بقلم أم فاطمة "مكة"

موقع أيام نيوز

ليتماسك قائلا كرميلا دى بنت يتيمة صغيرة يدوبك كده 17سنة 
بتساعد الدادة اللى ربتنا فى البيت وانا المسئول عنها فلازم اتصرف واعرف اللى حصل وأشوف هقدر أرجعها إزاى 
مكة بهمس يا حنين !
فضحك ركان قائلا مچنونة ثم همس بس بحبك 
لينطلق ركان مرة أخرى بالسيارة متوجها إلى منزله حتى وصل 
ثم ولج للداخل ومن ورائه مكة والخجل يمتلكها ولا تكاد ترفع عينيها من الأرض 
واستقبلته إكرام بالترحيب قائلا اهلا يا ابنى شوفت اللى حصل للبت كرميلا 
ركان بآسى رياض أتصل وقلى بس عايزك تحكيلى بالتفصيل اللى حصل يمكن اقدر اوصل لحاجة تعرفنى مين ورا الموضوع ده 
بس
استنى ادخل الآنسة مكة لماما مكة الممرضة اللى هتابع ماما وهتقيم معانا 
خدى الشنطة بتاعتها بعد اذنك يا دادة دخليها فى أوضة الضيوف 
إكرام حاضر يا ابنى 
وعندما أمسكت إكرام بالشنطة وهمت بحملها اسرعت يد مكة لها قائلة بحرج لا شكرا يا امى أنا هشلها 
ميصحش حضرتك فى سن والدتى وتشيلى شنطتى 
فوقع حب مكة فى قلب إكرام من أول لحظة ونظر لها ركان بإعجاب فما زال فى خلق تلك الفتاة المزيد ليهيم بها عشقا أكثر فأكثر 
إكرام عادى يا بنتى سبيها أنا متعودة على كده 
مكة لا معلش دلينى بس الأوضة فين وأنا هحطها بعدين هدخل للهانم 
وبالفعل ولجت مكة لغرفتها ووضعت حقيبتها ثم توجهت مع ركان لغرفة والدته 
قبل ركان يد والدته واطمئن عليها ثم قدم لها مكة 
نظرت لها سهام من أعلاها لأسفلها متعجبة من ملابسها المحتشمة فهى لم تتعود من قبل على هذا الستر 
سهام بسخرية مين الشوال اللى انت جايبه معاك ده يا ركان 
فخجلت مكة وافترشت بنظرها الأرض 
ركان بحرج شوال إيه بس يا امى دى الآنسة مكة الممرضة اللى طلبتى منى اجبها وهى هتريحك اوى وهتقيم معانا هنا 
سهام بس شكلها يعنى كده 
ركان المهم تريحك يا امى مش مهم الشكل 
سهام ماشى المهم تكون ايديها خفيفة ومش بتحب كتر الكلام زى اللى قبلها 
فانحنت مكة بجذعها وربتت على يديها بحنو قائلة متخفيش يا هانم وأنا هريحك بقدر الأمكان 
هو معاد الحقنة جه ولا لسه 
شعرت سهام بسخونة من لمسة يد مكة مع أن الجو قارص البرودة فتعجبت ! 
