بقلم أم فاطمة "مكة"
المحتويات
مربياهم فوق السطح وهنضفها وهسلقها وهجبهالك تتقوى شوية يا ضنايا
ووكمان هغليلك شوية حلبة بالعسل عشان اللبن ينزل وتعرفى ترضيعها
زهرة بوهن من شدة ضعفها ربنا يخليك يا خالة
كريم كفاية أرجوك عياط
ودلوقتى هوصلك البيت ترتاحى وحاولى كده تتمسكى عشان محدش فيهم يشك فيك
وأنا هعرف أتصرف إزاى مع الواطى حاتم ده
بس خلى بالك من حاتم مش سهل عشان متخسرش مستقبلك عشانى أنا مش هرضى بكده أبدا
كريم ولا أنا هرضى أنت تعيشى مکسورة أبدا
سلمى أمرك لله وانا هتصرف وخلال يومين بإذن الله هيكون حاتم عندك يطلب ايدك من والدك
وطبعا عشان الحمل هيكون الجواز على طول
كريم متقلقيش وقولى يارب
ريم يارب
ثم اوصلها إلى منزلها ثم هاتف صديق له مقرب يدعى إياد
كريم حبيبى يا إيود عامل ايه صاحبى
إياد بخير يا عم فينك أنت وفين أراضيك
كريم فى الدنيا بس محتاجك فى حاجة كده ضرورى
إياد رقبتى سدادة أنت تؤمر يا ابن الناس
بس هو موضوع شرف وعايزين نستر بنت ضحك عليها واحد ابن حرام
إياد بحزن لا حول ولا قوة الا بالله
وطبعا رافض يجوزها لا متقلقش هنجيبه من رقبته
أنا معايا ناس ياكلوا الحديد قول بس فين مكانه وهنجيبه ونعلقه
كريم عارف وواثق فيك يا إياد
وأنا عارف من صحابه إنه كل يوم بيتلقح فى كازينو استغفر الله العظيم على طريق الكورنيش فى الإبراهيمية
فضحك إياد ربنا يهدى
خلاص ابعتلى صورته وهكلم الرجالة نظبطه
كريم بس لازم تمضوه على ورقة يعترف فيها أن غرر بالبنت واسمها ريم وأنه هيتجوزها رسمى
وتخليه يمضى على وصل أمانة بمليون جنيه
زيادة احتياط
عشان ميزوغش مننا بعد كده ولما يمضى على الورقة هصورها وابعتها لأبوه
كريم ربنا يجعلك نصير المظلومين ديما يا صاحبى
فيفى بدلال وتغنج خليك معانا كمان
الليلة يا دودو
مجدى معلش يا فيفى ورايا معاد مهم وصراحة مش عارف أودى وشى فين اصلا لسهام
أنا سبتها وهى تعبانة واصلا مسئلتش عليها ولو بمكالمة
فيفى وايه يعنى
وكفاية عليها كده شافت عز وهنا وحب وكانت هى كل حاجة وأنا
ولا حاجة
وديما كانت حطة منخيرها فى السما بنت العز ونست عملتها السودة بتاعة زمان الا لولاك كان زمان سيرتها ساعتها على كل لسان
تلون وجه مجدى وپغضب خلاص يا فيفى قولتلك نفسى أنسى الموضوع ده
فيفى محدثة نفسها لا تنسى ايه لا متنساش
ومش هيهدالى بال لغاية ما تذل ذلة الكلاب وترميها بإبنها فى الشارع
وفضحيته تبقى بجلاجل ويترفض من شغله بحق ما عملت فيه سهام بنت غالية
مجدى أنا نازل يارب تهدى وتبطلى اتصالات لغاية ما أنا اتصل بيك بنفسى
تعلقت فيفى برقبته قائلة بدلال أعمل إيه
أنت بس أول مبتنزل من عندى بحس إنك وحشنى وعايزه حتى لو أسمع صوتك
مجدى بتحبينى اوى كده يا فيفى
فيفى عندك شك فى كده
مجدى لا
أنت عوضتينى الحب اللى كنت بتمناه من سهام بس هى كان كل اللى شغلها هو ولادها وبس وأهملتنى غير مرضها اللى مليت منه
فيفى بس نفسى كمان أحس إنك حبتنى قد محبتها يا مجدى
ساعتها أكيد هحس بالراحة وان وجودى فى حياتك مش مجرد سد خانة لا حب بجد
