سلسله الاقدار
المحتويات
يفقد الإيمان يوما
نورهان العشري
صړخة اخترقت سماع اولئك النائمون و اهتزت لها جدران القصر فهرول الجميع الي الخارج فإذا بهم يسمعون
فرح التي
البارت الرابع والعشرون
الرابع والعشرون بين غياهب الأقدار
بسم الله الرحمن الرحيم
تلك الطعنات النافذة بأعماق روحي لم تأتي من عدوا يمقتني بل جاءت من حبيب أدرت له ظهري و قد ظننت بأنه خير من يحفظني فكان أسوء من قتلني فلم يجهز على الروح و حسب ! بل أذاقها ويلات الخذلان فكان الألم مزدوجا من ناحية هلاك و من ناحية أخرى غدرك بى
نورهان العشري
ذاهبا بأقدامه إلى دربا غامض يجهل نهايته ولكنه يعلم كم الصعوبات
و العراقيل التي س يواجهها يبدو عدوه ظاهرا ولكنه يشعر بأن هناك آخر خفيا يجيد التلاعب بهم وضربهم في أكثر المناطق حساسية ف ناجي لا يمتلك من الذكاء ما قد يجعله يقوم بكل ذلك وحده !
هكذا تحدث بعدما زفر پغضب وهو يقود سيارته في طريقه إلى
مدينة القاهرة فأتاه صوت مروان الحانق على الطرف الآخر
من حسن حظنا أني قدرت أوصل لناس أصحابي بيشتغلوا في مواقع كبيرة و خلتهم يحذفوا الصور و الخبر كله قبل ما حد يشوفه
أطلق زفرة حاړقة من جوفه المشتعل ڠضبا خاصة حين أتاه استفهام مروان الذي لا يملك إجابته
عينيه التقمت إحدي السيارات التي بدت أنها تسير خلفه منذ مدة ولكنه تجاهل ذلك الهاجس و أجاب مغلولا
و يمكن غرضه من التشهير أنه يأذى الحي قبل المېت !
استفهم مروان بإندهاش
تقصد سليم
ليه لا و خصوصا أن سليم علم عليه و بهدله لما اكتشفنا خيانته أنت عارفه مبيقدرش يتحكم في غضبه
عندك حق وده يخلينا نعمل زي ما قلت و منعرفش سليم أي حاجه من اللي حصلت دي !
سالم بخشونة
مش سليم بس اللي مش لازم يعرف البيت كله مش عايز توتر عالفاضي
طب وشيرين
استفهم بخفوت فأجابه سالم بجفاء
آخرها أنا عارفه وعامل حسابي المشكلة أكبر منها
أنا هعتمد عليك في حاجات كتير الفترة الجاية عايزك تصحصح و خصوصا مع سما مش لازم نخسرها خصوصا بعد ما اعترفت لك ب اللي حصل !
عودة إلى وقت سابق
مروان كنت كنت عايزة أقولك على حاجه بس توعدني يعني إنك تفكر كويس قبل أي حاجه
سامعك
أخفضت رأسها بخزي و انبثقت عبرات الندم من مقلتيها قبل أن تقول بلهجة تقطر حزنا
انا غلطت غلطة كبيرة أوي و ضميري مأنبني عشانها و مش قادرة أسامح نفسي
مروان بقلب مړتعب
بت يا سما أوعي تكوني اتجوزت عرفي
ڼهرته پغضب
جواز عرفي إيه و زفت إيه دماغك راحت فين
مروان بإندفاع
راحت ل حتت بنت ستين كلب لا يكون حد اتغرغر بيك
سما بصړاخ
الله يخربيتك هتلبسني مصېبة لا طبعا
مروان بنفاذ صبر
ما تخلصي تقولي هببتي إيه سيبتي ركبي
سما بخفوت
من فترة كدا قبل ما شيرين تيجي يوم لما فرح اتخانقت مع ماما و سالم وقف قدامنا كلنا وقالنا أن جنة تبقى مرات حازم
عينيه كانت توغل إلى داخلها بطريقة أربكتها و لكنها عزمت عن قول الحقيقة و التخلص من حمل يثقل كاهلها فزاغت بعينيها بعيدا عنه وهي تكمل
