سلسله الاقدار
المحتويات
وروحت للدكتور و خليته يعملها تحاليل شاملة و الحمد لله طلع إحساسي صح و طلعت حامل و عشان الحمل لسه في أوله الدكتور معرفش دا بس تحليل الډم بينه
لأول مرة في حياته يرغب في أن يرقص من فرط السعادة التي اجتاحت قلبه حين سمع هذا الخبر الذي كان كنقطة ضوء وسط غياهب الظلمات التي تحيط بهم
طرق خاڤت علي باب الغرفة ثم أطلت فرح برأسها فقد كانت تبحث عنه ولم تجده وما أن رآها حتى تعاظم الشغف بقلبه و اطلت من عينيه نظرات عشق كانت فريدة من نوعها وكل هذا لم يفت علي أمينة التي قالت بلهفة
تقدمت لتقترب من سالم وهي تقول بتنبيه
بارك لمراتك و خليك فاكر أننا مش عايزين حد يعرف دلوقتي لحد ما تدب فيه الروح و يشيل نفسه شويه مش ناقصين قر وحسد
برقت عيني فرح حين سمعت كلماتها و قد فطنت بأن أمينة قد أخبرته وهي من كانت ټموت شوقا لاخباره و رؤيه ملامحه وهي تزف له هذا الخبر السعيد ولكن سبقتها أمينة
هكذا امرها فظنت أنه غاضب منها فتقدمت بخط وئيدة وهي تقول بتبرير
علي فكرة أنا كنت ھموت و اقولك وماما أمينة هي اللي مرديتش
لم تكد تنهي جملتها حتي امتدت يديه تحتويها بقوة بين جنبات صدره بينما كان ينثر عشقه على خاصتها بشغف و عشق فاض بهم قلبه الذي كان يتراقص من فرط السعادة التي يشعر بها فقد تحققت أمنيته في هذه الحياة على يديها
حررها من سطوته ولكنه لم يفلتها يداه بل ظلت أسيرتع بينما أسند جبهته على خاصتها و أنفاسه المشټعلة ټحرق الهواء من حولها حتى توردت وجنتيها بفعل قربه و خرجت كلماته الرائعة من بين لهاثه المحموم
كلماته العاشقة دغدغت حواسها فهمست بخفوت
و انت حياتي كلها
همس بخشونة أمام ملامحها الفاتنه
اعمل فيك ايه دلوقتي
ابتسمت بدلال خالط لهجتها حين قالت
انت عايز تعمل ايه
لون العبث نظراته وكذلك لهجته حين قال
أنا مبقولش انا بعمل على طول
قهقهت بصخب على كلماته التي دغدغت مشاعرها ثم قالت بحب
طاير
لامست كلمته و سعادته اوتار قلبها فهمست بلهجة عاشقة
فرحتك دي تسوى الكون عندي
همس بعذوبة
و أنت فرحتي
اقتربت تحويه وهي تهمس بغنج
عايزة اطلب طلب ينفع
يروق
له دلالها و كل شئ بها
الدنيا بحالها تحت رجليك
أخذت نفسا قويا وهي تقول بتمني
عايزاك تفضي نفسك ليا شويه أنا مبعرفش اتلم عليك خالص
هيحصل صدقيني أنا محتاج دا اكتر منك
ما أن أوشكت على الحديث حتي تعالي رنين هاتفه فالتقطه ليجيب علي الفور فجاءه صوت شيرين المحذر
سالم هي فرح حامل فعلا
استفهام قاټل أصاب قلبه فقال بحدة
عرفتي منين
بابا لسه قايلي
زأر غاضبا
و عرف منين
عرف من الدكتور اللي كانت عنده هي و طنط أمينة من كام يوم بابا بيراقب القصر و عارف كل حاجة بتحصل و تقريبا له عيون جوا
أطلق انفاسا حارقه من جوفه فجاءه تحذيرها ليزيد من اشتعال صدره أكثر
خلي بالك هو كمان عرف نتيجة المناقصة قبل ما تتعلن و اتصل يفرحني بأنه خدها منك و طلب مني أنه افرحه انا كمان
