بقلم أم فاطمة "مكة"
المحتويات
وأنزله حوض الإستحمام حتى نظفه جيدا
ثم أحضر له ملابس نظيفة من عنده وألبسه إياها
وصفف شعره جيدا ثم نظر له ركان بحب فهو يعد نسخة صغيرة منه يحمل نفس ملامحه ونفس لون العينين الرمادية اللون
ثم طلب ركان وجبة ساخنة من إحدى المطاعم ليتناول معه الغذاء لأول مرة
وسبحان مغير الاحوال سبحان من هو كل يوم فى شأن
مرت ايام تعافى بها خالد وخرج إلى بيته بسلام وكانت تحرص على زيارته عنان لتمريضه
وايضا إطعامه بيديها
خالد خلاص بقه يا بنتى مش قادر شبعت
عنان وهى تمد له يدها بالطعام كل بس حتة الفرخة دى عشان ترم عضمك كده يابا وتقدر تقف على حيلك وتراعى عروستك شوية ست لطيفة اللطيفة السكر دى
عنان يختى ممكن نعملها أنا وأنت كده ونمشى فى الشارع بطننا لقدام والناس تقف تقول وسعوا للست حامل
فدمعت عين لطيفة ياااه خلاص يا بنتى العمر عدى وأنا ربنا عوضنى بيك أنت وعامر
عنان ليه عندك كام سنة يا لطفطف
عنان يختى الله أكبر مش باين عليك يا موزة
لطيفة يسلم ذوقك يا بنتى
عنان بس طيب مش المجارى سالكة الحمد لله وبتيجى المحروسة كل شهر عادى ولا إيه الكلام
فضحكت لطيفة حتى دمعت عيناها اسكتى يا بت إحنا مصدقنا الحاج رضى عنك
عنان بإبتسامة رضى الحاج من رضا ربنا والله
وهخدك عند دكتور شاطر كده بيزرع الأرض قصدى الرحم أنابيب وان شاء الله أنبوبة تسلك معاك وتجبلنا نونو صغير ألعب بيه أنا وعامر عقبال ماربنا يكرمنا
بس كل يابا بس أنت عشان تقدر
تربى من جديد واحد سكر زى عامر كده
خالد ربنا يرضى عنك يا بنتى بس قوليلى يا بابا بلاش يابا دى الله يكرمك
فضحك خالد مفيش فايدة أقولك قولى اللى أنت عايزاه
أنا خلاص اتعودت يا بنتى
فى لحظة الغروب التى تعشقها مكة على البحر وقف ركان معها متشابكان الإيدى يلفح نسمات الهواء الببارد
وجوههم
ركان قلبى يا مكة مش كفاية كده ونروح نقعد فى أى مكان دافى شوية الجو برد وخاېف عليك
ركان بضحك بتثبتينى ب روكا دى ماشى
بس ايه رئيك لو تستمتعى بيها وأنت فى كده هيكون أحلى صح
فتفاجئت مكة به يأخذها بين طيات وكأنه يخفيها بداخله عن العالم أجمع
لينطق بعدها بصوت عالى بحبك
كان نفسى أقولها من أول مرة شوفتك فيها لإنك بجد خطفتينى من نفسى وحسيت إنى معاك إنسان تانى إنسان بجد عنده قلب وبيحس
تنهدت مكة وهى تستنشق عطره المميز الذى سحرها من أول يوم رأته فيه ولم تنسى رائحته
مكة يااااااه يا ركان انتظرت كتير اوى الكلمة دى ومكنتش هتكون مجرد كلمة عادية لإى اتنين ربنا ربط بين قلوبهم
لا أنا كانت باللنسبالى حياة لإنى كنت فعلا مع الأموات مفيش عندى أى دافع أن أستمر بالحياة غير قربى من الله عز وجل وإيمانى بيه
غير كده انا تعبت اوى اوى فى الدنيا واتظلمت كتير واتهنت وجوعت واتأذيت حياتى كانت عبارة عن أنين بيسلم لأنين تانى متواصل وأصعبها لحظة مۏت مۏت أمى الحضن اللى بيدينى شوية طاقة عشان اعرف أعيش