سهام معادها فات من نص ساعة 
مكة معلش انا اسفة على التأخير 
ثوانى واكون محضراها لحضرتك 
كل هذا وركان يتابع حركتها ونظراتها وحديثها ويزداد إعجابا بها 
دلكت مكة ذراع سهام ثم أخذت تتلو بعض آيات القرآن وحقنتها ثم مسحت بالمطهر وتمتمت بالشفا يا هانم 
سهام بتعجب شفا إيه هو أنت خلصتى 
مكة اه خلاص 
سهام
بذهول معقول أنا محستش بحاجة خالص 
وكنت سمعاك بتقولى حاجة هو أنت بتسحرى ولا إيه 
فضحكت مكة القران فعلا سحر القلوب 
نزل عشان يكون للقلب شفاء دواء 
سهام بتعجب أنت كنت بتقولى قران 
مكة اه كنت بقرء ايات الشفاء 
سهام هو فى القرآن ايات للشفا 
دى ايه 
مكة زى قوله تعالى 
قاټلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين الآية 14 من سورة التوبة 
وإذا مرضت فهو يشفين الآية 80 من سورة الشعراء 
يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين الآية 57 من سورة يونس 
ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون الآية 69 من سورة النحل 
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا الآية 82 من سورة الإسراء 
ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد الآية 44 من سورة فصلت 
سهام ماشاءالله صوتك كمان جميل 
ثم قامت بالنداء على ركان الذى شرد فى تلك الحورية الغناءة بالقران 
سهام ركان ركان أنت يا ابنى رحت فين 
ركان نعم يا أمى 
سهام عملت ايه فى المصېبة اللى جبتهلنا البيت دى كرميلا 
ركان ليه كده بس يا أمى دى بنت غلبانة اوى 
ومش هسكت وهقلب الدنيا عليها لغاية ما أجبها 
سهام ما أنت جبتها من الشارع وملهاش اصل ولا فصل 
ركان دى يتيمة ودى حاجة متعبهاش لكن من جواها كويس اوى 
وبعد إذنك هروح اشوف الموضوع ده 
ثم نظر
لمكة نظرة بعينيه الرمادتين فاحمرت وجنتيها خجلا وكأنه يقول له مع السلامة هتوحشينى خلى بالك من نفسك 
سهام أستنى يا سيادة النقيب 
فتوقف ركان لسماع والدته لتلقى عليه وعليها الصاعقة التى ستجعل مكة تهتز 
ركان نعم يا أمى فى حاجة تانية 
سهام ايوه متخليش موضوع البت الخادمة ده ينسيك موضوع خطوبتك الجمعة والترتيبات بتعتها 
سيادة اللواء أبوك حجزلك القاعة فعدى على خطيبتك شاهى وخليها تتفرج عليها وتعرف البروجرام بتاعها 
لم تتم كلماتها سهام حتى شعرت مكة ببرودة فى أطرافها وكأن المۏت زحف إليها وأغرقت عينيها بالدموع فقد نزل خبر خطوبة ركان عليها كالصاعقة التى قد تؤدى بحياتها 
فتسائلت خطوبته معقولة يعنى الإحساس اللى أنا حساه معاه معقول يكون وهم الحب اللى بشوفه فى عينيه وأهتمامه بيه معقول يكون خداع طيب ليه بيعمل كده ليه ليه 
لتسدد النظر له بعين دامعة بعتاب ليحتقن وجهه ويتحاشا النظر لها فقد كاد قلبه أن يتوقف هو الأخر فكيف يقول لها إنها هى الحب وإنها تستحوذ على كل عقله وتفكيره 
وإنها بين ليلة وضحاها أصبحت دنياه أصبحت النفس الذى يبقيه على قيد الحياة هى نبضة قلبه هى سر ارتباطه بالحياة هى الروح مكة 
ولكنه ڠصب على هذه الزيجة وليس بيديه فلتصدقينى يا قلب ركان 
ولكن كيف له يبوح ولسانه مقيد 
شعرت مكة بالأختناق وكأنه كان الهواء لها وبدونه هى تحتضر 
وبصوت مكتوم ودموع تلألأ فى
عينيها استأذنت للذهاب لغرفتها حتى لا يشعر بها أحد فهى تعودت منذ الصغر على كتم أحزانها 
سهام أتفضلى بس متنسيش بعد ساعة معاد قياس الضغط والعلاج 
مكة بصوت مكتوب متقلقيش يا هانم هكون موجودة بإذن الله 
فخرجت أمام ركان دون النظر إليه وود لو كانت نظرت له لتخبرها عينيه بالحقيقة وأنها هى التى فى عينيه 
سهام مالك يا ابنى واقف متخشب كده 
يلا روح شوف هتعمل ايه فى موضوع البنت دى وبعدين كلم شاهى زى مقوتلك 
فاومأ له ركان برأسه ثم غادرها إلى غرفة اخيه رياض 
أما مكة فقد رقدت في فراشها لتبكي بكاءا مليئا بالشجن
تنظر هنا وهناك لعل البركان الذي يثور بقلبها يهدأ ولو لوهلة 
مع تسارع نبضات قلبها الذى يؤلمه أنه أحب ما ليس له 
فماذا عليها أن تفعل 
هل عليها تركه الأن لتهرب من هذا الحب المحكوم عليه بالفشل 
أم عليها أن تقاوم نفسها لتواكب هذا العالم المليء بالمخاۏف المأساوية 
فهل ستنجو هذه المرة من براثن حبه أم ستصبح مقيدة بالفشل العارم ! 