تنهد مجدى وحدث نفسه هل فعلا يحب فيفى أم هى مجرد أداة يشعر من خلالها بذاته أمام سهام التى يشعر معها بالنقص
فيفى مردتش عليه يا مجدى بتحبنى بجد
مجدى اه طبعا انت أصبحتى كل حياتى دلوقتى
فيفى بابتسامة مكر ربنا يخليك ليه يا عمرى
ثم غادر مجدى حيث منزله الأول وتوقع أن تعاتبه سهام لتركه لها فى مرضها
وكان يحاول إيجاد أى حجج واهية ليرد على تسؤلاتها
ولكنه تفاجىء ببرود أعصابها حتى إنها لم تسئله أين كان ولما لم يحدثها أو يطمئن عليها
ولكن كل ما قالته
مجدى كويس إنك جيت فى المعاد المناسب ايمن خلاص على وصول
فنظر لها مجدى بإندهاش متسائلا ألهذه الدرجة لم أعد أعنيها فى شىء
ولكنه لم يدرك أن وراء لوح الثلج التى أمامه ڼار متأججة لو انطلقت لحړقت الأخضر واليابس
ولكنها كتمت من أجل أولادها
ما أعظمك أيتها الأم
كان ركان يجوب غرفته ذهابا
وإيابا تكاد رأسه أن ټنفجر فكيف له أن يسمح لمعشوقته بالأرتباط بغيره كيف سيتحمل هذا الموقف
ثم قرر أن يذهب إليها ليرى وجهها هل حقا يبدو عليها السعادة لخطبتها لأيمن
أم إنها فعلا تعشقه كما يعشقها فيطمئن قلبه
وعندما خرج من غرفته وجد والده أمامه ينظر له بحدة قائلا هو حضرتك لسه هنا
أظن زى معرفت وراك مأمورية شغل وياريت ترفع رأسنا فيها لأنها هتكون حجر أساس باللنسبالك وعليها ممكن تترقى بإذن الله
ركان بتوتر إن شاءالله هكون عند حسن ظنك
مجدى طيب أتفضل شوف شغلك يا سيادة النقيب
فلج لغرفته مرة أخرى ثم نظر لنفسه فى المرآة قائلا مالك
ليه ديما قدامه بتكون زى العيل الصغير اللى عامل عمله وخاېف منه يضربك ليه بتحط وشك فى الأرض وأنت بتكلمه
فوق أنت معدتش صغير ولا هيقدر يحبسك فى أوضة ضلمة لما تغلط زى زمان
أنت قدام الناس كلها قوى وتيجى قدامه مش بتعرف تنطق وبسبب خۏفك ده هتضيع الإنسانة الوحيدة اللى حبتها
صراحة فعلا خسارة فيك وحلال على المتر أيمن
ثم تابع
بس بس كفاية يا نفسى أنا مش متحمل كفاية عڈاب
ثم أخرج من خزينة ملابسه ملابس متشرد ليتنكر فيها ليقوم بالمهمة التى كلفه بها اللواء رئيسه فى العمل
ثم تسلسلل للخارج بدون أن يراه أحد وكأنه يهرب مما سيحدث
وعلى أحد المقاهى المطلة على البحر يجلس دوما فاروق البدرى مع أصدقائه بصورة يومية كما تعود
جابر أحد أصدقائه مساءك سكر يا معلم اللعب على ايه النهاردة
فاروق اختار أنت عشان أنت ديما بتخسر وبتصعب عليه
جابر أعمل إيه بس فى دماغك الجهنمية دى بكون خلاص قربت أغلبك فى الشطرنج ولسه هقول كش ملك ألاقيك أنت اللى تكش فى الأخر
فاروق بضحك مش اى حد يلعب يا جابر
ثم أتى عليهم ركان فى زى المتشرد متخفى
ركان بتوسل سايج عليك النبى يا بيه اى حسنة لله تعبان وعايز تمن العلاج الله يكرمك ويوسع عليك
جابر بغلظة فى قوله مشيرا إليه پغضب امشى من هنا يا طور متبوظش القعدة بتعتنا
ركان حرام عليك ده أنا غلبان ومريض ومن امبارح مأكلتش
حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة
ثم انحنى على يد فاروق ليقلبلها قائلا والله انت شكلك بتعرف ربنا ووشك منور وأكيد مش هتكسف عبده