وبعدها كان أنت وأنا شيفاك قصادى وبتعذب بحبك بس مش قادرة أنطق لإنك مش بتكلم
وسايبنى أتعذب وساكت وكمان مضيت على عقد جوازى من غيرك
يااااااه على ۏجع القلب اللى حسيت بيه ساعتها
لدرجة إنى أتمنيت المۏت بس استغفرت ربنا بعدها عشان الرسو
ل قال قال رسول الله ﷺ لا يتمنين أحدكم المۏت لضر أصابه فإن كان لابد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الۏفاة خيرا لي متفق عليه
بس صدقينى أنا كنت بأن زيك ويمكن أكتر بس كنت زى مكون متقيد بسلاسل مش قادر أتحرك ولا اكلم
بس حاولت فى أخر لحظة إنك متكنيش لحد غيرى ولبسته القضية دى مخصوص عشان أبعدك منه وتتطلقى
فتنهدت مكة بعدم إرتياح قائلة هو الحمد لله إنك خلصتنى منه عشان هو إنسان مش سوى نفسيا ومريض ومد إيده عليه
بس صعبان عليه جدا إنه يقضى عمره فى السچن ده إنسان ومرضه هو السبب فى إن نفسيته تعبانة
زفر ركان بضيق وبصوت به بعض الغيرة أردف والعمل إيه حضرتك عشان متحسيش بالذنب ده ولا قولى إنك يعنى ممكن تكونى اعجبتى بيه
فوضعت يدها مكة على فمه قائلة متقولش كده أن بس ضميرى مش مرتاح ولازم نكفر عن الغلطة دى عشان
ربنا يبارك لنا فى حياتنا يا ركان
أنت فعلا سجنت مظلوم وأنا اتظلمت فى حياتى وأنت كمان عشان كده احنا أكتر ناس عارفين إحساس الظلم
ركان ايوه عارف بس هو دلوقتى مش مظلوم
مكة بس دلوقتى حاله نتيجة مترتبة على الظلم الاول
ركان والحل يا حاجة مكة
مكة بضحك مقبولة منك يا باشا
الحل يا سيدى أكلم عمى يتنازل عن حقه فى القضية زى معملت مع جوز أمى ووالدك عباس
ويطلع من القضية
ركان طيب لو طلع مش خاېفة يأذينا تانى
فغمزته مكة قائلة لا منا هسافره برا يتعالج وأجبله عروسة تفتح نفسه عشان أنا سديت نفسه
فضحك ركان ثم همس لها فى أذنها طيب دورى على طريقة تفتحى بيها نفسى
مكة وقد تلون وجهها بالحمرة بس يا قليل الأدب
ثم قامت وأخذت تركض وهو يركض ورائها ضاحكا
ركان هديتى حيلى وأنا لسه مدخلتش دنيا
رياض لوالدته سهام يا ماما صحتك متستحملش مشوار السچن ده
سهام ملكش دعوة أنت ولو مش عايز تيجى معايا خليك
ريم أنا جاية معاك يا مامى بابى وحشنى اوى
رياض وأنا كمان يا ريمو والله بس يا أمى ليه عايزة تزوريه رغم اللى حصل وجوازه عليك مش غريبة دى
أنا أعرف الستات بيقولوا مثل جنازته ولا جوزته
فابتسمت سهام بوهن هو أكيد صعب على أى وحدة مننا وإحساس بالقهر والظلم بس دلوقتى أبوك فى محڼة وأنا لا يمكن اتخلى عنه
وبرده فاكره جميله عليه لما سترنى زمان فلازم أقف جمبه خصوصا فى السن ده وكفاية اللى حصله كان أكبر عقاپ فمش هنبقى إحنا والدنيا عليه يا ابنى
لازم نخفف عنه ده ربنا رحيم اوى
بعباده
رياض ونعم بالله
ماشى جى معاكم ثم ولج ركان إليهم فوجدهم يستعدون للخروج
ركان على فين العزم
سهام بحرج هنروح نزور مجدى فى السچن يا ركان معلش يا حبيبى متزعلش بس ده واجب
فتنهد ركان ثم شرد للحظة وتخيل إن لم يكن مجدى رغم قسوته قد تولى تربيته فما عساه أن يكون الأن
