحتين.. فرحتك بولادنا وفرحتك بينا سوا يا حنيني !
طب هعشقك اكتر منا بعشقك أية تاني!! أنت احلى حاجة ربنا بعتهالي تعويضا عن ماما وبابا الله يرحمهم...
اي خدعة يا حنيني.. عدي الجمايل بقا
جمايل اية يا بابا.. أنت بتسد اللي عليك ليا مش اكتر.. أدفع التمن بقااا
ضحك ضحكته الرجولية الجذابة..
منا دفعت من بدري يا حنيني.. دفعت وبدفع غرامة عشقك !!!!!