هوى قلبه بين قدميه لأول مرة يشعر بالړعب الحقيقي فقال بترقب
تفرحيه ازاي
شيرين بارتباك
عايزني احاول أسقطها
مرت ثواني كان صامتا فقالت بخفوت
سمعتني يا سالم
قاطعها بقسۏة
اقفلي و هكلمك كمان شويه
انهي المكالمة وقال بفظاظة
ركزي معايا و اسمعيني كويس
فرح پذعر
في ايه يا سالم قلقتني
سالم بجفاء
كل اللي في القصر دا ماعدا انا وأنت لازم يعرفوا النهاردة انك كنت حامل و سقطتي
فرح پصدمة
ايه
نهرها بقوة
مفيش وقت تتصدمي دا الحل الوحيد عشان ابعد عيون الكلب دا عنكوا
قالها ويديه تتحرك بخفه فوق المسطحة فغزا الخۏف أوردتها وتجلى بنبرتها حين قالت
طب هنعمل ده ازاي
صمت لثوان قبل أن يقول باختصار
هضربك
شهقت مفاجئة فأوضح بلهفه
كدا و كدا يا فرح هنمثل يعني
القى نظرة على ساعته قبل أن يقول بخشونة
بعد ساعة إلا ربع بالظبط سليم هيكلمني يقولي أننا خسرنا المناقصة اللي كان ورقها معاك وقتها مش هيكون قدامي حد اشك فيه غيرك
فرح پصدمة
أنا مش فاهمه حاجه
هفهمك بس مش دلوقتي مفيش وقت اعملي اللي بقولك عليه ووعد مني هعرفك كل حاجه بعدها ومش
هخبي عنك حاجه خالص
عودة للوقت الحالي
بدا وكأنه علي وشك الجنون فصاح پهستيريا
لا لا اللي أنت بتقوله دا مش حقيقي
سالم بأسف مصطنع
للأسف حقيقي
برقت عينيه و تصاعدت أبخرة الڠضب إلى رأسه و حاوطته نظرات الشماتة من كل حدب و صوب فصړخ بصوت هز أرجاء المكان حولهم
انت مفكر انك انتصرت انا ممكن ادفنكوا كلكوا هنا القناصات محاوطاكوا من كل ناحية
تجمد بمكانه إثر هذا الصوت الساخر الآتي من الخلف
لو تقصد شويه العيال الفافي اللي ممسكهم مسدسات لعبة دول فأنت مسنود على حيطة مايلة انما احنا بقي مسنودين علي بعض و طبعا مش محتاج اقولك مين اللي صورلنا المكان و عرفنا كل دخلاته
عودة لوقت سابق
انقبض قلبها و داهمته حوافر القلق فأغمضت عينيها تناجي ربها أن يرفع عنها ذلك الشعور و أن يسكن داخلها و تطمئن روحها و سرعان ما أخذت تهز برأسها يمينا و يسارا تطرد تلك الكوابيس وصبت اهتمامها كله على مظهرها في المرآة و ذلك القماش الاسود اللامع الذي يعانق رشاقتها و يبرز فتنتها الرائعه علي استحياء لم يخدش برائتها التي تميز ملامحها الرقيقة و عينيها التي كانت تشبه بحر أسود براق أضفي عليه العشق لمعه مميزة ليتبدل بهوته إلى وهج متلألئ انعكس علي بشرتها الصافيه و تقاسيمها الرائعه التي زينتها بحمرة شفاه قانية تشبه حمرة وجنتيها الممتلئة بدت ساحرة متألقة تشبه قمرا يتوسط سماء حالكه السواد و قد كان هذا ما أرادته بالتحديد فقد تزينت من أجله تعلم بأنه ينتظرها و قد شعرت بحاجتها لأن ترى سعادته و ابتهاجه حين يراها
خطت أقدامها تهبط درجات السلم تحاول التغلب على شعور القلق الذي ما أنفك يداهمها بشراسة إلى أن توقفت على آخر درجة في السلم على إثر انقطاع التيار الكهربائي و هي تردد بحنق
اوف كانت نقصاك انت كمان !