ماما كلمت شيرين تحكيلها و هي مڼهارة فكنت متضايقه عشانها و شيرين استغلت دا و خلتني أدخل أوضة فرح و قالتلي ابعت مسدج من على الايميل بتاع الشركه للمخازن أنهم يطلعوا الشحنات فأنا خفت بس هي طمنتني وقالت لي أن دا مش هيخسر الشركه عندنا بس هيخلي سالم يعاقب فرح و أننا لازم نعمل كدا عشان قلة أدبها مع ماما
و بعدين
هكذا تحدث بترقب ليحثها على إفراغ ما بجعبتها حين رآها لاذت بالصمت فأكملت بصوت كان نشيجا
هي قالتلي وقتها أن دي قرصة ودن لفرح و أنا كنت متضايقه اصلا من اللي عملته مع ماما ف وافقتها و عملت اللي هي قالت عليه بس والله العظيم ندمت أوى و خفت اتكلم احسن أبيه سالم يعاقبي أو يقول حاجه تزعل ماما و بعد كدا نسيت الحوار خالص
كانت تخفض رأسها كطفلة مذنبة تعلم فداحة جرمها ولكنها اختارت أصعب الطرق و أحسنها و هو الصدق و ليحدث ما يحدث فلم تعد تتحمل هذا
الذنب
و ايه اللي خلاك تقرري تقوليلي دلوقتي
بشفاه مرتعشة اجابته
لما سمعت عن المشكله اللي حصلت في الشركة افتكرت اللي حصل و ضميري انبني و مكنتش عارفه أروح أقول لمين و فجأة لقيت نفسي عايزة احكيلك
و التي تحكي مقدار ألمها كونها وحيدة وسط كل تلك العثرات ولكنه حاول أن يطمئنها علي طريقته حين قال
يا زين ما اختارتي والله تعرفي أنا كل اصحابي بييجوا يقولولي على مصايبهم ليه بقي عشان محسوبك بير طويل مالوش قرار
قال كلمته الأخيرة غامزا بطريقة جعلت الابتسامة تضيئ ملامحها فانتشى قلبه بذلك
و تابع يثرثر
و كمان أنا و أعوذ بالله من قولة أنا بتمتع بموهبة نادرة الوجود وهي أنني أجيد الإستماع إلى الآخرين
رفعت أحد حاجبيها استنكارا لحديثه فأضاف بتأكيد
اه والله مش مصدقاني ولا إيه
تشابهت ملامحها الساخرة مع لهجتها حين قالت
لا طبعا مصدقاك أنت هتقولي
قالت جملتها و أولته ظهرها عائدة إلى السيارة فألقى نظرة مستفهمة على ريتال و هو يقول بحيرة
هي مش مصدقاني ولا إيه
ريتال بتهكم
لا طبعا ازاي متصدقكش وخصوصا و أنت بقالك ساعه ترغي لما جبتلنا صداع نصفي
اغتاظ من حديثها فقال باستنكار
و أنت جالك صداع نصفي من ايه ياللي مكملتيش ست سنين ! اومال لما توصلي خمستاشر سنه هتعملي إيه هنوديك دار مسنين
بقي
ريتال بعفوية
مش بعيد مستشفى المجانين لو فضلت عايشه معاك يا مرة !
ما أن سمع ذلك اللقب البغيض الذي كان يناديه به والده بهدف مشاكسته حتي امسكها من تلابيبها و هو يقول محذرا
مرة ! دا أنت نهارك أزرق مش باينله ملامح عارفه لو قولتي الإسم دا قدام حد هعمل فيك ايه هشويك عالفحم هبلغ عنك الأمم المتحدة و أقول في نووي في لسانها ييجوا يقطعوه قبل ما يوديني في داهيه
كانت تضع اصبعيها في كلا أذنيها لكي لا تسمع حديثه فقال بإستهجان
خاېفه تسمعي إيه يا ختي فاكرة نفسك طفلة يا عرة الأطفال انت انجرى قدامي و إياك تقولي الاسم دا قدام أي حد و خصوصا سما و إلا هقطع خبرك انجري
عودة إلى الوقت الحالي
اللي تشوفه يا كبير
سالم بفظاظة
سلام أنت دلوقتي
أنهى مكالمته و انشغل للحظات في متابعة تلك السيارة التي كانت تسير خلفه و بداخله هاجس ينذر بالقلق فشعر بأنه يريد سماع صوتها حتي يسكن داخله فقام بالإتصال على الفور ملبيا نداء القلب و ما أن أتاه صوتها حتى اندفع يشاكسها
سهرانه لحد دلوقتي ليه متقوليش إنك بتفكري فيا !
