بقلم أم فاطمة "مكة"
المحتويات
وأسرعت لغرفتها باكية
مكة پقهر ليه كده يا ركان
ليه بتتحول ديما ساعات أحس إنك زى الطفل الصغير اللى محتاج احتواء وساعات تكون زى الۏحش من غير قلب
أنا تعبت ومبقتش عارفة أنا ايه باللنسبالك
معقول كل تصرفاتك دى كانت مجرد شفقة وأنا ولا حاجة
وفعلا أنت مش ليه وهتروح لغيرى
طيب ليه طلعتنى من السچن ليه
سجن المشاعر والأنكسار والأحتياج
أما هو فقد ولج لغرفته وارتمى على فراشه ولأول مرة يتسلل الدمع لعينيه
وما أصعب دموع الرجال فإنها إن دلت تدل على شدة القهر
فى اليوم التالى
فى كلية الفنون الجميلة كانت عين كريم المحبة تبحث عن ريم فى كل مكان
يا ترى ايه المانع
ثم نظر ووجد حاتم يتسامر مع زميلة أخرى ويتبادلان النظرات
والضحكات
كريم بسخرية أنت إيه مش بتضيع وقت خالص كده
فينك يا ريم تشوفى الأستاذ اللى فضلتيه عليه
ثم الټفت ليجد صديقتها المقربة هيام فاقترب منها وحمحمم بخجل لترى هيام فى عينيه شىء
كريم بحرج هى ريم مش جاية النهاردة ولا إيه
هيام بنظرة شفقة على هذا المحب ريم تعبانة شوية ومش هتقدر تيجى
ظهر الحزن على معالم وجه كريم قائلا ملها طمنينى عليها ارجوك
هيام مش عارفه ثم سددت النظر إلى حاتم بحدة ولاحظ كريم نظراتها فأردف قائلا أنا حظرتها منه بس للأسف أفتكرت إنى غيران ومصدقتنيش
أنا بس قلقانة ليكون الموضوع اتطور وحصل
حاجة كبيرة لإن صوتها مكنش عجبنى ولما كلمتها عليه اتفاجئت بتقول مش عايزة أسمع أسمه
فانفعل كريم قائلا كده الموضوع فعلا ميطمنش بس لو اتأكدت إنه أذاها فى حاجه مش هسيبه
هيام لا يا كريم أنت مش قده وخلينا ننتظر ريم لما ترجع يمكن فعلا تعبانة وظننا فى غير محله
وعندما رأها أمامه تلون وجهه قائلا پغضب أنت تانى إيه اللى جابك
مش كانت خالتى ووخالتك واتفرقت الخالات خلاص وكل واحد راح لحاله
زهرة بتوسل له أنا مش عايزة منك حاجة يا عباس غير اعرف بنتى ودتها فين
حرام عليك خدتها وهى كانت لسه حتة لحمة حمرة
وبعدين رمتنى رمية الكلاب بعد مقطعت الورقة اللى بينا
عباس بضحك أنت مفروض تشكرينى إنى خلصتك منها كانت هتوقف حالك
وأديك بعدى أتجوزتى وخلفتى غيرها عايزة إيه تانى
زهرة عايزة بنتى محدش بينسى ضناه
عباس بسخرية تصورى أنت ولية فقرية بصحيح
بس عشان أخلص من زنك ده وتنزلى من على ودانى ومشوفش خلقتك تانى
هقولك روحى دورى عليها فى دار الأيتام
يا ترى هتعمل ايه زهرة
هتروح دار الأيتام
كريم هيقدر يساعد ريم
ايه رئيكم فى
رياض
وقلبى عليك يا ركان أنت ومكة أنا منى لله
مشحتفاهم وبكتب وقلبى بيوجعنى
يارب تكون الحلقة عجبتكم واهى طويلة شوية عشان الحبايب دعوة حلوة بقه
تفاعل بقه بقدر الحب
ونختم بدعاء جميل
اللهم سعادة وفرحة بعدد سنوات الحزن وبعد قطرات الدمع
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غرفته ولا هما إلا كشفته ولا حاجة لنا إلا قضيتها برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم توبة قبل المۏت وشهادة عند المۏت وجنة بعد المۏت
ا
الحلقة السادسة عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول
حلم يعانقني أن أطير مع الطيور الراحله وأهاجر إلى عالم لا أنين فيه ولا حنين أريد أن يبقي الجميع غرباء كي لا أشعر بخيبتهم فالقرب أحيانا موجع
زهرة متوسلة پبكاء إلى عباس رميت بنتنا فين يا عباس
أنطق وريحنى وطفى الڼار اللى جوايا
عباس بسخرية أنت شكلك ولية نكد
هتعملى بيها ايه معندك غيرها
زهرة بلوم وعتاب أنت معندكش قلب ضحكت عليه ويعالم عملت فى مين تانى غيرى كده
حسبى الله ونعم الوكيل فيك
عباس بنفاذ صبر بقولك ايه كلامك ده ملهوش عازة ولا هيقدم ولا هيأخر
عايزة بنتك روحى دورى عليها فى دار الأيتام بتاعة جليم أنا حطتها قدام الباب هناك من سبعتاشر سنة واستنيت لغاية مسمعوا صوتها وهى بټعيط فطلعت وحدة ست كبيرة سمعتها بتقول يا عينى ومين رماك كده
وجت وحدة تانية من جوه قلتلها فى إيه يا سامية
راحت قيلالها لقيت العيلة دى على الباب
فقلتلها طب أدخلى بيها جوه ونعرضها على مديرة الدار
فتابع عباس فأنت روحى وأسئلى على الست سامية لو لسه موجودة هتدلك عليها
زهرة پغضب وجالك قلب ترمى بنتك كده وتسبها
ويعالم الست دى لسه عايشة ولا مېتة ولو حتى لسه عايشة هتفتكر بعد السنين دى كلها
عباس مليش فيه أنا قولتلك الخلاصة وياريت مشفوش سحنتك تانى يلا مع ألف سلامة
فغادرت زهرة وقلبها يعتصر من الألم على فلذة كبدها التى كان مصيرها دار ايتام بالرغم من أن والديها على قيد الحياة
زهرة بآسى سامحينى يا بنتى ڠصب عنى أنا السبب فى لى حصلك يارتنى كنت سمعت كلام ابويا الله يرحمه وممشتش ورا قلبى
لما راح سئل عليه وعرف إنه يوم شغال وعشرة لأ و مش ثابت فى شغلانة معينة
غير أن سمعته وحشة بسبب إنه كل يوم يشوفوه مع وحدة شكل
ولما جه البيت تانى بعد يومين زى ما بابا قاله
قابله بابا وقاله كل شىء نصيب ومعندناش بنات للجواز
ساعتها كنت عبيطة ومش فاهمة حاجة و حسيت كأن بابا حكم عليه بالمۏت ومكنتش عارفة أعمل إيه وانا بحبه والحب عامى عينيه عن
عيوبه دى كلها
قامت سهام بالنداء على مكة فأتت لها مسرعة
مكة بقلق خير يا هانم حضرتك كويسة
حاسه بإيه
تعجبت سهام من قلقها الظاهر على وجهها عليها وهى لا تعرفها فتسائلت هل هى نقية القلب لهذه الدرجة
سهام متقلقيش يا مكة انا كويسة أنا عايزاك تساعدينى ألبس هنعدى على المحامى عشان هقابل المشترى بتاع الأرض وبعديها هنروح الأتيليه نشوف فستان مناسب لخطوبة ركان وأعملى حسابك أنت كمان فى حاجة مناسبة
فشحب وجه مكة
وأمسكت مكة برأسها فقد شعرت بالدوار فأى اخبار متعلقة بخطبة ركان تنزل عليها كالصاعقة ولكنها تحاول جاهدة الثبات حتى لا ينكشف أمرها
لاحظت سهام شحوب وجهها فسئلتها مالك يا مكة
لو تعبانة مش هتقدرى تنزلى معايا خلاص هاخد دادة إكرام
مكة بغصة مريرة لا يا هانم أنا بخير وهروح مع حضرتك
سهام طيب أجهزى أنت الأول وبعدين تعالى ساعدينى
طأطأت مكة رأسها قائلة بإنكسار حاضر يا هانم
تسائلت سهام عن ريم بقولها معقول يا ريم من امبارح متجيش تشوفى أمك عاملة ايه
ياما نفسى تيجى وتترمى وأحس إنك بنتى بس للأسف مش عارفه قلبك طالع جامد لمين