وهتدينى مما أتاك الله
فاروق بفخر اه طبعا ده أنا سيد ميعرف ربنا
ثم أخرج من جيبه ورقة من فئة مئة جنيه وأعطاها له
فتصنع ركان الفرحة قائلا مية جنى مرة وحدة الله يزيدك ما ينقصك ويعلى مراكبك ويبعد عنك عيون الحاسدين
فاروق ايوه دوس شوية كمان على الحاسدين دول
عشان كتير اوى
ركان ربنا يبعدهم عنك يا ابو الكرم
جابر خلاص مش خدت اللى انت عايزه يلا زق عجلك بقه يا اخينا
ركان نحمد فضله
ثم غادر ركان بعد أن تم له ما أراد من أول يوم حسب الخطة
شرد ركان فى طريقه لمنزله فى مكة تذكر ابتسامتها حديثها عن الله الذى يطيب به القلوب
فوجد ركان نفسه لأول مرة يدعوا الله من قلبه يااارب أنت عالم بضعفى يارب وأنت القوى أنا بحبها فاكتبها ليه يارب
مش قادر أشوفها مع غيرى بس ڠصب عنى يارب هونها عليه
بدل ركان ملابسه فى سيارته وانطلق إلى منزله وشرار الڠضب النابع من غيرته الشديدة يكاد يفتك به
فڼهرته مكة بقولها على فكرة كده حرام وميصحش أبدا ولو سمحت متكرهاش تانى
تجمدت ملامح أيمن قائلا ليه كده بس
إحنا مخطوبين ودى أحلى فترة فى حياة الإنسان كلها عواطف وحب فليه تحرمينى من كده يا مكتى
مكة ايمن لازم تفهم أن قراية الفاتحة دى ملهاش ليك حقوق أبدا دى مجرد وعد بالجواز ولو حتى قريت المصحف كله
لغاية ما نكتب الكتاب
ومش بتفهم وعايزنى افهمك أنا بنفسى
أيمن بغيظ مش عارف حضرتك ليه بتضايق كده هى تقربلك
هى بس اللى من حقها تكلمنى
فزعت مكة قائلة سيبه يا باشا لو سمحت ميصحش كده
فجاءت سهام على صوتهم العالى فڼهرته قائلة ركان ادخل أوضتك حالا وأنا هحصلك
فرمق ركان پغضب مكة ثم كز على أسنانه بغيظ ثم توجه لغرفته يكور يده ويضغط عليها پعنف
ايمن ل سهام مش عارف يا هانم هو ليه متضايق من وجودى
أنا مش عايز أكون ضيف تقيل عليكم وعشان كده لو تسمحيلى نعجل بكتب الكتاب والفرح فى أقرب وقت ويكون الاسبوع الجى عشان الباشا يرتاح وأنا كمان أعرف أخد رحتى مع مراتى
سهام بس بالسرعة دى
ايمن حضرتك أنا شقتى جاهزة هنا من كله وعايش لوحدى وأهلى من الأرياف
وأنا مش محتاج حاجة من مكة غير شنطة هدومها
فقلتى ايه
عشان كده الوضع متأزم
حدثت نفسها سهام أنا قلبى حاسس إن ركان ميال ل مكة ولى بيعمله ده غيرة
فلازم أوافق على اللى بيطلبه أيمن عشان تبعد عنه وينساها ويفوق لخطيبته ألا مجدى يقوم علينا الدنيا
فتابعت سهام بقولها تمام يا متر لو هى موافقة معنديش مانع
استمع ركان لحديث ايمن وكاد قلبه أن يتوقف وانتظر بلهفة رد مكة لعلها تريح قلبه وترفض
سهام ها قولتى إيه يا
مكة
تلألأت الدموع فى عين مكة وتحشرجت الكلمات فى جوفها وحاولت بالكاد التحدث قائلة
يا
الحلقة الثالثة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
قد أصبحت أتمنى أن أسكن عالما بعيدا عالما لا أشعر بالبشر فيه بل أشعر بنسمات الصباح والليل وأحاديث الشجر ومداعبة قطرات الندى لأوراق الأزهار
سهام ها قولتى إيه يا مكة
تلألأت الدموع فى عين مكة وتحشرجت الكلمات فى جوفها وحاولت بالكاد التحدث قائلة
بعد يقينها أن ركان
متابعة القراءة