ولج ركان إلى غرفة أخيه ليتفاجىء به يبكى وهو المعروف عنه المرح دائما ولا تشغله هموم الدنيا قط 
فما الأمر الجلل الذى أصابه ليبكى هكذا 
حطم بكاؤه فؤاد ركان أكثر وأقترب منه ببطىء وربت على كتفيه بحنو متسائلا 
معقول يا رياض بتبكى أنا أول مرة أشوفك بتبكى كده !
ليه 
ليرفع رياض عينيه الحمراء من البكاء لتقابل عين أخيه التى تلمع أيضا بها البكاء
ولكنه يقاوم بقدر الإستطاعة 
رياض ليه هو أنا مش إنسان وليه قلب ومن حقى أبكى زى اى حد 
جلس ركان بجانبه على الفراش وأطلق زفيرا حارا قائلا اه طبعا انسان يا رياض 
بس فهمنى إيه السبب 
رياض يعنى أنا لما أقول السبب هيفرق لا مش هيفرق كتير 
هى قالتلى مش هينفع بس مكنتش عارف إنى كمان هتحرم منها بالشكل ده كمان وتبعد عنى 
ركان أنت شكلك واقع فى الحب والبت مدوخاك صح 
بس مش لدرجة البكى أجمد كده يا سيادة الملازم 
نظر له رياض بعتاب قائلا بحدة ايوه ما أنت قلبك جامد وعمره ماعرف حاجة اسمها حب فهتحس بيه إزاى 
كانت كلمات رياض له كالنخجر الذى أصاب قلبه فى مقټل لينفجر باكيا كالبركان الثائر 
ركان بإنفعال شديد إيه كلكلم شايفنى جبل إنسان ملهوش شعور معنديش قلب ليه كده 
بالعكس أنا اكتر واحد فيكم تعبان بس مليش حق أن أكلم أو اعبر عشان حاسس إنى غريب وسطكم 
فبكتم كل حاجة جوايا والكتم ده بيطلع على شكل القسۏة اللى انتوا شايفينها منى 
تأثر رياض پبكاء وانفجار أخيه الذى ظنه كالجبل الشامخ الذى لا ينهار 
فأقترب منه ليشرعا الإثنان فى البكاء 
ثم ابتعد ركان عنه برفق وجفف دموعه قائلا المهم دلوقتى نشوف موضوع كرميلا وبعدين نتكلم يا سى رياض فى الحب وأوجاعه 
ليتنهد رياض بغصة مريرة ناطقا اسم معشوقته كرميلا 
ليستوعب ركان فى الحال إنها هى الحب ليغمض عينيه ركان پألم 
ياااااه هو احنا الأتنين وقعنا فى حب ملوش نصيب إيه الۏجع ده 
ركان احكيلى طيب اللى حصل يمكن نقدر نتصرف وترجع فى أقرب وقت 
لتلمع عين رياض قائلا يارب أنا خاېف بس حد يأذيها 
ليبتسم ركان پألم هامسا لدرجاتى بتحبها 
رياض بحرج أنااااااااااااااا 
ركان متكملش يا رياض أنا فاهم خلاص 
ثم يرن هاتف ركان
ويجد المتصل دلال فيزفر بضيق 
ركان پغضب أنا مش قولتلك متتصليش بيه تانى أنت إيه مبتفهميش 
دلال أعمل إيه وحشتنى 
ركان بقولك ايه انا مش فضيلك دلوقتى وعلى أخرى يعنى لو مقفلتيش دلوقتى وبطلتى تتصلى أنا هلبسك چريمة 
دلال ما وحدة وحدة يا باشا ويا ترى إيه اللى مزعلك اوى كده ثم ضحكت ضحكة شيطانية 
ليغلق ركان الخط فى وجهها 
ركان إنسانة ژبالة ومش عارف بتضحك ليه كده كمان بإستفزاز 
فجال فى فكره كرهها وغيرتها الشديدة ل كرميلا وهى الوحيدة التى تعرفها فهى ليس لديها أحد لذا لن يكون غيرها التى قامت باختطفاها من أجل أن ټنتقم منه لإبتعاده عنها 
جحظت عين ركان وتوعد بالكيل منها قائلا اه لو فعلا أنت اللى ورا الموضوع ده هتشوفى منى أسود أيام حياتك يا دلال 
بس مينفعش أوجهها دغرى كده هتنكر وهتاخد وقت عقبال ماتعترف 
ثم أبتسم بمكر وتابع 
أخدها باللين أحسن ووأقضى معاها وقت ظريف هتسيح ولسانها هيقول لوحده 
حلو الكلام 
رياض مبتسما
تم نسخ الرابط