أكيد لأبوك اللى مش عارفه ماله اليومين دول
كل شوية يقول هبات فى مأمورية للشغل
حاسة
من ساعة ماتعبت وهو متغير اه بحس فى عينيه بالزعل عليه بس فيه حاجة متغيرة ومش عارفه هى إيه
قلبى بيقولى كده وإحساس الست مننا عمره ما يكدب
ثم تابعت
هروح أنا اطمن عليها عشان وحشتنى
بخطوات متثاقلة متعبة ذهبت سهام لغرفة ابنتها ثم ولجت إليها لتجدها تضم ركبتيها على صدرها ومنكسة الرأس
سهام پذعر ريم مالك يا حبيبتى قعدة كده
وليه مرحتيش الكلية النهاردة
إرتبكت ريم عند رؤية والدتها وجففت دموعها بسرعة ولكن اثار جفونها المنتفخة من البكاء مازال موجود
ريم پألم مفيش يا مامى أنا بس تعبانة شوية ومقدرتش اروح الكلية
اقتربت سهام منها لتدفق فى ملامحها فتعجبت فهذه أول مرة ترى ابنتها بهذا الشحوب وعينيها المنتفخة من البكاء
سهام أنت كنت بتعيطى يا ريم
ريم بتلعثم أنا لا لا هعيط ليه
سهام عنيك بتقول كده
ريم لا بس عشان مصدعة شوية
سهام طيب قومى خدى شاور واكيد هتهدى شوية وتعالى معانا الأتليه عشان تختارى فستان لخطوبة اخوك بكرة أنت ناسية
ريم اه اه بس أنا حاسة إنى مش قادرة انزل
فخلينى معلش اكلم مدام صافى تبعتلى الموديلات على الواتس واللى يعجبنى تبعته ليه هنا
هى عارفة مقاسى مظبوط
سهام ولو كنت عايزاك تخرجى يمكن تغيرى جو وتنسى التعب بس زى ما تحبى ماشى
ثم تركتها سهام تتجرع أقسى لحظات الندم على ما جنت به على نفسها
ولا تدرى ما تفعل
ولجت سهام لغرفتها فوجدت مكة فى إنتظارها
ولاحظت مكة وجوم وجه سهام حزنا على ابنتها فحدثتها بقولها
مالك يا هانم حصل حاجة
وشك باين عليه الزعل وده وحش على صحة حضرتك
سهام مفيش بنتى بس مش عارفة ملها كانت على طول مرحة والضحكة مش بتفرقها لكن من امبارح وهى قافلة عليها اوضتها وبتقول تعبانة لكن قلبى حاسس إن فيها حاجة ومخبية عليه
مكة تحبى حضرتك أدخل اكلم معاها
سهام بس أنا عارفة بنتى عنيدة ومش بتكلم مع اى حد بسهولة
مكة بابتسامتها المعهودة خلينى أحاول يمكن
سهام ياريت تكلم معاك أنت إنسانة طيبة يا مكة وبتمنى فعلا ريم تكون زيك فى بعض السلوكيات
مكة هى اكيد أحسن منى يا هانم وبعد إذنك هروح أتكلم معاها دقايق وأجى لحضرتك
سهام أتفضلى ويارب تتطمنينى عليها
طرقت مكة باب غرفة ريم فتمعض وجهها قائلة وبعدين بقه ميسبونى فى الهم اللى أنا فيه مش عايزة أشوف حد
فطرقت مكة مرة أخرى لتجيبها ريم مين
مكة بصوت رخيم تسمحيلى ادخل يا آنسة ريم
ريم مين
مكة أنا ممرضة والدتك مكة
ريم وعايزة منى إيه
أنا عايزة أنام ومش فايقة
مكة مش هاخد من وقتك اكتر من دقيقتين
ريم بزفرة ڠضب طيب أدخلى خلصينى
تنهدت مكة وذكرت الله ودعت أن يشرحها صدرها لها
فولجت مكة ورأتها فتاة جميلة الوجه ولكن ذابلة فايقنت أن الأمر ورائه حب أتبعه خذلان فالخذلان هو سبب كل إنطفاء
نظرت لها ريم بتوجس قائلة بحدة نعم عايزة إيه
وأقول أن دموعك غالية اوى ويوم متنزل تنزل على حد يستاهل
ريم پقهر خلاص معدتش ينفع
لتدخل فى نوبة بكاء أخرى فضمتها مكة لصدرها واخذت تتلو بعض آيات القرآن على رأسها حتى سكنت روحها بعض الشىء
متابعة القراءة