أتاه صوتها المتلهف يضيئ عتمة الليل الحالك من حوله
لا أطمن مش هقول انا كنت بقرأ أنت مكنتش في دماغي اصلا
قهقه بصخب على لهفة صوتها التي تتناقض مع كلماتها فألهبت جيوش شوقه ليجيبها بتحد
طب عيني في عينك كدا
غمرها الخجل وكأنها أمامه فاصطبغت لهجتها بالرقة حين أجابته بشوق
مش عارفه أنام و أنت بعيد عني
زفرة حارة خرجت من جوفه المشتعل شوقا والذي تجلى في نبرته حين أجابها
من قبل ما امشي و أنا شايل هم الكام يوم دول
كانت صامتة تستمع إلى همسه الدافئ الذي يصلها من الهاتف فيذيب عظامها عشقا و خاصة حين تابع بلهجته الخشنة التي تأسرها دائما
دي آخر مرة هروح في مكان من غيرك
بجد
هكذا استفهمت بخفوت فجاءت الإجابة محمله بأطنان من العشق الذي غمرها كليا
أنت خلاص بقيتي جزء مني مقدرش أفارقه لحظة واحدة
بحبك أوي يا سالم
لم تتح له الفرصة لإجابتها فقد فاجأته صدمة قوية تلقتها سيارته من الخلف فقد بدأت السيارة التي كانت تراقبه بالھجوم فسقط الهاتف من يده و هو يحاول الفرار من ذلك المچنون الذي كانبتلك الھجمات التي أخذ يشنها على سيارته وهو يحاول تفاديها بمهارة فقط ! فاهتزت السيارة بين يديه للحظات ولكنه حاول التحامل على ألمه و مواصلة الهرب فصار ينهب الطريق أمامه و بالمقابل تابعت السيارة ملاحقته ف التقمت عينيه تلك الشاحنة المحملة بالصناديق فقام بمحاولة التركيز على هدفه و تجاهل الألم القاټل الذي يكاد يفتك به و أخراج من مكانه المخصص بالسيارة ليصوب على هدفه بمهارة ثم قام بالضغط بقوة على دواسة البنزين لتنطلق السيارة
ذهابا و إيابا وهي تصرخ باسمه ولكن لا رد سوي أصوات صاخبة لا تعلم هويتها و فجأة أتاها همسه المټألم الذي كان كنصل حاد اخترق قلبها الذي صړخ من
عمق وجعه
سااااااالم
زفرت پغضب وهي تتابع عملها الذي كلفتها به تهاني التي وعدتها بأنه آخر عمل ستقوم به في المنزل و من ثم سترسلها لتعمل في المكان الذي تريده فتفاجئت بمسعود الذي كان يحمل بعض المشتريات و يضعها على الطاولة أمامه فلم تعيره إنتباه و تابعت عملها بملل لتجد مسعود الذي تقدم يقف بجوار الطاوله يناظرها بإعجاب تجلى في نبرته حين قال
معيزاش حاچه تاني
يا نچمة
تجاهلته و قالت بلامبالاه
لاه
تابع تودده لها قائلا
متوكده
أجابته بلهجه حادة
جولت لاه
أني حاسس إنك لساتك شايلة مني بسبب اللي حوصول
قاطعته غاضبة
شايله منك إيه و بتاع إيه و أني مالي و مالك يا چدع أنت بعد عني خليني أخلص اللي وراي
لم يتزحزح و لم يعير نفورها منه أي إهتمام و تابع بسماجه
طب لو فعلا مش متضايجه مني يبجي تثبتيلي
للوهلة الأولي بدت وأنها ستستخدم ذلك السکين الملقي بإهمال
اللهفة ليصطدم بأنها ليست موجودة فتحمحم بخشونة قبل أن يسأل زوجة عمه
إيه يا مرت عمي واجفه اهنه وحدك ليه أومال فين البنات يساعدوكي
تهاني بلطف
مفيش حاچه تتعمل يا ولدي البنات خلصوا كل حاچة أني بعمل كوبايه شاي لچدك
أحتار كيف يسألها عنها دون أن تلحظ لهفته لرؤيتها فقال بإرتباك طفيف
و ليه مطلبتيش من حد من البنات يعملها يعني اجصد أن
متابعة القراءة