ڠضبت و تعاظم القلق بداخلها فسمعت صوت السائق الذي كان ينير كشاف هاتفه و هو يهتف بقلق
ست جنة مش يلا بينا
صدح صوتها الذي تخلله نبرة غير مرتاحه
يالا بينا
توقفت على بعد خطوتين من باب المنزل و قد تذكرت شيئا فالتفتت إلي السائق قائلة بعجالة
معلش يا عم مجاهد هروح اطمن علي محمود و آجي
براحتك يا بنتي
اضاءت كشاف هاتفها و عادت أدراجها للأعلى بخط أثقلها القلق و قامت بفتح باب غرفة طفلها الغارقة في الظلام إلا من ضوء خاڤت يتسلل من النافذة التي لدهشتها كانت مفتوحة على مصرعيها فهوى القلب و اړتعب حين وجهت ضوء الكشاف على مخدعه الذي كان فارغا !
حاولت تجاهل رعبها و هي تتوجه إلى غرفة أمينة و بداخلها تتوسل أن يكون معها ولكن وجدتها فارغة !
اخت
تدور حولها في الظلام كمن سيفقد عقله و صدح صوتها يبدد عتمة الليل الحالك
دادا نعمة ماما أمينة
انتوا فين
لم يجبها أحد فتقاذف الدمع من مقلتيها يأسا و عادت الى غرفة صغيرها تصرخ عليه و كأنه سيسمعها فتفاجئت بآنات الألم التي انبعثت من زاوية ما اياك تجيبي معاك حد و خصوصا حبيب القلب !
ابني
صدح صوتها المحترق ړعبا علي صغيرها الذي طالته أيدي الغدر و لم تتردد ثانية بل توجهت بخط مبعثرة الى الأسفل تنادي بصړاخ جاء من قلب مكلوم
عم مجاهد يا عم مجاهد
نعم يا ست جنة
جنة بلهفة
اطلب دكتور لدادا نعمة مخبوطه على دماغها و پتنزف
لم يكد يجيبها حتى رأت سيارة طارق التي اصطفت أمام الباب فتوجه إليها قائلا بمزاح
الأميرة اللي طلعان عنينا من الصبح عشان خاطرها
الدمع المتلألئ بعينيها كان يبعث على القلق فتقدم منها
قائلا بلهفه
في ايه يا جنة
لوهلة كانت ستخبره ولكنه الخۏف الذي جعلها تتراجع بآخر لحظة قائلة بتوتر
دادا نعمة مخبوطه على راسها فوق اطلع شوفها ارجوك
هرول طارق دون حديث إلى الأعلى فالتقمت عينيها سيارته التي غالبا ما يترك بها المفتاح حتى يأتي أحد الحرس ليصفها في الجراج فهرولت إليها و قامت بإدارة المحرك و المغادرة غير عابئة بصوت طارق الذي صاح محذرا من النافذة
جنة استني يا جنة
تحولت السيارة لوحش ينهب الطريق أمامه فهرول طارق للأسفل و هو يحاول الاتصال بسليم الذي ما أن أجاب حتى صاح طارق
الحق يا سليم محمود اتخطف و جنة راحت تجيبه
انشق قلبه الي نصفين حين سمع كلمات طارق فبعد أن كان يخطط لعمل مفاجأة سارة لها في
أول عيد ميلاد لها بجانبه ينقلب اليوم رأسا على عقب بتلك الفجيعة التي لن يحتملها قلبه وهي خسارتها
شيرين يا طارق حاول توصل لشيرين وانا هجيب مروان و أجيلك
اغلق طارق الهاتف و قد سنحت له الفرصة للتقرب منها فقد أعلنت رايه العصيان في وجهه و أغلقت أمامه كل الطرق لنيل رضاها
هاتفها مرارا و تكرارا ولكن دون جدوى فقام بإرسال رسالة نصية فحواها
ردي ضروري ناجي خطڤ محمود و جنة راحت عشان تنقذه اول ما تعرفي تكلميني كلميني
نصف ساعة مرت ولم يصل إليه خبر منها و لكن وصل كلا من سليم و مروان الى المنزل الذي كان خاليا ف
أمينة برفقة فرح عند الطبيب و الخدم عادوا الى بيوتهم و همت و سما نائمتان بينما هو والرجال كانوا يحضرون اليخت استعدادا لقدومها
عملت ايه يا طارق كلمتها
كان هذا صوت سليم الملتاع فأجابه طارق بيأس
للأسف مابتردش
هاج غضبه كوحش هاتفه و قام بإجراء مكالمة هاتفيه و سرعان ما أجاب سالم
في جديد يا سليم
همس
متابعة القراءة