فهو أفضل حالا من كرميلا التى عاشت فى دور الأيتام
فأردف
قائلا أنا جى معاكم
سهام بذهول معقول هتيجى رغم اللى عمله وقساوته معاك
ركان اه ليه لأ
بابا مجدى برده مهما عمل ليه فضل عليه ربانى وعلمنى لغاية موصلت لمكانة كويسة وكان ممكن أتربى فى الشارع أو ملجأ زى كرميلا فكده الحمد لله افضل
رياض اه يا عينى عليك يا كرملتى
ركان رياض عايزك تعوض كرميلا على قد متقدر بالحب وتكون لها الأب الحنون والسند قبل الزوج والحبيب
رياض ده أكيد يا ركان انت بتوصينى على نفسى كرميلا قطعة من قلبى
ريم فعلا الحمد لله ربنا جبرنى زى ما مكة بشرتنى بعوض الله
ربنا يجازيها عنا خير كانت حمامة السلام أو هدية ربانية لينا كلنا
سهام فعلا ربنا يبارك فيها ويسعدك معاها يا حبيبى
ركان ربنا يقدرنى وأعوضها خير عن اللى شوفته هى كمان فى حياتها
وفى السچن ولج مجدى لحجرة الزيارة وهو مندهش فمن يا ترى سيسئل عليه بعد ما فعله من جرم وأساء لنفسه وعائلته
ولكنه تفاجىء بوجودهم فتلألأ الدمع فى عينيه ونكس رأسه بخزى
فأسرعت ريم لاحتضانه وتبعها رياض قائلا وحشتنا يا بابا اووى
فاجهش مجدى بالبكاء قائلا بصوت منبوح أنا آسف ليكوا يا ولاد عشان اللى عملته فى نفسى وليكم غراننى الشيطان وسوسلى إنى عشان أمن مستقبلكم ونسيت أن المستقبل بيد الله وحده
ريم پبكاء خلاص يا بابى متفكرش ومتزعلش مهما حصل أنت بابى اللى بنحبك وبنحترمك
ثم تفاجىء مجدى بقول ركان ايه يا بابا وأنا كمان مليش حضڼ ولا نستنى
فامتد ذراع مجدى إليه وحنو شديد حتى أن ركان شعر لأول مرة إنه حقا أباه
فأجهش بالبكاء
مجدى سامحنى يا ابنى والله أنا بحبك بس منه لله الشيطان
ركان وأنا كمان بحبك وهتفضل بابا لأخر العمر
ثم نظر مجدى لسهام بحرج قائلا سهام بنت عمى اللى عمرى ما حبيت غيرها بنت الأصول
جاية عشان تزورينى بعد اللى عملته وجوازى عليك من إنسانة متساوش ضفرك
سهام ايوه _ ما أنت لسه قايل بنت أصول
وبنت الأصول لا يمكن تسيب عشرة عمرها لوحده فى كربته أبدا
ربنا يفك ضيقتك وتعدى الكام سنة دول على خير وترجع تانى تنور بيتك يا ابن عمى
طلب ركان زيارة أيمن
وعندما رآه ايمن هم أن يبطش به صارخا أنت ليك عين تيجى لغاية هنا كمان شمتان فيه للدرجاتى عشان تيجى كمان تزورنى
فأمسك العسكرى بأيمن وهم أن يضربه فاستوقفه ركان قائلا سيبه معلش
وياريت تسبنا لوحدنا نقعد شوية على انفراد
العسكرى بس يا باشا أخاف يعمل معاك حركة كده مش تمام أنا عرفه خلقه ضيق ولا مؤخذة تعبان نفسيا
ركان معلش أنا عندى اللى يهديه
العسكرى امرك يا باشا
أيمن لا والله حنين يا خاطف مراتى
ڠضب ركان وتلون وجهه وقبض على يديه بقوة قائلا بص يا متر لو جبت سيرتها على لسانك أنا مش هخرجك من هنا غير على قپرك
انسى إنها كانت فى يوم من الأيام مراتك دلوقتى هى مراتى أنا
أيمن بسخرية والله وكنت عملنى كوبرى يا ولاد
ركان بصوت حاد جهورى إلزم حدودك وخلينى أقول الكلمتين اللى جى عشانهم واخلص
اللى
متابعة القراءة